[align=center][table1="width:100%;background-image:url('http://www.alraidiah.org/up/up/33604192420120503.png');"][cell="filter:;"][align=center]
هذه القصيدة للشاعر الفلسطيني ( سامي سكيك ) وهي بالفعل قصيدة رائعة!
وهي باسم :
( بؤس وحلم وصومعة )
وقام بالنقد عليها والتعليق الشاعر : زكي السالم.
عذراً يـا ليلي إذ أنـي *** نافستُك قسراً بظـلامي
فنجومي بـاتت خافتـةً *** و تجسَّد بؤسي بكـلامي
وغدوتُ أرمِّم أفكـاري *** مرتقباً إطلالَ صبـاحي
ليقضَّ مضاجعَ ديجـوري *** و يخطَّ رثـاءً لجراحـي
قد بتُّ غريبـاً في منفى *** ويعجُّ بصوتِ الغربـانِ
لا ذكرى عذبةَ أرشفُها *** فتبثُّ الروحَ بأركــاني
والشَّمسُ السارِحَةُ بعيداً *** لم تشرق بعـدُ بأوطـاني
يا وطني المثخنَ كم أدعو ***لو كفَّت أيـدي المحتـلِّ
ولكم صَلَّيتُ بلا نصَبٍ *** من أجلِ النُصـرةِ و الحلِّ
لتعود لغزَّةَ طلَّتهـــا *** ولعرشِ الضـادِ المعتـلِّ
يا ربِّ لقد غطَّت فِكَري *** هربـاً تتشبَّثُ في الحُلُمِ
فلعلِّي أبصـرُ زيتونـاً *** أو أُلْفـي البلسـمَ للألمِ
لو كنتُ طليقاً من يأسي *** لأخِيطَ على الفورِ جفوني
و أروحَ مقاماً منسيـاً *** كي أنشدَ حُلْماً بسكـونِ
يا عينَ الشرقِ أيا قدسُ *** قد دنَّسَ عِفَّتَـكِ الرِّجسُ
من فكَّر يأتيكِ بعطــرٍ ****فالمأوَى مشفىً أو حَبـسُ
أممٌ ما عادتْ تفديـكِ ****إلا بقصـائدَ ترثيــكِ
أو شَطريْ بيتٍ من غزلٍ ***فعسَـاهُ قليلاً ينسيــكِ
يا قدسُ كفاكِ استنجَـادا *** عينُ الأعرابِ وقـد فُقئت
ونداؤكِ ما عادَ سيجدي *** أذنُ الأعرابِ و قد قطعت
أدعوكِ مراراً آسِـرتي *** صبراً وصموداً لسنينــا
فسآتي حتماً بِصَــلاحٍ **** ليدقَّ الطبـلَ لحطِّينــا
فدعوني أعملُ في صمتٍ *** معتزلاً ألـزمُ صَوْمَعـتي
قد يبدو ركني منتقـداً *** و يُجنُّ الشـكُّ لمعـزلتي
لتقولوا أني منهـــزمٌ *** أو حسِّي القومي منعـدمٌ
وأذيعـوا أني مختــلٌ *** و العُزلةُ جُبنٌ بل سَقَـمُ
كتبا ً خُطُّوها في شجبي ***واقضوا أعوامـاً في سبِّي
باقٍ و ستبقى صومعـتي ***وسيلحقُ في الغدِ بي شعبي
________________________________________________
النقد والتعليق:
لا شك أننا أمام نص شعري جميل ما زالت سفائنه تمخر عباب البحر (المتدارك) باقتدار
وتؤدة، ومازالت أشرعتها ممتدة في أفق البيان الرحب.. فقد استطاع الشاعر بإدراكه
اللغوي وبحسه الشعريأن يخرج لنا من قمقمه بأبيات تكاد تلامس ذرا الروعة والرقة،
وتمكن من قيادتنا في مسيرة تأييدللقدس والوقوف في وجه هذا المحتل الغاشم..
فقد شرع في بث شكواه -كعادة الأقدمين- لليلوأراد أن يشاركه هذا الظلام الذي يعيشه
الليل، فجميل قوله (نافستك بظلامي) وقوله (ليقضمضاجع ديجوري)،
وأجمل منه قوله (من فكر يأتيك بعطر) (أمم ما عادت تفديكا إلا بقصائد ترثيكا)
وكذلك قوله (فسآتي يومًا بصلاح)..
وعلى كل فالنص جميل وممتلئ بالصور المحلقة.. ولكن لا بأس من إبداء بعض الملاحظات
التيأتمنى من شاعرنا أن يتقبلها بصدر رحب والتي أزعم أنها ستثري النص على الأقل
من وجهة نظري:
صورة الغراب وكونه رمزًا للبؤس والشؤم جميلة..
ولكن ليتك لم تقرنها بكلمة (روث) فلفظة (روث)
إضافة إلى أنها نابية وقلقة فهي لا تناسب الغربان؛ لأن الروث للبقر أو ما شابه ذلك
وليس للغراب..
ولو قلَّبنا عبارة (من أجل النصرة أو حل) لوجدناها هي الأخرى قلقة، فلو أعاد الشاعر
صياغةالشطر بحيث يكون مثلا (من أجل النصرة والحل)، بحيث إنه عرف (الحل) أسوة
بالمعطوف عليه(النصرة)..
أيضًا لم أعرف ماذا قصد الشاعر بفعل (تتيمن) هل قصد بها مثلاً تنحو؟ لست أدري، فإن
كان هذاقصده فالفعل (تتيمن) قد خذله هذه المرة .
وكذلك أخفق الشاعر في شطره (فطواهم زمنيبنعال) فهو لم يوفِق بين النعال والطي..
علاوة على أن النعال كلمة نابية هي الأخرى وغير شعرية،
وإن كان اليهود يستحقون ما هو أعظم وأنكا من النعال، ولكن أرى أننا يجب أن نربأ
بأنفسنا عنمثل هذه العبارات في جو الشعر..
وكذا قوله (نبش عفتك الرجس) لا أدري إن كان الشاعر يقصد بها المعنى الدارج: نبش؛
أيبمعنى فتش أو نبش بمعناها الفصيح كشف وأظهر،، فعمومًا القصدان لا يتفقان
والمعنى.. والبيتالذي يليه جميل كما أشرت سابقًا، ولكن الشاعر لم يقرن جواب الشرط
بالفاء وعدم إقران جوابالشرط بالفاء خطأ نحوي..
وأيضًا في قوله (عين الأعراب وقد فقئت) اضطره العروض لإقحام الواو قبل
(قد) إقحامًا ممجوجًا، وكذلك الفاء في (فتجدي) لم يكن هناك داع لإقحامها فالمعنى مكتمل
بدونهما، ولكن معرفة الشاعر وإجادته لعلم العروض جعلته يأتي بهما وإن كانتا قلقتين..
وأيضًااستخدام البتر للأذن لم يكن موفقًا، فالأذن من شأنها القطع وليس البتر، ولفظه
(صبارًا) أرجومراجعتها جيدًا، والوقوف عندها طويلاً،، فهي بحسب ظني غير صحيحة.
وكذلك قوله (معزلتي)،فالصحيح أن نقول (عزلتي) ..
[/align][/cell][/table1][/align]