لماذا سمى القرآن كريما فى قوله تعالى { إنَّهُ لقُرْآنٌ كريمٌ }؟؟
شاع على الألسن وصف القرآن بالكريم - أكثر من بقية صفاته ولم يوصف به في القرآن إلا مرةً واحدةً في قوله تعالى: { إنَّهُ لقُرْآنٌ كريمٌ }[الواقعة:77].والكرم غاية في الوصف.
والكريم : صفة على وزن فعيل من : كَرُم يَكرُمُ كرامةً وكَرَماً وكَرَمَةً ، فهو كريم وهي كريمة وجمعها : [ كرام ] و [ كرماء ] ، وجمع الإناث [ كريمات ] .
والكريم: اسم جامع لكل ما يُحمد. فالله كَريمٌ حميد الفعال.
وقال: {إنَّهُ لقُرْآنٌ كريمٌ في كِتَابٍ مَكْنُونٍ} أي قرآن يحمد ما فيه من الهدى والبيان والعلم والحكمة.
والكَرَم إِذا وُصف الله به فهو اسم لإِحسانه وإِنعامه وإِذا وُصف به الإِنسان فهو اسم للأَخلاق والأَفعال المحمودة التي تظهر منه ولا يقال: هو كريم حتَّى يَظهر منه ذلك.
وقد وصف بهذا الوصف في القرآن : الله سبحانه القرآن الرسول المقام الظل الكتاب الرزق، المُدخل الزوج(النبات) الأجر القول والملائكة العرش محمد عليه السلام يوسف عليه السلام{ ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ } [الدخان:49] في أبي جهل بن هشام.
ويمكن أن ألخص وصف القرآن نفسه بأنه كريم لعدة أمور:
1- : لحسن ما فيه من بلاغة وفصاحة وإصابة المعنى .
2-: كريم كرامة صاحبه وهو الله الكريم سبحانه.
3- : قرآن كريم بنزوله من كريم بواسطة كريم إلى أكرم الخلق أجمعين .
4- : كريم لأن فيه تكريم الله لخلقه حين خاطبهم بنفسه ووجه إليهم كلامه مباشرة.
5-:كريم لأنه يبدأ في كل سورة بسم الله ما عدا سورة التوبة.
6- : كريم لأنه يتضمن المكارم الدنيوية والأخروية (يدل على مكارم الأخلاق ومعالي الأمور وشريف الأفعال).
7- : كريم لأنه كتاب معطاء ، يعطي الثواب الجزيل على من قرأ حرفاً واحداً كما قال عليه السلام : من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف( رواه الترمذي وغيره ) .
8- : كثير النفع لاشتماله على أصول العلوم المهمة في إصلاح المعاش والمعاد لأن جميع أرباب العلوم والمعرفة يغترفون منه وهو معين لا ينضب فتجد الأصولي والفقيه والنحوي والأديب والمفكر والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والطبيب والمشرع والحاكم كلهم يأخذون منه ويستدلون بآياته ومع ذلك يبقى خالداً معطاءً .
9-: كتاب كريم حيث يكرم حافظه ويرفعه درجات لحديث النبيِّ صلى الله عليه وسلم : (( يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ : اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ في الدُّنْيَا ، فَإنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آية تَقْرَؤُهَا )) رواه أَبُو داود والترمذي وقال : (( حديث حسن صحيح )) .
فالكريم فعيل بمعنى فاعل مكرم لأهله، يشفع لهم في القبر، ويشفع لهم في الآخرة..
10- : كتاب كريم لأنه كثير الخير والبركة كما قال الله تعالى: { كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ } [ص:29]، فهو مبارك في لفظه ومعناه مبارك على حافظه والعامل به مبارك في الدنيا والآخرة والبرزخ والمحشر، بركته من أعظم البركات، نسأل الله عز وجل أن يرزقنا بركة هذا الكتاب المبين.
11-: كريم لأنه في اللوح المحفوظ.
12-: كريم " أي : لا يهون بكثرة التلاوة ولا يخلق بكثرة الترداد ولا يمله السامعون ولا يثقل على الألسنة ، ويبقى أبد الدَّهر كالكلام الغضِّ ، والحديث الطَّري ولا يزداد إلاَّ عزاً .
13-: وقال الزمخشري : كَرِيمٌ : حسن مرضي في جنسه من الكتب أو نفاع جم المنافع.
14- كريم على المؤمنين، لأنه كلام ربهم، وشفاء صدورهم، كريم على أهل السماء، لأنه تنزيل ربهم ووحيه.
15- وقيل: سمى {كَرِيمٌ} لأنه غير مخلوق.
16- كريم في منزلته، عظيمٌ في معناه، جليلٌ في قدْره، لأنه كلام الله سبحانه وتعالى، فهو أعظم الكلام. وفضل كلام الله على غيره كفضل الله على خلقه.
17- سمي القرآن كريماً لأنه يفيد الدلائل التي تؤدي إلى الحق في الدين.
18- كرمه الله وأعزه، ورفع قدره على جميع الكتب وكرمه عن أن يكون سحراً وكهانة أو كذباً.
19- وقيل سمي كريماً لأن كل أحد يناله ويحفظه من كبير وصغير وذكي وبليد بخلاف غيره من الكتب.. و الله تعالى أعلم