بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
وبعد..
ما أجمل الحب والعشق..
وما أجمل وقعه عندما يكون لفارس نجد النصر..
وما أرق عذوبته حين يكون للزعيم الأوحد الهلال..
تبذل من أجله الكثير..
تكثر فيه التضحيات..
يصل الحب حد الارتواء..
ويسكن في مساكن الضياء..
فينال كل الوفاء..
لكونه المعشوق استحق الكثير..
فقد عشقت طلته..
واستهواني ذاك البياض الذي شاركته الزرقة..
وأطربتني الصفرة التي زاحمتها الزرقة..
طالما أحببته..
نسيت عدد صرخات الفرح التي أطلقتها من أجله..
بل حتى الدموع تناسيتها..
وذابت في بحر ذاك الحب..
ما أجمل هذه المعاني وأصدقها من قلب ذاك النصراوي و الهلالي لكن لماذا يشوهها ذاك التعصب المقيت؟
لماذا تلعب الأيادي الخفية لتثير أنصار هذين الطرفين الشامخين الذين هما فخر كرة السعودية على بعضهما البعض؟
أما سمعتم ذاك الهلالي الذي وصم العالمي بأنه نادي الفقر والحالمية؟
الم تنصت لذاك النصراوي الذي شكك في زعامة الزعيم وبطولاته؟
كم مرة التي صرخ فيها الهلاليون نحن نميل لخصم النصر؟
لماذا أرغى النصراوي وأزبد قائلا أنا ضد الهلال ولو كان خصمه كافرا؟
كم مرة وقف النصراوي يلهب يديه تصفيقا لإبداعات أبناء الزعيم؟
فبادله ذاك الهلالي بالوقوف مع العالمي في مشاركة خارجية باسم الوطن؟
ما بالنا أصبحنا نكيل التهم ونقذف الكلمات التي لا تقال إلا في أرذل الأماكن على اللاعبين, بل على بعضنا البعض؟
أخوتي الزعماء..
أحبتي العالمية..
نحن نستظل بمظلة التوحيد ولا اله إلا الله.
نقطن في أرض الحرمين على تلك التربة التي طالما عشقنا ترابها وسماءها.
وفي الرياض اتخذ نصرنا وهلالنا العريجا موقعا لهما.
تجاورا ليثبتان للجميع أن هذا التنافس لا يعني افتراق القلوب.
حتى يعطيان درسا أن التنافس حبا وتواصل و عطاء.
والأيام شاهدة على ذاك الحب.
لكنه بدأ و كأنه يتلاشى تدريجيا, ولا ندري لماذا؟
واليكم بعض الدلائل:
كم هي القبل التي وزعها لاعبي الزعيم على المرحوم عبد الرحمن بن سعود-أسكنه الله فسيح جناته-في اللقاءات الكثيرة بين الفريقين.
كم نال فقيد الرياضة عبد الله بن سعد-رحمه الله-احتراما وحفاوة من قبل لاعبي العالمي في مناسبات عدة.
لا تنسوا تلك الأعلام التي كتب فيها النصراويون((جماهير النصر تساند الهلال في مهمته الآسيوية))أبان مشاركته الآسيوية عام1999.
كم اجتمعت القلوب عند سقوط ذاك السهم الملتهب -الذي طالما ألهب مرمى الهلال بالأهداف-في مباراة الفريقين في المربع الذهبي عندها تفطرت قلوب الهلاليين قبل النصراويين على ما أصابه لأنه علمت أن المشاعر الإنسانية والعواطف الإخائية أكبر من كل شي.
كثيرة هي مشاركة لاعبي الفريقين في مباريات الاعتزال والتكريم, أنسيتم حين لبس ماجد الأزرق في اعتزال النعيمة فردها الثنيان بالأصفر في اعتزال الجمعان.
كم أثنى سامي على ماجد وبادله الثاني بأن يطالب بعودته للمنتخب.
حتى الصغير في عمره و الكبير في أخلاقه وفنه الحارثي رفع شعار الهلال على رأسه في تصفيات التأهل الأخيرة.
وهاهو الموهوب يكيل المدح والثناء للنصراويين,ملقا بكل أفكار التعصب المقيت خلف ظهره.
شجع الظاهرة أبو سلطان النصر وشارك في افتتاح مقر إدارته الجديدة.
فرد الذهبي فيصل بن عبد الرحمن وبن عمه المحنك الوليد بالبرقيات على فوزه بكأس ولي العهد.
عرفوا التنافس, فأبدعوا وسطروا الأمجاد في ميدانه.
وما نسوا أن يسطروا إبداعا لا يقل عنه حجما في احترام وحب وتقدير الخصم.
كم كان حزنك بالغا عندما أصيب أخاك وصديقك الهلالي بداء معين؟
فرده بشرا و فرحا عند نجاحك في أمر معين.
الصحبة طيبة جميلة, فلماذا يفرقها التعصب؟
أخوتي المتشحين بالصفار..
أحبتي المتزينين بالبياض..
لا تجعلوا التعصب المذموم يوقر صدوركم على بعض.
أصحاب الشأن قد تمثلوا لكم بأجمل صور الروح الرياضية, فاقتدوا بهم.
وان كان فيهم سفيه فردوا فعله.
لنرى المتعة والفن والمهارة في لقاء قطبي الكرة السعودية الزعيم والعالمي.
أطالبكم من هذه المنبر التي هي محال التقاء عقولكم وتلاقح أفكاركم أن تجمعوا شملكم فلن يكتمل بريق الزعيم حتى يعود العالمي فارسا كما كان,حتى يكونان نعم مفخرة ومنقبة لكرة المملكة العربية السعودية.
فلتعد أيام الحب والوفاء والصفاء.
لنتناصف المقاعد دون رجال شرطة و ما شابه كل يشجع ناديه ويهتف له وفي قلبه حب الخير للآخر دون تداخلات لا يحمد عقباها.
لننسى المشاكل والمهاترات ونتفرغ للتشجيع ويتفرغ اللاعبون للإبداع.
طبتم بود وخير وعافية على قراءتكم بعض ماخالج صدري.
والى صباح يكون في الحب بازغا والتنافس ظاهرا.
والى اللقاء.
وما من كاتب إلا سيفنى ويبقى الدهر ما كتبت يداه