أكبر تلميذ ابتدائى فى العالم
انتظر الكيني كيماني نغانغا أكثر من ثمانين عاما لدخول المدرسة، وهو ما جعله ينتقل من قريته المتواضعة إلى مبنى
الأمم المتحدة في نيويورك، من أجل حثّ المسؤولين على ضمان العلم للجميع، وعدم جعل أحد ينتظر العمر كله للجلوس
على المقعد الدراسي كما كان الحال معه.
كيماني البالغ 85 عاما وربما أكبر تلميذ ابتدائي في العالم، تجول على متن حافلة مدرسية صفراء اللون في شوارع
نيويورك الثلاثاء، للترويّج لحملة دولية تدعو لمساعدة أكثر من مائة مليون طفل محرومين من العلم بسبب الفقر.
وقال كيماني "انظروا ما فعلته لي المدرسة حتى الآن" ملتفتا للخلف ومشيرا إلى تمثال الحرية الذي يبدو في خلفية
المشهد، ويضيف الكهل "ها أنا هنا في نيويورك."
وكجزء من زيارته، التقى كيماني خارج مبنى الأمم المتحدة مع عقيلة الأمين العام كوفي عنان، حيث قال لها "سيكون
رائعا لو ذهب جميع أطفال العالم إلى المدرسة."
ووافقته عقيلة عنان بالقول إن هذا هو هدف الأمم المتحدة، وفق وكالة أسوشيتد برس.
هذا وبدأت، ولمدة ثلاثة أيام، أكبر اجتماعات قمة في تاريخ الأمم المتحدة، بمشاركة 150 من الملوك والرؤساء،
ورؤساء الحكومات في مقر الأمم المتحدة في مانهاتن بنيويورك، للاحتفال بمرور 60 عاما على إنشاء المنظمة الدولية.
وأمام مقر الأمم المتحدة وزع كيماني 100 ألف مجسم كرتوني يمثل أطفال غير قادرين على أعباء الأقساط المدرسية
بسبب الفقر.
وقام تلاميذ من حول العالم بصنع المجسمات وكتابة جملة: أرسلوا صديقي إلى المدرسة".
البرنامج إلى جنب زيارة الكيني إلى الأمم المتحدة نظمته هيئة "الحملة العالمية للعلم" وهي تحالف لوكالات من أكثر من
100 دولة.
كيماني أب لخمسة عشر ولد، استطاع دخول المدرسة مؤخرا عندما قامت الحكومة الكينية بإلغاء الأقساط المدرسية
وتوفير العلم مجانا للصفوف الابتدائية.
وبدأ كيماني فعلا دراسته في يناير /كانون الثاني 2004.
وقدم كيماني إلى الأمم المتحدة برفقة مديرة مدرسته جاين أوبينشو، والتي تقوم أيضا بمهام الترجمة له خلال الجولة.
وقال الكهل المجتهد "أحب المدرسة، تمنيت دوما أن أكون طبيبا بيطريا لأني أحب الحيوانات، هذا هو هدفي."
الكيني الكهل الذي يستعين بسماعة وعصا للمشي، يعيش في كوخ من الطين في قرية نائية بكينيا، ويستخدم الفحم
لطبخ طعامه، كما أنه يمشي قرابة نصف ميل لوصول مدرسته الابتدائية.
وقال كيماني "بالنسبة لي الحريّة هي الذهاب إلى المدرسة والتعلّم. أريد أن أنهل من العلم."
هذا ويركز كيماني حاليا على مواد الحساب والعلوم واللغة الإنجليزية ولغته الأم، السواحلي.
وتقول مديرة المدرسة إن كيماني لم يكن يعرف كيف يمسك القلم عندما دخل المدرسة، لكنه حاليا يستطيع كتابة كلمات
عدة بالسواحلي.
وختم كيماني "طلب العلم ليس حكرا على عمر معيّن، ويجب عدم الاستسلام لقول إن الوقت تأخر على ذلك."
منقول ...
سحايب صيف ..