بسـم الله الرحمن الرحيمُ
فجعت وأحسست بطعنة منصل ... تحـز الحنـايا مفصـلا بعد مفصل
أتانـي على التجـوال مرسال موته ... فأرجفت حتى كاد بالروع مقتل
صديق إذا صادقــتـه كنت مثله ... على خلق لـم يدن نــحـو التـطـفــل
هـوالشيخ بن هادي سليمان منعم ... على قـومه كالشمـس في كل منزل
بكتـه عيـون قــرّح الدمع خــدهـا ... وشـقـّـت عليـه جـيبــهـا كل أرمـــــل
إذا جــاءه الشـاكـي عـلـيـه ظــلا مـة ... تسهّـلــهـا بالرفــق حـتـى تُسـهّـــل
وإن جاءه من يطلب الرفـد ِمعـوزا... عـفــاه بكـومـاء سـنــام ومِطـفِـــل
وإن لــم يـجــد في بيـته مـا يعــينه ... أشــار إلى جـيرانــه بــالتحـمّــــل
تبسّمــه يغنــيك عن ســدّ حـــاجـة ... عطوف رحيم القلب صفوُ التفضّـل
تـــراه وفــيـــا للـعــهـــود ومنجـزا ... ويقلي كــذوب الــوعد عند التنصّــل
لـه منزل يرتـاده كـلّ عـــابــــــــــر ... فمنهــم على ظهــر المطيّ ورُجـّـل
أيا منزل الشيـخ الكـريم ألـم تـزل ... على العهد مضيـا فا بـبــرد وشمــأ ل
أم الدّار بعد الشيخ أضحت كبلقع ... عليها سوافي الرمـل عاف عقنقـل
وهـل ينضب النهر الفرات إذا سقي؟ .. بد جن السواري محملا بعد محمـل
ألا قـاتـل الـلـّه الرزايـا وبطــشـهـا ... مـخــالـبـهـا في النـاس أشـباه منجــل
ويا راكبين البزل بالله عــرّ جـوا ... وإن كان بن هــادي رهـيـنـا لجند ل
لتقضوا سويعـات تجــمُّ رحـالـُــكم ... ويـا نـازلا بالـدار ما شئت فـا سأل
فـفي بيـتـه أ ُســد كـرام وأشـبُـل ... وأم غــيـاث كالـربـيـــــــع المُـســربـِل
وما ما ت بن هادي وكان تــلادُه ... رجـالا كــعـبد الله في كــل محـفــل
إذا زرتـــــه هــبّ إلـيـك بـبـشـره ... تفـــضـل هلــمّ الـداربــالـله فانزل
وجـاء بمـاء كالـسـجنجـل لــونـُه ... وهــشّ وبـشّ بالحـديـث المعـلـّـل
وقهوته لم تطفء النارُ جمرَها ... تسـوّى بهـيل قورفت بالقرنفل
هو الشيــخ بعــد الـشيـخ لله درّه ... نبايعـه من دون شرط مفصّـل
أرى المـوت يعتــام الكرام ولم أزل ... أأمل في عـمـر مديد مُطـَوَل ِ
ومـا أنا إلا هـالك وبن هالـــك ... ســـريع غــوايات جهـول بمـقـتـل
فقـدتـك ياشـيخ الشـيوخ فها أنا ... كمن زلقت رجلاه بالصخــر من عـل
وحيـد مـن الخــلان أجتــرُّ حسرتي ... سراجي وهـان الليل أحيا بمعـــزل
صحبتـك والدنيا يباسا وخُـلـّبا ... فأخضـرتـَهـا يا خيرَ مُطعِـم مِعــِو ل
ولولاك مـاكـنت الأديب محمداً ... ولولا ك مـا كنت بذي العلـم مـعـتـلي
فــديـتـك لـومـيت يفــدّى بغـيره ... لقد كنت سبَّاقا إلى الحوض فاعلل
وإنــي أرى الأيــام بعــدك ضـنـة ... تهــددني بالـفـقــر في يوم ممحـل
فقــلـت لـهـا ماقـــدّر الـلـه واقـع ... ولـيس مـع الإنـسـان غيـر التجـمّـل
ســأبكـيـك بن هـادي بـدمع من الحشى ... وأدعـو لـك الرحمن عند التبتل
فـفـقـدك أنـكــانـى وحـزّ قـوادمي ... مهيـض جـناحـي كاسـرساق أرجـلى
غــراس الأمـاني فـي سـباخ كـسيـدة ... كـغـرسـك معــروفا بأبواب فـُسّـل
سقـانا رضـاب الشـهـد مذ كنّا رضّعا ... ولـم نستـطع تأبين قرم مبجّـل
عليك سلام الله في اللحـد والثرى ... وإن حلت الدنيا عصـارة حنظل
الفقيد: هوشيخ شمل قبائل العبادل وعم الشاعر توفى بتاريخ 11/11/1431هـ فرثاه الشاعر بهذه القصيدة.