بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله. اللهم صلِّ على محمد عبدك ورسولك، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه.
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون).
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ, واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبًا)
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدًا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظيمًا..)
إخوة الإسلام: لقد جاء دين الإسلام وفي أبرز مقاصده إقامة العدل وتأسيسه ومنع الظلم [ ] بشتى صوره وأشكاله فالقسط والعدل هو غاية الرسالة المحمدية بل الرسالات كلها (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط) عدلٌ ينظم ميادين الحياة كلها ويعم حق الخالق والمخلوق جميعها، ويشمل الأفعال والأقوال والتصرفات بشتى أشكالها. عدلٌ في كل ميدان وقسط مع كل إنسان (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى) وإن دين الإسلام وهو يقرر مبادئ الحق ويصوغ قواعد الإصلاح ويؤسس مناهج الخير فهو الدين الذي يكفل لهذه المبادئ الخيِّرة والمناهج الإصلاحية طرق توصل إليها ووسائل تضمن سلامتها مما يُخل بها، أو يناقض أغراضها ويهدد مقصودها. وإن من أبرز أسباب إقامة العدل وأظهر ركائز القسط القيام بالشهادة [ ] ومعرفة أهميتها ودورها في المجتمع ومراعاة حقها والواجب نحوها.
الشهادة [ ] -عباد الله- معيار لتميز الحق من الباطل وحاجز يفصل الدعاوى الصادقة من الكاذبة، قال بعضهم: الشهادة [ ] بمنزلة الروح للحقوق فالله أحيا النفوس بالأرواح الطاهرة وأحيا الحقوق بالشهادة [ ] الصادقة.
لمتابعة المقال أضغط هنا