الطفلة منال خواجي
جازان :
تعرضت طفلة في قرية الشقيري التابعة لمحافظة ضمد بجازان يوم الثلاثاء الماضي للحقن من قبل امرأتين مجهولتين لأسباب غير معلومة. التقت الطفلة وتدعى منال علي حسن خواجي (10) سنوات أثناء عودتها من المدرسة بالمرأتين، حيث قامتا بتطعيمها مرتين وذلك حسب تأكيدها وتأكيد والدها الذي تحدث لـ"الوطن" قائلا": عادت ابنتي منال إلى المنزل بعد انتهاء يومها الدراسي, وقد لاحظت أمها أن الطفلة تعاني من ألم في عضديها، وعند سؤالها عن سبب الألم أكدت لأمها أن امرأتين قامتا بحقنها بإبرة مرتين, مرة في العضد الأيمن والأخرى في جهة الكتف الأيسر, وكانت منال تظن أن هاتين المرأتين من الممرضات, ولاسيما أن أختها الأخرى قد تم تطعيمها من قبل الجهات المعنية قبل فترة وجيزة, وأكدت منال لنا أن المرأتين قالتا لها :" لا بد أن تأخذي الحقن وإذا رفضتي فلن تذهبي إلى المنزل, الأمر الذي اضطرها للموافقة على عملية الحقن". وقال خواجي :" عندما رجعت ابنتي للمنزل وفور اطلاع أمها على القضية اصطحبتها إلى مركز الرعاية بالقرية لسؤالهم عما إذا كان المركز قد نفذ حملة للتطعيم، إلا أن كل المختصات في المركز أكدن لها أن المركز لم يقم بشيء من ذلك". ويضيف والدها والدهشة تحتويه :" ابنتي منال أكدت أن صوت المرأتين يشبه صوت الرجال في غلظته". وأكد خواجي أنه تم إبلاغ الشرطة بالحادثة, وتم تحويل ابنته منال إلى مستشفى أبو عريش العام الذي رفض استقبال الحالة, حينها حولت إلى مستشفى الملك فهد المركزي, وقد تمت معاينة الحالة وأخذت عينات من الدم لعمل التحاليل اللازمة, كما تم تنويمها لتكون تحت الملاحظة. وأضاف الخواجي أنه لم يتم إبلاغه إلى الآن عن النتائج المخبرية من قبل المستشفى, مبينا أن المختصين أعلموه بأنه لا بد أن يخرج طفلته من المستشفى الآن, وعندما طلب منهم تقارير لم يتم إعطاؤه, مضيفاً أن الحالة حولت من الشرطة إلى المستشفى وأن المفترض ألا يتم إخراج طفلته من التنويم إلا بإشراف الشرطة إلا أن ذلك لم يحدث على حد تأكيده.
" الوطن " زارت الطفلة منال بصحبة والدها الذي أكد أن جيرانه تلقوا اتصالا من مجهولة الرقم تسأل عما إذا كانت طفلته قد توفيت أم لا, كما سألت عن المستشفى الذي ترقد فيه ورقم الغرفة التي نومت فيها, وعند سؤال الجيران للمرأة عن اسمها رفضت ذلك وأغلقت السماعة.
وقالت الطفلة منال التي جمعت بين براءة الأطفال ووعي الكبار - فهي تدرس في الصف الرابع الابتدائي - إن كل واحدة من المرأتين كانت تلبس الحجاب والقفازات السوداء وتغطي رجلها بشراب، غير أن الذي كان يظهر منها هو عيناها, وبينت منال أنهما قامتا بحقنها هي وعدد من الطالبات الصغيرات وذلك بعد أن أوضحتا أنهما ممرضتان مختصتان بحقن الطالبات وأن الجهة التي أرسلتهما هي مستوصف الجهو القريب من قريتهم على حد تأكيد الطفلة منال, وتضيف بقولها: "لم تستخدم المرأتان أي مسحة طبية و كانتا تحملان معهما قطعا من الحلوى تقومان بإعطائها لأي طفلة تبكي أو تصرخ من الخوف أو الألم".
وقد أكد أبومنال أن الشارع الذي شهد الحادثة يمتاز بالهدوء والبعد عن أنظار الناس, مؤكدا أن امرأة كبيرة السن أكدت لهم أنها رأت إحدى المرأتين بالصفات نفسها التي ذكرتها منال وكانت تقف لدى مدرسة البنات وكأنها تنتظر خروج الطالبات, موضحاً أنه تم إبلاغ الشرطة بهذه المعلومة وحضرت الجهات المختصة وتحدثت مع شاهدة العيان.
الطفلة بدت وهي تحكي لـ"الوطن" قصتها واثقة من كل كلمة تقولها, دون تلكؤ فالمشهد أمامها حاضر لا يغيب, وتفاصيل الحكاية لا تحتاج عندها إلى فواصل أو انتظار, كل ما تحتاجه منال لتسرد لك القصة هو نفس عميق يخونها لصغر سنها, فتضطر لملئ رئتيها بالهواء مرة أخرى لتكمل لك المشهد. "الوطن" اتصلت بمدير مستشفى الملك فهد الدكتور خالد العطاس للتعليق على تنويم الطفلة في المستشفى إلا أنه رفض الحديث, وذلك بسبب انشغاله على حد قوله.
كما اتصلت "الوطن" بمدير عام الشؤون الصحية بجازان الدكتور علي القحطاني للتعليق على القضية فأكد أنه لا يوجد ممرضات أو فريق طبي تابع لصحة جازان يقوم بحقن الأطفال في الشوارع, مشيراً إلى أنه إذا وجدت حملة للتطعيم فإنه يتم إبلاغ الجميع وإعلان ذلك عن طريق المراكز الصحية، بحيث يذهب الفريق إلى المنازل مباشرة بآلية واضحة وإشراف من قبل مسؤولي مراكز الرعاية المعروفين لدى المواطنين.
من جانبه أكد مصدر أمني مطلع على القضية لـ"الوطن" أن الشرطة تلقت البلاغ عن الحالة من قبل أحد أقارب الطفلة, وأنه تم تحويلها إلى المستشفى، وأن الجهات الأمنية في صدد استكمال الإجراءات اللازمة وكشف ما وراء القضية.
من جهة أخرى ذات صلة، علمت "الوطن" من مصادرها أنه تم نقل الطفلة فاطمة مغلط التي نشرت "الوطن" تفاصيل قضيتها المشابهة في عدد سابق إلى أحد مستشفيات الرياض, وأن الجهات المختصة مستمرة في كشف ملابسات القضية.
يذكر أنه في الوقت الذي يتحدث فيه عدد من الناس عن مثل هذه الحوادث بلهجة التشكيك، فإن قصص المجهولين المتنقلين الذين تشار إليهم أصابع الاتهام في مثل هذه القضايا لا تزال تنتشر وتتوسع، الأمر الذي اضطر الأهالي إلى أخذ الخطوات العملية في توعية أبنائهم وبناتهم بمثل هذه المواقف, محذرين إياهم من أي طلب للتطعيم دون أخذ إذن الأسرة, في حين تحدث آخرون عن دور القطاعات المختلفة في توعية المجتمع, متسائلين عن الإجراءات العملية التي تم اتخاذها حيال ذلك.
السؤال الذي يدور من المسؤول عن امن وامان المواطنين في المناطق الحدوديه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
منقوش
تحياتي