تتجه الأنظار عند العاشرة إلا ربع من مساء اليوم الثلاثاء نحو ملعب "أليانز أرينا"، بالمانيا لمتابعة المواجهة النارية التي ستجمع برشلونة الإسباني ومضيفه بايرن ميونخ الألماني، في مباراة قوية يجزم الجميع أنها ستكون حافلة بالإثارة والندية، وذلك في ذهاب الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا.
ويدخل برشلونة الملعب في وضع لم يعتد عليه لأنه ليس المرشح الأوفر حظا لتحقيق الفوز، ويسعى إلى العودة من ميونيخ بأقل أضرار ممكنة، خصوصا أن الفريق الكاتلوني عانى هذا الموسم خارج قواعده، حيث خسر في الدور الأول أمام سلتيك الاسكتلندي (1-2) وفي ذهاب الدور الثاني أمام ميلان الايطالي (0-2) قبل أن يفوز إيابا (4-0)، كما بلغ دور الأربعة دون أن يفوز على باريس سان جيرمان الفرنسي فتعادل (2-2) ذهابا في باريس و(1-1) إيابا في برشلونة .
أما بالنسبة للفريق البافاري فقد حسم لقب الدوري المحلي وبلغ أيضا نهائي الكأس، وهو في ذروة مستوياته إذ بلغ دور الأربعة بعد أن أطاح بيوفنتوس الايطالي بالفوز عليه ذهابا وإيابا بنتيجة واحدة (2-0) ولم يخسر على أرضه سوى مرة واحدة أمام ارسنال الانجليزي (0-2) في إياب الدور الثاني بسبب تراخي لاعبيه نتيجة حسمهم لقاء الذهاب في لندن (3-1).
ويقدم أصحاب الأرض أداءا هجوميا مذهلا في الأونة الاخيرة حيث سجلوا 20 هدفا في مبارياتهم الأربع الاخيرة في الدوري إضافة إلى اكتساحهم فرايبورغ 6-1 في نصف نهائي الكأس وهي نفس النتيجة التي انتهت عليها مباراتهم الأخيرة السبت أمام هانوفر في الدوري.
وقال يوب هينكس مدرب بايرن بعد الفوز في هانوفر السبت الماضي: "اللاعبون يستمتعون بكرة القدم.. وسلوكنا مذهل. كل لاعب يمتلك حافزا كبيرا.. أظهرنا انضباطا رائعا وصنعنا أهدافا مذهلة".
وبنبرة تحدي أمتدح لاعب وسط برشلونة تشافي هرنانديز خصومه قائلا: "مباراة اليوم ستكون شرسة .. ميونيخ مدينة تعيش من أجل كرة القدم، صحيح أن بايرن حاليا يقدم مستوى مذهل، لكن مباريات دوري الأبطال تحسم بتفاصيل صغيرة".
ويعتقد بايرن أن أسلوب لعبه وسياسته في منح الأولوية للاعبين الذين نشأوا محليا تجعله شبيها ببرشلونة، وأنه من الطبيعي أن يستأنف غوارديولا - الذي ترك استاد نو كامب الموسم الماضي – مسيرته التدريبيه في استاد اليانز ارينا بدءا من الموسم المقبل.
وليس غوارديولا هو العامل المشترك الوحيد بين الفريقين، فقد سيطر الفريقان على الدوري في بلديهما وفاز كل منهما بدوري الأبطال أربع مرات ويدينان بجزء من نجاحهما إلى المدرب الهولندي لويس فان غال، كما وصل الفريقان إلى نهائي دوري الأبطال مرتين في السنوات الأربع الأخيرة إلا أن الفريق الكتالوني حقق الفوز في المرتين فيما كان النادي البافاري الطرف الخاسر في كل مناسبة.
أما الحدث الأبرز خلال الأيام الماضية والذي استحوذ على اهتمام الجميع هو إمكانية مشاركة أفضل لاعبي العالم ليونيل ميسي أساسيا في اللقاء من عدمه، وظهر اسم ميسي في القائمة التي استدعاها برشلونة، ولم تتضح الصورة حتى من خلال تصريح مساعد المدير الفني لبرشلونة رورا في المؤتمر الصحفي أمس الإثنين والذي قال فيه "الأيام الأخيرة كان إحساسه أفضل، تطور حالته جيدا للغاية، لكنني لا أتجرأ على توقع شيء". وأضاف رورا: "من دون شك وجود ميسي يختلف كثيرا عن غيابه، عندما يغيب عنك الأفضل في العالم تتأثر بذلك، نتمنى أن يكون حاضرا ، لكن لابد من الانتظار حتى الساعات الأخيرة"
وحذر هاينكيس المدير الفني للبايرن لاعبيه من مغبة التهاون في غياب ميسي، و قال بهذا الصدد: "برشلونة ليس ميسي وحسب، يملكون الكثير من اللاعبين الرائعين، تشافي هرنانديز، اندريس انييستا، سيرجيو بوسكيتس، سيسك فابريجاس ودافيد فيا - اللائحة تطول".
وسيستضيف برشلونة منافسه بايرن في لقاء العودة في الأول من مايو وسيلتقي الفائز منهما مع بروسيا دورتموند أو ريال مدريد في النهائي المقرر على استاد ويمبلي في لندن الشهر المقبل.