أحبط ليفربول اَمال مانشستر سيتي في ملاحقة المانيو على صدارة الدوري الإنجليزي وتعادل معه 2-2، في المباراة التي أقيمت بينهما بملعب الإتحاد في الأسبوع ال 25 من الدوري الإنجليزي ، وبهذه النتيجة إرتفع رصيد السيتي ل 53 نقطة محتلا المركز الثاني ويصبح الفارق مع غريمه المانيو 9 نقاط بينما إرتفع رصيد الليفر 36 نقطة مستمرا في المركز السابع .. جاء اللقاء قويا من الفريقين وإن كان الريدز أفضل من السيتيزنز في فترات عديدة من المباراة أحرز للسيتي دجيكو (د23 ) وأجويرو (د78) ولليفر ستوريدج (د 29) وجيرارد (د 73) .
دخل مانشيني المدير الفني للسيتي اللقاء وهو يعلم أن أي نتيجة بإستثناء الفوز ، تبعد فريقه عن منافسة غريمه المانيو في رحلة الحفاظ على اللقب ، ولعب بطريقته الهجومية المعتادة 4-2-3-1 بتقدم دجيكو في المقدمة ، ومن خلفه أجويرو ، وسيلفا ، وميلنر .. ولم تختلف طموحات رودجيرس المدير الفني لليفربول عن منافسه ، ولذلك لعب بنفس الطريقة 4-2-3-1 بتقدم ستوريدج في المقدمة ،ومن خلفه الثلاثي سواريز ، وداونينج ، وهندرسون .
الهجوم من الدقيقة الأولى هو الوسيلة التي لجأ إليها لاعبي السيتي رغبة في إحراز هدف مبكر يريح أعصاب الجميع داخل استاد الإتحاد ، وأطلق دافيد سيلفا قذيفة أقل ما توصف بها إنها رائعة ، ولكن ريينا حارس الليفر حولها لركنية بصعوبة لتعلن عن سيطرة ميدانية للسيتي في الدقائق التالية .
رغم تشابه الطريقة التي يلعب بها مانشيني ، وغريمه رودجيرس على الورق إلا أن التطبيق إختلف تماما من الجهة العملية داخل البساط الأخضر ، فلاعبي سيتي لجأوا إلى الهجوم ، ومحاولة الإختراق من العمق عن طريق مهارات سيلفا ، وأجويرو .. بينما جاءت محاولات ليفربول من خلال الجانبين حيث مال أداء سواريز ، وداونينج إلى الجناحين مستغلين سرعتهما في نقل الهجمات ، ولكن عاب محاولات الريدز تواجد ستوريدج بمفرده في منطقة جزاء السيتي .
سيطرة السيتيزنز على مجريات المباراة كان لا بد أن تترجم لهدف التقدم ، وهو ما حدث في الدقيقة 23 عندما أرسل ميلنر كرة عرضية بينية من الجهة اليسرى ، أودعها دجيكو المرمى بسهولة بعدما لم يجد أي رقابة عليه داخل منطقة الجزاء محرزا الهدف الأول للسيتي .
لم يكن الهدف محبطا للريدز ، ولجأوا للهجوم من خلال إنضمام خط المنتصف إلى الهجوم لإحداث الزيادة العددية في المناطق الأمامية ، وهو ما إفتقدوه منذ البداية .. وأثبت ستوريدج أنه صفقة الشتاء الرابحة لليفر ، عندما إستقبل كرة من خارج منطقة الجزاء ، وسددها قوية يسارية لتسكن الزاوية اليسرى لجو هارت حارس السيتيزنز ، محرزا هدف التعديل في الدقيقة 29 .
الهدفان أشعلا أجواء المباراة وحاول كل فريق حسم الشوط لصالحه ، حيث إندفع نجوم السيتي للهجوم الذين لجأوا له منذ البداية ، وهو ما خلق فجوات دفاعية حاول المتألق سواريز لاعب الريدز إستغلالها من خلال سرعته ومهارته ، ولكن زاباليتا مدافع السيتيزنز وقف لمحاولته بالمرصاد ، وشكل الليفر خطورة واضحة في الدقائق الأخيرة بينما تراجع أداء السيتي لينتهي الشوط بالتعادل بين الفريقين .
لم يجر مانشيني و رودجيرس أي تغييرات مع بداية شوط المدربين ، وهو ما يعني إقتناعهما بأن اللاعبين المتواجدين في الملعب قادرين على تنفيذ رؤيتهما الفنية ، ووضحت تعليمات المدير الفني لليفربول بضرورة الضغط على المنافس ، وإستغلال المساحات الخالية في دفاعات السيتي وهو ما نفذه اللاعبون وسيطروا على مجريات اللعب ، وتألق سواريز في إرسال الكرات السريعة لداونينج وستوريدج ، وأصبح اللعب في إتجاه مرمى جو هارت حارس السيتيزنز خلال الدقائق العشرة الأولى من الشوط .
أمام هذا التحول الكبير في الأداء ، لم يجد مانشيني المدير الفني للسيتي سوى إجراء تغيير ، بالدفع بكولاروف بدلا من ناتا ناستاسيتش في الدقيقة 56 .. وتحسن أداء السيتي قليلا وبدأ لاعبوه يبحثون عن طريق يؤدي لمرمى الريدز ، ولكن تمريراتهم إفتقدت للدقة ، ووضحت الفجوة بين خطي الوسط والهجوم نظرا لتقهقر الوسط للخلف للوقوف بجوار الدفاع أمام هجمات ليفربول المتتالية .
سيطرة الريدز على اللقاء إستمرت رغم المحاولات الفردية للاعبي السيتي وخاصة من جانب أجويرو أكثر اللاعبين حركة في السيتيزنز ولكن الهجوم المؤثر والسرعة في الأداء والإصرار على الفوز كان من نصيب الليفر الذين سيطروا على مجريات المباراة تماما وأسفر ذلك عن هدف التقدم في الدقيقة 73 من خلال لقطة هي الأروع في اللقاء عندما إستقبل الفنان جيرارد كرة مشتتة من دفاع السيتي على صدره وسددها قذيفة مباشرة قبل أن تلامس الأرض لتسكن أقصى الزاوية اليمنى للحارس جو هارت .
أدرك لاعبو السيتي أن إستمرار الأمور على الوضع الحالي يعني إبتعادهم عن المنافسة وإقتراب المانيو من إقتناص اللقب فإندفعوا للهجوم مرة أخرى وبعد خمس دقائق فقط من هدف الريدز إستقبل أجويرو أفضل لاعب في المباراة تمريرة بينية جهة اليمين وراوغ ريينا الذي خرج لمقابلته وسدد الكرة من زاوية في غاية الصعوبة لتسكن شباك ليفربول محرزا هدف التعدادل وإحياء الاَمال مرة أخرى .
إستمر الأداء وتبادل الهجوم بين الفريقين وحاول أجويرو إستغلال مهارته في المراوغة والإنطلاق السريع بينما إندفع الليفر للهجوم مرة أخرى ولكن الدقائق تمر سريعا لتنتهي المباراة بتعادل مخيب للسيتي