وزارة الصحة تكشف عن وجود عنصر الزئبق السام بنسب عالية في كريمي روز وديانا
كشفت وزارة الصحة عن مستحضرات تجميل وكريمات تؤدي إلى الفشل الكلوي والتخلف العقلي بعد تحليل بعض العينات بناءً على مسح للتأكد من وجود مادة الهيدروكينون وفق النسب المسموح بها، مما كشف عن وجود مادة الزئبق السامة في بعض الكريمات، حيث تم سحبها من جميع الصيدليات المحلية والتي تخضع لمراقبة وزارة الصحة، كما تمت مخاطبة الجهات الأخرى ليتم سحب المنتج من كافة الأسواق المحلية كمحلات العطارة والأسواق التجارية.
وأوضح مدير المختبر المركزي للأدوية والأغذية في وزارة الصحة الصيدلي رياض بن محمد العشبان لـ"الوطن" أن هناك بعض منتجات التجميل ذات الادعاءات الطبية ومنها إزالة النمش والكلف وحب الشباب كما تستخدم في تبييض البشرة مثل كريمي (ديانا، وروز) اللذين تم تسجيلهما في وزارة الصحة بناءً على العينات السليمة التي قدمتها الشركات للتحليل في مختبرات الوزارة والتي كانت تباع في كافة الصيدليات الخاصة وتعتمد في تركيبتها على مادة الهيدروكينون وهي مادة دوائية مسموح باستخدامها في مستحضرات التجميل بنسب معينة وليست لها مخاطر على الصحة، مشيراً إلى أن هذه المادة لا تعطي نتائج سريعة في تفتيح البشرة بل تأخذ وقتا طويلا ونتائج غير فعالة مما دعا هذه الشركات منذ نحو عام ودون علم الوزارة ومن باب الغش المضر بالمستهلك إلى استبدال هذه المادة بعنصر الزئبق بنسب عالية جداً تصل إلى 27611.3 جزءا في المليون لكريم روز و9187.29 جزءا في المليون لكريم ديانا، علماً بأن المواصفات السعودية تؤكد على عدم احتواء مستحضرات التجميل على أي نسبة من مادة الزئبق. وذلك رغبة في الربح السريع لما للزئبق من فعالية كبيرة وسرعة في نتائج تبييض البشرة متجاهلة صحة المواطن وما قد تسببه مادة الزئبق من أضرار جسيمة على صحة الإنسان.
وأكد العشبان أن لمركب الزئبق الذي يمتص عن طريق الجلد بشكل سريع خطورة كبيرة على الصحة تتمثل في تراكمه في الكلى ويعتبر السبب الرئيسي لكثير من مرضى الفشل الكلوي، كما يتراكم الزئبق في الكبد وكريات الدم الحمراء والمخ والأعصاب مما يؤدي إلى حدوث اضطرابات عصبية حسية حركية مثل حدوث اضطرابات عقلية وحالة أشبه بارتجاج المخ وتلف النخاع الشوكي، كما أنه ينتقل عبر المشيمة إلى الجنين مما يسبب تشوهات خلقية وعقلية كما قد ينتقل الزئبق من الأم المرضعة عبر الحليب إلى الطفل مما يحدث تسمما لديه. وأضاف أن مستحضرات التجميل لا تخضع في فسحها إلى وزارة الصحة بل تخضع إلى جهات أخرى لدى دخولها إلى السعودية، وأكد على ضرورة محاسبة الشركات المصنعة لهذه المستحضرات وقال إن النظام المعمول به في وزارة الصحة يقوم على شطب الشركة والمنتج.
وطالب مستخدمي هذا المنتج مقاضاة الشركة وطلب تعويض شخصي بعد إثبات الضرر من قبل الأطباء المختصين لدى الجهات المعنية في السعودية كديوان المظالم.
وأرجع العشبان سبب تصرف بعض الشركات على هذا النحو إلى جني الكثير من الأرباح السريعة على حساب صحة المواطنين من خلال الترويج لمنتجاتها التي تسبب الكثير من الأضرار الصحية وبأسعار زهيدة مع استخدام الغش والتدليس على الجهات الرقابية والمعنية بصحة المواطن وتسجيل المنتج لديها بعينات صنعت خصيصاً لتجاوز اختبارات وتحاليل هذه الجهات المعنية وتسويق المنتج المخالف بعد تغيير بيان التركيب في كافة أسواق السعودية.
المصدر الوطن