بيان من الهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته حول ما تطاول به أحد الصحفيين على الله تعالى وعلى رسوله محمد عليه الصلاة والسلام
لحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه والتابعين بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: فقد تابعنا في الأمانة العامة للهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته ما صدر عن الكاتب الصحفي بجريدة البلاد السعودية (حمزة كشغري) من تطاول على الله تعالى وتشكيك في وجوده سبحانه وفي وجوب عبادته جلَّ وعلا ، وما أتبع ذلك من سوء أدب مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتصريح بكراهيته لبعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
وتابعنا أيضاً ما عبر عنه كلُّ من بلغه هذا الكلام الضال من استنكار وغضب لله جل وعلا ولنبيه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
والأمانة العامة للهيئة ـ اضطلاعاً بمسئولياتها ـ تعبر عن استنكارها وأسفها الشديد لهذه التصريحات الأثيمة الباطلة ، وبخاصة أنها تصدر عن شخص يعيش بجوار أقدس البقاع في الدنيا: مكة المكرمة والمدينة المنورة.
ولا ريب أن ما صدر عن الكاتب المذكور ليس زلة قلم ولا خطأ في فهم ، فهو صريح في قصد هذا الباطل والإصرار عليه ، بتكراره وتنويع أساليبه ، وتعمده وصف الله تعالى بكلام شنيع في طياته الضلال والانحراف البيِّن ، وكذلك إساءة الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم وشرعه والاستخفاف بجنابه الشريف. (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلا كَذِبًا) [الكهف/5].
وتذكِّر الهيئة بما جاء في القرآن العظيم من الوعيد الشديد لمن آذى الله تعالى أو آذى نبيه محمداً عليه الصلاة والسلام بسيئ القول أو فاحش الكلام ، فقد قال الله سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا) [الأحزاب/57].
ولأجل ذلك فقد أجمعت الأمة على تعظيم مقام النبوة وعظمت النكير على كل متهاون به ، وقد أفاض كلٌّ من العلامة القاضي عياض اليحصبي المتوفى عام 544 للهجرة في كتابه الشفا بتعريف حقوق المصطفى ، وشيخ الإسلام ابن تيمية الحراني المتوفى عام 728 للهجرة في كتابه الصارم المسلول على شاتم الرسول ، أفاض كل منهما في بيان وجوب تعظيم جناب المصطفى عليه الصلاة والسلام ، وبيَّنا العقوبة الواجبة في حق من تنقصه.
وإن الأمانة العامة للهيئة وهي تتابع تكرر الإساءات لمقام النبوة ، لتأسف أشد الأسف أن تكون الإساءة هذه المرة صادرة من شخص يعيش في بلاد هي مهبط الوحي ومشرق نور الرسالة وقبلة المسلمين ، والتي نص نظام الحكم الأساسي فيها على أن الدولة تحمي العقيدة الإسلامية وتحكِّم شريعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، وتحمل لواء الدعوة إلى الله.
وبناء على ذلك فإن الهيئة لترجو الله تعالى أن ييسر على يدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ، وسمو ولي العهد وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ـ حفظهما الله وسددهما ـ من الردع لهؤلاء ما يُغلق به هذا الباب الخطير في الهجوم على الشريعة والتطاول على الله تعالى وعلى النبي صلى الله عليه وسلم. ولا سيما أن الأخذ على أيدي هؤلاء المبطلين من أعظم أسباب حفظ الله لأمن المجتمعات واستقرارها ، وبخاصة مع ما نعيشه من حولنا اضطراب الأحوال واختلال الأمن: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ () الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) [الحج/40، 41].
وتدعوا الأمانة العامة للهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته المؤسسات الإعلامية والهيئات الصحفية لإنكار كل ما فيه إساءة للشريعة أو لجناب النبي صلى الله عليه وسلم.
كما أن الهيئة تدعو الله تعالى أن يجزي كل من بادر بإنكار هذا المنكر العظيم بأفضل الثواب ، وتهيب بهم أن يواصلوا هذه الطريقة المشرفة في الذبِّ عن دين الله تعالى ونصرة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وتوصيهم بالتواصل مع العلماء لمعرفة المنهجية الصحيحة في التعامل مع هذه المنكرات الكبيرة والجرائم الأثيمة.
والله نسأل أن يهدينا جميعاً سواء السبيل ، وأن يوفقنا لحسن المتابعة والاقتداء والنصرة لنبيه محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
صدر في الرياض 14 ربيع الأول 1433هـ
الأمين العام للهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته
أ. د. عادل بن علي الشدي