دائما هموم المعلمين تشبه هموم المسافرين ، كلما قطع المسافر مرحلة من السفر قال : الحمدلله قربت من الأهل والأحبة ، وسوف أدخل على سريري وأنام لمدة ثلاثة أيام حتى أرتاح .. وفجأة تصاب مركبته بتوقف المحرك
ويتعطل بمنتصف الطريق .
غفر الله لوزارتنا وهداها ألم تدخل ميدان العمـل وتجرب جلوسها بالصفوف الدنيا يوما واحدا وتختلط بالتلاميذ
الذين لايتحفظون على أسرار منازلهم ولايخجلون من الاستئذان للحمام أو التبول على أنفسهم والطلب من المعلم القيام بالواجب أحيانا .
المعلم سابقا يلقب بالرسول أما اليوم فيسمونه بالموظف الملول اللحوح المزعج وإن كرموه بيوم المعلم فهو تكريم بالكلام وزيادة في المهام ..
كماقال : المثل المصري حشمتنى بالحلق خرمت نا وداني
نعم ..
على الأقل يلتفت لمطالب المعلم الضرورية مثل ظروف النقل لصاحب الظروف من الجنسين ..
وإعاة مكا فأة الخدمة التى ينظر إيها المعلم بعد تقاعده كهدية رمزية لنهاية خدمته ..
المعلم في المجتمع السعودي لايحترمه أحد وليخالفني من شاء فهو حر في وجهة نظره
ينظر إليه المجتمع بنظرة سطحية ، وأصبحت مهنته لاينظر إليها المجتمع بعين الرضى
لأن المجتمع أصبح ماديا بحتا .
والسؤال المعلم هل هو متفرغ متفرغ ؟..
فهل يعمل بعد انتهاء الدوام لزيادة دخله؟
وهل لديه تجارة وكم رأس ماله ؟
فالمعلم لايستطيع أن يخرج من محيط المدرسة ولايعرف ماذا يدور حوله من أحداث ولايستطيع مغادرة المدرسة إلا في الأوقات الضائعة ، و أحيانا لايستطيع أن يعالج زوجه أوطفله أثناء الدوام الرسمي
لكون قلبه معلق بالحصص والمدرسة .
في الكثير من الدول المعلم يوفر له الكثير من الخدمات السكن المريح لأسرته ويزود بالكتب في منزله
ليثري تخصصه ويبدع فيه كما في اليابان مثلا .
المعلم أثناء عمله ..
يجد من يخدمه و أسرته في الخدمات العلاجية وغيرها
كاستخراج رخصة القيادة أوأي معاملة حكومية خرى
على حساب المدرسة وعليه أن يتفرغ لعمله فقط
والمجتمع كله يجل المعلم ويقضي حوائجه بالسرعة الممكنة ..
بل لايقف حتى في طابور الخبز في الحي الذي يسكن فيه و يعرفه الناس
أما نحن العرب
فرحم الله حالنا رجل مرور بدون رتبة يجلس بجوار المعلم تجد من يسلم عليه ويحييه أكثر ممن يسلّم على المعلم
خوفا من الحصول على قسيمة مخالفة ..
لابد لوزارتنا الموقرة أن تطور من خدماتها وترتقي بالمعلم في تطوير دراسته وفي صحته وفي وفي معيشته وكل مايبعث عنده الشعور بالراحة والأمان الوظيفى ليخلق المعلم
جيلا يحمل الثقة بالنفس والحبّ للإبداع.
وإلا سيأتى زمان علينا لن نجد من يعلّم أبناءنا بالمدارس ، فالمعلم هو رجل الأمن الأول في استقرار المجتمع وهو باني الحضارة وبدون المعلم الراقي وبالتعليم الراقي لن نرتقي قيد أنملة بالوطن
بل سنكون لقمة سائغة للجهل وعدم المبالاة ..
الله الله في تطويرالمعلم ياوزارتنا ماديا وعلميا ..
ماديا ليأمن على مستقبله وأسرته ، وعلمياليكون أكثر إنتاجية وإجادة
وتميزا
وأظن وزارتنا لن تغطي وجهها عن مطالب المعلم ولن تتجاهل حقوقه وتنظر إليه بعين الإزدراء بل بالتشجيع والإصغاء
ليؤدي رسالته ثمّ
تحاسبه بعد ذلك ولا داعي للمحاكم وقطع حبل المودة بين وزارة التربية ومعليميها الأفاضل و إنما ينبغى أن تسود المحبة و الحكمة وروح التعاون بين جميع العاملين
من الوزير إلى حارس المدرسة فكل من في الوزارة هو معلم شاء أم أبى.. وكلمة معلّم
كلمة تستحق التقدير لماتحمله من معنى سام ونبيل ..
وآسف على التطويل ...
فالحديث في التعليم ذو شجون .