من أهم مسببات مكوناتها فقدان الأبوين..
والافتقار لمن يقوم مقامهما.. وشعور مذل بالذنب..
وهي تورث أحيانا وذلك بتكرار النظرة التشاؤمية فيمن حولها..
فلا أمل ولا استمتاع بالحياة..
يبتعد عن الأصدقاء أو زملاء الدراسة والعمل..
تلبسه كآبة تجعله وحيدا منطويا..
بعيدا عن الفكاهة.. حتى الطرافة التي يبتسم لها الجميع مِنْ حوله.. لا تثير فيه ضحكة صامته.. حزن في نظرته وانكسار في خاطره...
كثير الاعتذار، فلا يعتذر إلا ويعود إلى الاعتذار مرة أخرى وأخرى وأخرى.. كثير الشكر على أي شيء..
فهو يشكر ويكرر الشكر مرة أخرى وأخرى وأخرى..
مع الشخص الذي أهدى له معروفا كما (يظن)..
حتى ولو التقى به على فترات متباعدة..
لديه ميل في جلد الذات.. يوميا بسبب ومن غير سبب..
لديه ميول خفية بتأنيب الضمير المستمر..
فلا يغفو إلا على ذلك.. ولا يفيق إلا وهو معه..
ينشد الاستحسان.. يبكي في السر وليس في حضور الآخرين..
قراراته مترددة .. لا يأخذ قرارا..
فكره متشتت من توارثه.. فيه خوف وعدم أمان..
يركز في عمله دون تميز..
يحاول أن يكون مسؤولا عن واجباته الوظيفية لينال الاستحسان
وإذا لم ينل يلوم نفسه ويتقبل ذلك..
فإن الوعاء قابل ومستقبل متميز للزيادة..
هناك حالات من الاكتئاب أو تعكر المزاج المؤقت..
نتيجة لظروف مؤقتة عند البعض.. وهذا لا يدخل في الشخصية المكتئبة.. حيث إن الظروف تفرض نفسها أحيانا، وهي نوبات متباعدة لا تدوم أكثر من دقائق..
واستمرار ذلك وطول مكوثه يؤدي في النهاية إلى نسبة من الاكتئاب قابلة للزيادة..
هذه الشخصية إذا أرادت فإنها تنقض عنها هذه الصفة بالحوار الذاتي المعرفي..
وتندمج في مجتمعها بطريقة تثير الذهول لتحولها إلى شخصية منسجمة..
قريبة جدا إلى أن تكون شخصية سوية..
هذا الاكتئاب هو ابتلاء يستوجب الدعاء..
بأن يقينا الله شره والوقوع فيه..
فإنه يهدم صاحبه.. ومعد لمن حوله ويتوارثه البعض..
فاللهم إنا نعوذ بك من الهم والحزن..
وقنا واصرف عنا برحمتك شر ما قضيت.
أحمد حسن فتيحي
نقلآ عن جريدة عكاظ