كم وقفتِ فى الصلاه بقلب شارد..؟؟!!!
وروح تائهة .. حاولت جمع الشتات فلم تفلحي
حاولت التركيز في صلاتك فذهبت جهودك أدراج الرياح
عودي إلى نفسك .. وسليها هل استفتحت بقلب يقظ متدبر ؟!
أم قرأت دعاء الاستفتاح بقلب غافل شارد وتلوته كالببغاء دون أن تدركي معناه أو تفكري فيه ؟!!
.. أيتها المؤمنة ..
دعاء الاستفتاح إنما هو استفتاح المناجاة من العبد لربه بالثناء عليه جل جلاله أو إعلان التبتل الكامل له سبحانه .. أو استغفاره سبحانه استغفاراً منكسراً .. ليقف بين يديه مناجياً خاشعاً مخبتاً منيباً قانتاً ..
هنا يكمن السر أيتها المؤمنة , فمن استفتح بقلب خاشع متدبر منكسر متفكر فعسى أن يفتح له ..
فيقف بين يدي ملك الملوك .. ويذكره حق ذكره متفكراً متدبراً خاشعاً .. فوجهي إذاً جل اهتمامك إلى بداية صلاتك .. وإذا قرأت دعاء الاستفتاح فإياك أن تكون أول مناجاتك لمولاك بالسهو والغفلة .. واجتهدي في قراءته بهدوء وتروٍّ .. بقلب يقظ حي مفتوح
واستشعري بفؤادك التعظيم والتوقير والإجلال .. واجتهدي في صرف وجهك إلى الله تعالى
وعليك بأدعية الاستفتاح الواردة عن نبيك صلى الله عليه وسلم فتحريها وراوحي بينها .. لتظل كلماتك كل استفتاح حية في فؤادك .. ومعانيه جديدة على روحك .. فتستشعري عظمتها .. وروعة وقعها على فؤادك .. ولا تديمي قراءة أحدها .. فيكرره لسانك دون تدبر بقلب عجول .. وروح ملول .. وإن قدرت أن تجمعي بين اثنين أو أكثر فافعلي واجعلي قرة عينك في الصلاة .. فإن همة المرء مع مافيه قرة عينه .. وحياة قلبه
وتذكري أن امتناع الخشوع على المصلي من علامات غضب الله .. واستشعري معنى كل كلمة تقولينها
فإذا قلت مثلاً : ( سبحانك اللهم ) .. فتمثلي معناها .. أي تنزهت وتقدست ياالله .. واستشعري معناها يدخل إلى قلبك فيحييه .. فإن تنزيه العبد لربه يحييه بعد موته .. ويوقظه بعد غفلته
وكذلك فافعلي في سائر كلمات الاستفتاح .. فلئن فعلت لقد فزت فوزاً عظيماً ..
واملئي قلبك بعظمة الله جل جلاله .. ورحمته إذ أذن لنا في مناجاته رغم كثرة المعاصي والذنوب .. وإياك أن تكون صلاتك جسداً بلا روح أو صلاة لسان خاوية من التفكير والتدبر
وإذا استغفرت فليكن استغفار من تيقن أنه هالك إن لم يغفر له ربه ويتوب عليه ويرحمه .. وحاسبي نفسك .. واعرفي عملك .. واستحيي من ربك أن تواجهيه بهذا العمل أو ترضيه .. وأنت تعلمين من نفسك أنك لو عملت لمن تحبين من أهل الدنيا لزينت عملك .. وبذلت جهدك .. وأتقنت ماقدمت
وكوني على يقين أنك لا توفين مقام عبودية الله حقه أبداً .. فكوني إذاً في استغفار وتوبة ماحييت .. وضعي نصب عينيك حديث نبيك صلى الله عليه وسلم : إن أحدكم إذا قام يصلي إنما يناجي ربه .. فلينظر كيف يناجيه ...فناجيه إذاً معطية كل كلمة حظها من العبودية والحب والتعظيم .. والله يغفر ..
منق ول