لمّا تخذلنا قوتنا ...
ولا تسعفنا سنين عمرنا .... أو تجارب حياتنا ...
فنقع فيما لا يجب أن نقع فيه ...
من كسر خواطر من نحب ...
حينها لا تحتملنا جدران بيوتنا ...
نخرج منها ننطلق ..لنطلق أفكارنا ...
نسلك دربا طويلا ... إلى غاية بعيدة ...
لنستجمع خلاله خواطرنا ...
ثم ننثرها على من نثق ...
لنشركه معنا في شجننا ...
يرافقنا في دربنا صوت فيروز ... صوتها الماسي ...المطعم بالعبقرية الرحبانية ...يصدح في قلوبنا برفق : حد القناطر محبوبي ناطر .... كسر الخواطر يا ولفي ما هان علي
كم من بنوة خذلت والدها ... حين هتكت سياج بره ...
كم من أخت خذلت أخا ... حين استنجد صامتا غوثها ...
كم من أخ خذل أختا ...حين احتاجت ثقته بإنسانيتها ...
وبين المحبين ... حين يطمع أحدهما في صبر الآخر ...
فيلقي ما في نفسه سجية دون حرج ...غير مكترث بالسياسات ...
فيجرح دون أن يقصد من يحب ... ويتلقى حقه من اللوم والعتب ...
ويغفر المحب له ... ولكن لا يغفر هو لنفسه ...
ويبقى بين جرحين ...جرح من أحب ... وجرح أنه من جرحه ...
يلوم نفسه ...يجلدها ... يخشى أن لا تزول جريرته تماما من قلب محبه ...
كسر الخواطر صوره كثيرة ...
نراها في عين اليتيم ... حاجة الفقير ... تشرد طريد وطنه ...
عزيز القوم حين يذل ...المواطن حين تصفعه طوابير الروتين ...
المرأة حين لا يكرمها عشيرها ...الرجل حين تخذل وده امرأته ...
جامع تلك الصور أن جميعها تحرك رحمة عجيبة لصاحبها ...تذكرني موالا مصريا قديما يبدأ بــ " جبر الخواطر على الله " ...
تنتهي الأفكار ...ونقترب من الغاية ... و لازالت فيروز بنكهة حنجرتها الفريدة تصدح ...
يا طير يا طاير على اطراف الدني
لو فيك تحكي للحبايب شو بني
روح اسألن على اللي وليفه مش معه ومجروح بجروح الهوى ..شو بينفعه
موجوع ما بيقول على اللي بيوجعه
وتعن عباله ليالي الولدنه