عبرتا ومعهما كان زوج خالتهما شارع البلاجات (السالمية بالكويت) إلا ان متهور قيادة كان ينطلق بسيارته السبورت التي يسابق فيها «سيكل» بسرعة قدرت بـ 180 كيلو مترا في الساعة، وكان لهم بالمرصاد، جمانة وإيمان توفيتا في الحال ونقل زوج خالتهما إلى الرازي للعلاج.
جمانة كأنها أدركت انها على موعد مع الموت عندما حبّرت بقلمها البريء ما يعتري قلبها وخيالها من عطف وحنو على أعز مخلوق عندها في الدنيا ألا وهي أمها المقعدة، حيث تركت لها بطاقة زينتها بكلمات وقلوب بدأتها: «أمي العزيزة أهنئك بحلول هذا العيد السعيد وتمنياتي لك بالحياة السعيدة».
العائلة المفجوعة في منزلها الكائن في منطقة الرميثية والذي كانت انتقلت اليه خلال أقل من شهر لتطلع على ما أصابها من ألم وحدث جلل والد الطفلتين الحزين عبدالله قال: «انه قدرهما ان يخطفهما ملاك الموت وهما في ريعان الطفولة وتفتح مداركهما على الحياة».
ولهماأخت ثالثة عمرها 17 عاما مسافرة الآن وستعود بعد غد إلى الكويت ولم تعرف ان شقيقتيها توفيتا,,,
في ثاني أيام العيد وفي تمام السادسة مساء تلقى والدهما اتصالا يبلغه بما حصل، واتجهت إلى هناك وتفاجأ بأن الدماء تملأ الأرض وجثتي جمانة وايمان مقطعتين مرميتين على الطريق بانتظار رجال الأدلة الجنائية الذين حضروا وتم نقل الجثتين في سيارة الأدلة».
اما امهما التي أقعدها المرض قبل سنوات عدة فحالها يرثى له بعد تلقيها هذا النبأ الفاجع وهي التي كانت نذرت نفسها رغم مرضها للاشراف على بناتها الثلاثة، حيث يشكلن محور حياتها أو بالأحرى كل حياتها
كانت أمهن تحرص على تثقيفهن والاهتمام بدراستهن، الأمر الذي كان له الأثر في تفوقهن خلال سنوات دراستهن
جمانة التي توفاها الله (13 عاماً) كانت في الصف الثالث المتوسط، أما إيمان ابنة الـ 11 عاما فكانت في الأول المتوسط
لم يجف حبر البطاقة التي تركتها جمانة ولا الرسالة التي كتبتها إيمان عشية العيد لتقدماها لوالدتهما لمناسبة حلول العيد، حيث ورد في خواطر جمانة لأمها
أمي العزيزة: أهنئك بحلول العيد السعيد وتمنياتي لك بالحياة السعيدة.
أمي بذكرك سعد أيامي
يا همسة روحي يا أمي.
في عيدك يحلو انشادي
وبحبك يمتلئ فؤادي
يا خير نشيد يا أمي
الرحمة نظرة عينك
والجنة موطن قدميك
سأعيش بذكرك يا أمي
وأردد باسمك أنغامي
يكفيني عطفك يا أمي.
سبحان الله وكأنهماعلى موعد مع الموت
الله يرحمنا جميعا..