قصة : جاسم محمد صالح
رسم : نور الرشدان
قرية الزيتون قرية هادئة ... كل أهلها يحبون الخير ومتعاونون فيما بينهم,كبيرهم يساعد صغيرهم وأطفالها يلعبون بفرح وسعادة في المزارع والبساتين وتحت أشجار البرتقال والزيتون.
ذات يوم تجمع رجال القرية وقرروا أن يتعاونوا جميعا" في بناء مدرسة لأطفال القرية,ساهم الجميع في التبرع ... وفعلا" توفر المال الذي جمعه الفتى يعرب وتقرر بناء المدرسة بأقرب وقت .
عُدلت الأرض وحُفرت أسس البناء وجُلب الرمل ومواد البناء الأخرى ... الجميع يعمل بنشاط وهمة , والعرق يتصبب من وجوه الجميع ,لاسيما الفتى يعرب الذي كان أكثرهم نشاطا" وعملا" .
كان العمل عنده يشبه الحلم اللذيذ , فهو يعمل ويتصور بناء المدرسة أمامه ... لكنه انتفض في مكانه حينما شاهد التاجر اليهودي أمامه وهو يحمل كيسا" من النقود قائلا" له :
- يا يعرب ... أريد أن أساهم معكم بهذا المال , ولكن لي شرط واحد هو أن نجمع الأموال كلها ونبني بها سوقا به كثير من المحلات ... نؤجرها للناس وتدرﱠ علينا أموالا كثيرة ... وأنا سأشرف على إدارة السوق وأنت تساعدني ... اتركوا بناء المدرسة وابنوا سوقا فهو أفضل لكم ... وهذه الأموال كلها تحت تصرفكم.
غضب الفتى يعرب غضبا شديدا وهو يستمع الى أقوال التاجر اليهودي, فقال له بسرعة:
- خذ أموالك لك ... لا حاجة لنا بها , سنبني مدرسة تعلم أبناءنا ... ومكتبة وجامعا ... ومستشفى ... ابتعد عني أيها اليهودي اللعين ... أنت عدو للعلم وللدين وللصحة ... ابتعد عني وإلا .....
وما أن سمع التاجر اليهودي كلمات الفتى يعرب ولىﱠ هاربا مثل الجرد وهو ممسك بالكيس الملئ بالنقود التي جمعها من السرقة واستغلال فقر الآخرين وهو يقول:
- سأذهب الى قرية أخرى ... ربما يعرفون قيمة المال ويفضلونه على العلم والدين
ابتعد التاجر اليهودي عن المكان وهو يسمع كلمات يعرب بن أصيل :
- اذهب إلى جهنم أيها اليهودي اللعين, فلن تجد أحدا تخدعه بأكاذيبك , قضيت عمرك بالنصب والاحتيال على الشرفاء والطيبين .