الحياة ليست لك وحدك .. ولا لجماعة معينة من البشر !!
الحياة في الأصل هي للجميع ..
والحياة في الأساس هي في هذه << الأضداد >> ..
وفي هذا << التنوع >> .. وفي هذه << الإزدواجية >> .. فهي ليست
للشرفاء وحدهم .. أو الصالحين وحدهم .. أو المجرمين والمعتوهين
والمخرفين وحدهم .. وهي لايمكن تكون للناجحين والنابغين والنابهين
وحدهم ..
إنخا أيضاً للفاشلين والكسالى والدواب والأفاعي والعقارب !!
وكما أن الحياة في هذه << الأضداد >> وفي هذا << التنوع >>
وفي هذه << الإزدواجية >> فهي ليست في << الفردية >>
أو << الأحادية >> .. إنها في << الثنائية >> !!
فهي ليست للرجل ولا للمرأة وحدها .. إنها للأثنين معاً ..
وهي ليست شتاء أو ربيعاً , إنها الإثنان معاً .. كما أنها ليست صيفاً أو
خريفاً .. للصيف والخريف معاً !!
والطبيعة ليست أشجاراً ولا جبالاً ولا أودية , ولا رمالاً , إنها..
هذا المزج كله .
فالحياة فواصل وحدود ومساحات ومقاييس ومكاييل وأوزان وأطوال
وأبعاد .. وخطوط متوازية ومتعارضة ..
وأشكال مربعة ومثلثة ومستطيلة وشبة منحرفة .. وتندرج تحت هذه
المفاهيم الأزراق .. والألوان .. والتضاريس !!
فالحق ليس في << الضدية >> ولا يتكون من المرأة والرجل , وليست له
أشكال متعددة أو تضاريس وأجواء متنوعة !!
الحق قضية لاتقبل الأنقسان أو الإنشطار .. إنه في كل مكان وزمان هو
الحد .. والفصيل بين الشر والخير .. والفضيلة والرذيلة .. والعدل والظلم !!
وحين ينقسم << الحق >> أو ينشطر .. أو حين يرتدي أزياء متعددة ..
او يكون له أكثر من وجه أو موسم فإنه لايصبح حقاً ..
قد يكون أي شئ .. لكنه لن يكون حقاً .
ولو أنصف الناس لأرتاح القضاة .. والحق أحق أن يتبع !!
أما كيف تكون الحياة لك وحدك .. او لفئة محددة من الناس بجانب هذا كله .
فأنه من السهل جداً أن تجعل من نفسك إنساناً منبوذاً ينفر منه الناس ..
ويتحدثون عنك في مجالسهم كما يتحدثون عن الأفاعي والعفاريت !!
ومن الصعب أن تكسب صديقاً مخلصاً في أيام قليلة , لأن الصداقة ليست
<< أنا .. ومن بعدي الطوفان >> إنها رحلة ماجدة ..
من الإثار .. والإخلاص .. والعطاء .. دون أن تتطلع الى الإستيراد !!
وإذا فقدت الأصدقاء .. والحقت بهم الأهل والولد , فقد خسرت الحياة
كلها .. ولم تنل حقك منها !!
لكنك تستطيع أن تجعل الحياة كلها لك وحدك .. وأن تفتح أمامك كل الأبواب
والنوافذ .. وأن تستقبلك كل المواني الجوية والبرية والبحرية دون
جواز مرور .. ودون تـاشيرات .. ودون إشارات حمراء !!
كما تستطيع أن تجعل رجل الجمارك يحتضنك بأبتسامة , وتمر حقائبك دون
نقاش تفتيش !!
حين تستطيع أن تحقق ذلك . فأن الحياة تصبح كأنها لك وحدك ..
ذلك لأنك جعلت نفسك للجميع .. وأمتلكت الجميع بإحساسك وأسلوب
تعاملك معهم .. وفي هذا يقول الشاعر :
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ... فطالما إستعبد الإنسان إحساناً
ولكن .. أين تجد كل مافعلت هذا بالناس .. يذهب مع هبوب الرياح .
والمسألة هنا هي كيفية التعامل مع الحكمة العميقة القائلة ..
[glint]<< رضا الناس غاية لاتدرك >>[/glint]
وأن تكون أولاتكون تلك هي المسألة .. !!
ولكم مني خالص حبي .
أختــــ الحنان ــــكم
<< علوي طه الصافي >>