[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:85%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
مر الحياة قصيدة من الشعر العمودي
تحكي تنكر الإخوان
وكيف تعمل الأنانية بقلب الإنسان
فتجعله يتخلى عن أصحابه في وقت الشدة
مر الحياة تنكر الإخوان
جرح الشعور ولفحة الأزمان
أن تحتسب خلا تصوغ خلاله
عقدا فريدا قيّمَ الأثمان
وتحيك من تلك الخلال قصيدة
في المدح صاغت أعذب الألحان
يا من حسبنا نبضهم في نبضنا
فإذا التخلي طاح بالأركان
يا من نقشنا ودهم في قلبنا
سمح السجية صادق الوجدان
فإذا المشاعر في سماهم بُدّلت
وإذا المحبة مهبط النكران
ولقد رجونا أن تعينوا حاجة
فأتى الرجاء بوابل الخسران
ولكم تصوغوا من نبيل خصالكم
حكيا جميلا طيب الألحان
حتى ظننا الخير ملء ردائكم
وقلوبكم للخير في عمران
كشفت هبوب الخل عن طياتهم
فإذا السواد وأدكن الألوان
وإذا القلوب تمخضت عن قسوة
ولدت حجودا واسع النكران
ولدت صفات ما عهدنا مثلها
بل ما حسبنا مثلها بمكانِ
كانت حروف كلامهم في حسنها
تأتي اعتذارا منحني الأغصان
وأتت هبوب الحرف بين كلامهم
لفحا شديدا طاح بالعمران
هبت عواصف كذبهم فتكسرت
أشجار ود طيب الريحان
وبدا الوداد كمن يئن بجرحه
دما يسيل على لظى الحرمان
ألما ترسخ في الفؤاد ممددا
جرحا غزيرا ضاق بالشريان
يبكي الفؤاد بحرقة مما جرى
كيف الصديق يجيء بالأحزان
كيف الصديق يراك تبكي محنة
فيزيد دمعك سائل النيران
مهما أتاك من المعاذر حينها
تلقى فؤادك في هواه لشاني
ما عذر خل قد تخلى وانبرى
يروي حكاية عذره بزمانِ
ساق الأكاذيب الثقال كأنها
صخرا ينقل مثقل الأوزان
ويحسها في حكيه لخفيفة
تجري زلالا طيب السقيان
لكنّ مر مذاقها يا ويحه
طعما مريرا سال كالقطران
هذي الحياة أحبتي لا تعجبوا
فاللؤم طبع سيء الجريان
والشخص قد يبدو حبيبا إنما
هذي المحبة تقترن بزمانِ
ذاك الزمان تكون فيه قوة
وإذا ضعفتَ فلست في الحسبان
والجاه يحكم في الخليقة ودها
ويمد حبلا محكم الفتلان
أو أن تكون على غنى في حينها
قد يرتجى بالنفع للخلان
فهناك أنت مكرم ومبجل
وهناك تغدو طيب العرفان
تبقى حبيبا ما بقيت على غنى
وتكون بينهم الحيبيب الداني
والختم صلوا على النبي وآله
نور البسيطة سيد الثقلان
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]