تــقــريــر كــامــل عــن مــرســيــدس CL
كوبيه الجديدة.. نقطة ضعفها الوحيدة "السائق"!!
هناك ستة أجيال مختلفة فئة كوبيه تحمل شعار النجمة الشتوتجارتية "مرسيدس"، ترجع إلى خمسة عقود مضت، تحديدا عام 1952، مع إطلاق الطراز 300 S كوبيه الذي وُصف بكونه "سيارة لنخبة العالم فقط"، إلى أن وصل بنا الزمن لعام 1999، الذي شهد بزوغ الجيل السادس من الفئة الكوبيه من "مرسيدس" طراز CL. أما اليوم، ونحن بمنتصف عام 2006، فقد أراد الصانع الألماني العريق "مرسيدس" أن يغير مفاهيم صناعة السيارات.. وإلى الأبد، مع إزاحته الستار عن الجيل الأحدث من الطراز CL، والذي يبشر بعصر جديد تماما، ينتهي فيه هيمنة الإنسان على الآلة، عصر تقود فيه السيارات نفسها بنفسها، ويصبح السائق مجرد "وسيلة بالية" كانت تستخدم فيما مضى في قيادة السيارة والتحكم فيها!!
نواة ذلك التحول العجيب في عالم السيارات، هي بالطبع الطراز CL الجديد، الذي جاء بالعديد من التقنيات الحديثة مثل نظام الإضاءة الذكي Intelligent Light System ونظام الحماية الاستباقي PRE-SAFE والذي يعمل بالتناسق مع نظم الكبح الاستباقية PRE-SAFE Brakes القادرة على الكبح التلقائي قبل وقوع حادث اصطدام وشيك، ناهيك عن خيارين من المحركات أحدهما من ثمانية أسطوانات والآخر من 12 أسطوانة، مع التصميم المميز للغاية للكوبيه الجديدة CL
تصميم يحمل في ظاهره الهيبة.. وفي باطنه الرفاهية غير المسبوقة!!
عمد مصممو "مرسيدس" إلى جعل الجديدة CL تحمل بعض المعالم الخارجية من الفئة الشقيقة "إس" S-Class، مع اعتماد تصميمها على الخطوط الرياضية الجريئة التي لا تخل باللمسة الهادئة الوديعة التي تستشعرها عند النظر إلى جديدة "مرسيدس
كما "يجري في عروق" الـCL، "فصيلة الدم" نفسها للموديلات السابقة الممهورة بتوقيع "مرسيدس"، نجد ذلك واضحا جليا من خلال الواجهة الأمامية بشبك تهويتها المتراكب أفقيا فوق بعضه البعض، مع تثبيت "النجمة الفضية" في المنتصف. أما عن أوجه التفرد والتمايز، فنجد أن غطاء المحرك جاء أعلى قليلا من الجيل السابق من الـCL، وإذا تكلمنا عن المصابيح الأمامية من حيث التصميم، نجدها واحدة من العلامات المميزة للجديدة CL؛ حيث تمثل مع عدساتها الشفافة وحدة واحدة مدمجة بالشبك الأمامي، مع "اندماجها" بجانبي السيارة، تماما مثلما هو الحال في الفئة السابعة من منافستها BMW!!
اعتماد الجديدة CL على "عمود C" –التقاء السقف مع الألواح الزجاجية الخلفية- في تصميمها يوحي باندماج تراث الماضي العريق مع الحداثة العصرية؛ فهو من الخصائص التقليدية التي ترجع إلى فترة الخمسينيات، وتحديدا مع الطراز 220 S/SE والذي شد الانتباه آنذاك باعتماده على "عمود C" . أما على جانبي السيارة، فنجد خطين مرسومين بعناية فائقة وعلى ارتفاعات مختلفة، مما يعزز الطابع العصري والانسيابية الكبيرة للـCL، الغريب أيضا أن ألواح الأبواب مصنوعة من مادة الماغنسيوم، بينما الطبقة الخارجية لها فمصنوعة من الألومنيوم، كما أن غطاء المحرك مصنوع بدوره من البلاستيك. أما عن مفاصل الأبواب، فتتيح بقاء الأبواب مفتوحة عند أي زاوية تحبها
أما على المؤخرة، فنجد الزجاج الخلفي البانورامي الكبير، والأجزاء العدة التي تتكون منها المصابيح الخلفية والممتدة على جانبي السيارة، ناهيك عن التصميم الأفقي للصادم الخلفي والذي يتناغم في تناسق مع مخرجي العادم المزدوجة. ونلاحظ أنه على الرغم من الخامات عالية الجودة المستخدمة في الجديدة CL، نجد أن وزنها 1995 كجم، أي بزيادة في الوزن قدرها 110 كجم عن الجيل السابق، وبزيادة قدرها 55 كجم عن الفئة "إس"، وذلك يرجع إلى غياب الدعامة الوسطية -عمود B- التي تدعم بها الأخيرة
* تقنيات حديثة تبحث عن منافس عام 2026!!
