ما للبيوت العامره طعم يا حمود
إذا خلت في يوم من حس شايب
بيبانها طرما وجدرانها سود
ويصفق نوافذها قوي الهبايب
في كل ركن لحزنها اثبات وشهود
على فراق مهونين الصعايب
النادرين أهل الشرف منقع الجود
شيباننا اللي يحسمون الطلايب
إخوان من طاع الولي خير معبود
اللي مكارمهم من الله وهايب
ما يعرفون الزيف في اليسر والكود
صدق وبياض ورحمة للقرايب
ثباتهم في حزة الضيق مشهود
وإيمانهم يزداد عند المصايب
كانوا هنا .. وكان السعد ماله حدود
وكان الرضا يملا قلوب الحبايب
كانوا هنا .. مفاخر آباء وجدود
ونور وأمان ووقفة فالنوايب
واليوم كل اللي مضى صار مفقود
ولا بقى غير الجروح العطايب
يا حمود لو أبكي سنه حزن ..واجود
بدموع فقد من عيوني سكايب
على الذي ذكره مع الناس محمود
الطاهر اللي مثل وبل السحايب
أبوي .. وانت ادرى .. ولا بالحكي فود
ما يندمل جرحي ولا الكيف طايب
الوضع غير وما به سهود ومهود
من يوم خليناه حدر النصايب
نهار غابت بسمته ذابت كبود
وشفنا ما عفنا في زمان العجايب
ليت المنايا لا لفت تطلب الزود
ما تاخذ الا الناقصين الزلايب
روس كساها الشيب ما صانت عهود
ومن ظن فيها يصبح الظن خايب
هراجة المجلس حجا كل مقرود
بياعة الذمه بسوق الجلايب
الرجل فيهم له عضلات وزنود
هيكل فحل والقلب فالغي ذايب
ذليل .. لا يحذف ولا يجمع حيود
نقص على الأجواد حاضر وغايب
يا الله يا معطي العطا غير محدود
وإيماننا بك ما دخل به شوايب
إجعل مقر ابوي في ظل ممدود
بجنات عدن أم الغصون الرطايب
وأحسن عزانا فيه يا خير معبود
لولاك ما نصبر بلا حس شايب