ينبع:
لم يخطر ببال سليمان الأنصاري أن زيارة ابنيه سامي وسمير له، مساء الجمعة الماضية، وطلبهما أن يسامحهما، ستكون مقدمة لعمل إرهابي سيشتركان فيه.
وقالت مصادر عائلية مقربة لأسرة الأنصاري، التي ينتمي إليها أفراد المجموعة الأربعة التي هزت أعمالها التخريبية مدينة ينبع صباح السبت الماضي، إن الشقيقين سامي وسمير زارا والدهما ليلة العملية بزعم طلب رضاه، دون أن يوضحا له أهدافهما المبيتة. وأوضحت المصادر أن الوالد ظن أن ابنيه يحاولان التكفير عن مسلكهما القديم الذي شبهته المصادر العائلية بمسلك شريحة واسعة من الشباب الذين يبحثون عن التسلية.
وأكدت المصادر عدم علم عائلة الأنصاري، التي تصنف كعائلة ممتدة، بوجود عبدالناصر عبدالقادر الأنصاري في ينبع، وهو المطلوب الأمني الذي قالت إنه المتسبب في دفع شقيقه أيمن والشقيقين الآخرين سامي وسمير إلى منهج متطرف.
وتوقعت المصادر أن تغيب الثلاثة، أيمن وسامي وسمير، مساء كل يوم، والذي لوحظ منذ نحو شهر، وعدم تحدثهم عن هذا الاختفاء اليومي مرده إلى اتصالهم اليومي بالمطلوب الأمني عبدالناصر.
وروت المصادر نفسها التفاصيل العائلية لفجر يوم العملية الإرهابية، إذ قالت إن زوجتي كل من سامي وسمير حضرتا إلى والد زوجيهما في وقت مبكر من صباح يوم السبت، تبكيان وبحوزة كل منهما رسالة من زوجها تتضمن عبارات وداع وتشرحان الرغبة في "الاستشهاد"، وتطلبان منهما العودة إلى بيت الأب.
وذكرت المصادر أن الأب، الذي كان يستعد وأبناؤه للذهاب إلى العمل والمدارس، لم يلبث - بعد أن استقبل الزوجتين - أن سمع الطلقات النارية التي بدأت تدوي في الحي السكني في ينبع.
ومن الواضح، وفقا لروايات المصادر العائلية ومعلومات أخرى كانت قد نشرتها "الوطن" اليومين الماضيين، أن المجموعة المنفذة للعملية الإرهابية تحضرت منذ وقت مبكر، مستفيدة من خبرة متزعمها عبدالناصر الأنصاري في الحصول على أسلحة وصناعة أسلحة أخرى والتخطيط لعمليات تخريب متسلسلة فيما عقدت النية في الليلة السابقة للعملية، حين ودع اثنان منها، وهما سامي وسمير، والدهما، قبل أن يتركا فجرا رسالتين لزوجتيهما، ويتوجها برفقة العضوين الآخرين إلى مسجد الحي لصلاة الفجر، ومنه إلى مناطق التنفيذ.
وضمن تفاصيل تتعلق بالعائلة نفسها، فقد تعرض الشقيقان سيف وصالح سليمان الأنصاري، بالصف الثالث بمتوسطة ابن سينا، لمضايقات من زملائهما في المدرسة، باعتبارهما شقيقين لاثنين من منفذي العملية الإرهابية الأخيرة.
وتحدثت أخبار العائلة عن زيارة الأب للمدرسة أمس، في حالة نفسية متدنية، طالبا احتواء ابنيه اللذين لا ذنب لهما في التخريب الذي اقترفته المجموعة الإرهابية.
وكانت المدرسة نفسها قد شهدت أعلى معدل للغياب في تاريخها يوم أول من أمس الأحد حيث تغيب أكثر من 45% من طلابها.
كما تغيب الطالبان في الصف الثاني الثانوي سهيل سليمان الأنصاري وفيصل علي الأنصاري عن الدراسة في ثانوية ابن حيان، يوم العملية واليوم التالي لها.
منقوش
تحياتي