نظام الكبح الاستباقي:
جاءت الجديدة CL متخمة بالتقنيات الحديثة والمفاهيم الثورية الجديدة، ويكفيها أنها مهدت الطريق لما يسمى بـ"عصر ما بعد السائق" أو "سيارات بلا سائقين" والمنتظر أن يبدأ عام 2026 مع بزوغ أول سيارة تقود نفسها بنفسها تخرج من مصانع "مرسيدس"، عبر نظامها الكبحي الاستباقي الجديد PRE-SAFE Brake System
يختلف نظام الكبح الاستباقي PRE-SAFE Brake System عن نظيره الآلي أو التلقائي Automatic Braking System الذي يعمل عمل مثبت السرعة التكيفي ACC المدعم بموديلات "مرسيدس" و"هوندا" و"جاجوار" المختلفة -يقوم باستشعار سيارة تقابله عبر نظام راداري فيفعل المكابح عند الحاجة- في أنه يعمل في أي زمان ومكان ولا يتطلب أن يقوم السائق بتشغيله أم لا، بعكس ما هو الحال مع مثبت السرعة التكيفي الذي يجب أن يتم تشغيله أولا، كما أن الجديد مع CL أن السيارة تظل تطلق إنذارات سمعية لتحذير السائق من وجود سيارة قبالته لمدة 2.6 ثانية، وإذا لم ينتبه السائق أو يأخذ أي موقف إيجابي، يعمد عقل إلكتروني بالسيارة إلى تفعيل المكابح بنسبة 40%
والسؤال الآن، هل تعجز مرسيدس أن تفعل مكابحها بنسبة 100%؟!!
بالطبع لا، ولكن مهندسي "مرسيدس" وجدوا أن تلك النسبة هي المثلى من خلال تبني العديد من السيناريوهات التي تم الإعداد لها جيدا.
نظام الإضاءة الذكي:
قامت "مرسيدس" بابتكار نظام إضاءة ذكي Intelligent Light System، لمزيد من الأمان أثناء القيادة الليلية، والذي يعمل بالتناسق مع مصابيح "الزينون" Bi-Xenon، عبر تزويد السائق بخمسة أوضاع ضوئية مختلفة لتلائم كافة ظروف القيادة في أحوال الطقس السيئة؛ فهناك "وضع المدينة" Country Mode الذي يفعل إضاءة الزاوية اليمنى للسائق بكفاءة كبيرة عن المصابيح ذات الإضاءة العادية Low-Beam Headlamps، وهناك "وضع الطريق السريع" Motorway Mode والذي يتم تفعيله تلقائيا بمجرد سير السيارة بسرعة 56 ميل/ساعة، عبر إطلاق أشعة من الضوء على شكل مخروط تضيء المنطقة بأسرها أمامك، وفي منتصف تلك الأشعة يمكن السائق أن يرى حتى مسافة 50 مترا أمامه، كما أنه جرى تدعيم الجديدة CL بمصابيح ضباب معدلة لتواكب "الثورة" الضوئية التي أشعلتها، مع الأخذ في الحسبان، خاصية الإضاءة النشطة Active Light Function والتي تعمل على تحريك لمبات الإضاءة بالمصابيح الأمامية مع عجلة القيادة، وخاصية الإضاءة الفعالة أثناء المنعطفات Cornering Light Function وغيرها
نظام الحماية الاستباقي والتحكم النشط بهيكل السيارة:
قامت "مرسيدس" بتدعيم جديدتها CL بنظام الحماية الاستباقي PRE-SAFE ذائع الصيت الذي ابتكرته ودعمت به الشقيق S-Class؛ والذي يقوم عند تفعيل المكابح أثناء الطوارئ لتفادي وقوع اصطدام وشيك، بتهيئة وضعية المقاعد لتلقي الصدمة برفق، وكذلك تفعيل أحزمة الأمان والوسادات الهوائية لتعمل بأقصى كفاءة لها، ناهيك عن نفخ وسادات الهواء المدمجة بالمقاعد متعددة الاستخدامات Multicontour Seats المدعمة بخاصية التدليك، ناهيك عن إغلاق النوافذ الجانبية وفتحة السقف لتعزيز الأمان. أما عن نظام التحكم النشط بهيكل السيارة Active Body Control، والذي يعتمد في عمله على مجموعة من الإشارات الاستشعارية والأسطوانات الهيدروليكية على المحاور الأمامية والخلفية، مما يسفر عن انخفاض هيكل السيارة حتى 10 ملم على السرعات التي تزيد عن 100 كم/ساعة، لمزيد من الثبات والاستقرار على الطريق
خياران من المحركات الجبارة!!
جرى تدعيم الجديدة CL بخيارين من المحركات، الأكبر من 12 أسطوانة بالطراز CL 600 يولد قوة مقدارها 517 حصانا، وأقصى عزم دوران يبلغ 830 نيوتن-متر عند 3500 دورة بالدقيقة، لتنطلق السيارة إلى سرعة 100 كم/ساعة من السكون في زمن قياسي يبلغ 4.6 ثانية. أما المحرك الأصغر، فجرى اعتماده من 8 أسطوانات بالطراز CL 500 ويولد قوة مقدارها 388 حصانا، وأقصى عزم دوران يبلغ 530 نيوتن-متر عند 2800 دورة بالدقيقة، لتنطلق السيارة إلى سرعة 100 كم/ساعة من السكون في زمن قياسي يبلغ 5.4 ثانية، وعلبة التروس المعتمدة بالطرازين فهي فئة 7G-Tronic من سبع نسب أمامية.
اخوكم : ســـــيـــــك