المهرولون نحو الهاوية
الزاحفون إلى الظلام
المشتتون . . التائهون . . والضائعون
كان بودي أن أكتب عن البطولة العربية للألعاب في قطر والمشاركة السعودية، وكان بودي أن أكتب عن تحيز الفيفا لأندية أوروبا وأمريكا الجنوبية في بطولة كأس العالم، وكان بودي أن أكتب عن عدة أمور، إلا إن الحال الذي وصل إليه النصر أختطف المساحة، وأختطف فرحة العاشقين المغرمين، أو على الأقل قناعاتهم.
من أجل التاريخ أكتب، ومن أجل دموع الغلابا في المدرج الأصفر، ومن أجل ذوات العدد.
يا إلهي !!
هل هذا النادي هو من ركل الكرة به يوسف خميس، ماجد عبدالله، فهد الهريفي، محيسن الجمعان، ومرحوم المرحوم، لا أصدق ـ أو أكاد أكون كذلك ـ ، ألم ينجب النادي من طينة هؤلاء العمالقة، أم إن جميع اللاعبين الذين أنجبهم ولدوا خارج رحم النجومية.
الجمعة الماضية في ملعب الراكة ذبح النصر من الوريد للوريد، وتمت الصلاة عليه في حينها، وسيصلى على روحه صلاة الغائب في الملاعب وفي المدرجات وفي أوراق الصحف، وستذكر سجلات التاريخ بأن النصر كان يوما ما ناديا كبيرا !!
ظهر متعبا، مرهقا، مهزوما، تائها، عبثا كان يطارد لاعبيه الكرة، وشكلا كان يصنعون الهجمات.
يا لوجع قلوب محبيه. . حينما لا يتعدى سقف طموحاتهم نقطة تعادل، فيما تتجاوز أحلام الآخرين تحقيق البطولات !!
أسائل النفس، إلى أين يتجه النصر، وإلى أي نفق مظلم يسير، ولماذا طالت الغيبة والعودة إلى فريق يحترم من فرق منطقة الدفء، فما هو الحال لفرق المقدمة؟؟!!
عبثوا بتاريخه العريق، وركلوا سمعته، وطرحوها أرضا، وجردوه من كبرياءه، حتى أضحى محطة يصعد من خلالها الآخرين.
مات . . ومات معه النصر!!