ربان السفينة - الجزء الأول
يحلو للبعض غالبا تشبية الحياة الزوجية بالسفينة التي تمخر بحر المجهول ، والزوج بالربان ، الإنسان الحكيم ، اللطيف ، الحنك ، والقائد الصلب ، وهذا لا يعني أنه ملك يجلس على عرشه ويعامل الآخرين بعنجهية وقساوة نادرتين .
بالنسبة لأوصاف الربان ، تكره المرأة الرجل المستبد القاسي الذي يتصرف كالطغاة ، وتحترم الرجل الذي يتمتع بصفات القيادة العادلة. وحتى لو كانت المرأة تعمل خارج البيت ، ومهما كانت طبيعة عملها ، إلا أنها عندما تعود مساء إلى البيت ، تتوق إلى أن تعود إلى مهمتها الأساسية ، فتقوم بإعداد الطعام ، وخدمة زوجها وأولادها مثل أي إمرأة عادية .
كذلك ، تحب المرأة الرجل ذا الشخصية التي تبعث على الأحترام ، وفي الوقت نفسة ، يحمل قلب الطفل . فالمرأة تحب الرجل الذي يشعر أحيانا شعور طفل ، فتضمه إلى صدرها وكأنها تحضن ولداً لها .
بالمقابل ، تكره المرأة الرجل الضعيف الشخصية ، أو الذي كثيراً ما يهمل بيته بشكل كبير ، أو يقضي معظم أوقاته خارج البيت منهمكا في العمل ، أي أنه يقوم بأشياء غير مستحبة بنظرها ، ضاربا عرض الحائط دوره الأساسي في قيادة البيت .
يخلق الرجل القائد عند الزوجة شعوراً بالإرتياح مرده إلى إطمئنان داخلي إلى حياتها ومصيرها ، فالمرأة تهتم بالمستقبل مثلما تنظر إلى الحاضر ، بينما الرجل تهمة فقط اللحظة الآنية .
وأكثر ما يقلق بال المرأة حين تصبح أماً ، على أساس أن الأمومة تشكل جزءا كبيرا من حياتها ، تساؤلها عن دور زوجها كأب . وإذ تصرف الرجل ، كما يجب ، وكان والدا طيباً ، فإن ذلك يريح المرأة بحيث تراه يفرض إحترامه وسلطته على أبنائة ، بينما هي تكرة الزوج الذي لا يستطيع السيطرة على البيت . فالمرأة تحتاج إلى رجل يحبها ويحترمها ، كما يحب بيته وأولاده بسلطة مطلقة .
من جهة ثانية ، تحب المرأة الرجل الذي لا ينظر إلى عيوبها فيغض الطرف عنها ، لا بل يشجعها ويزرع فيها المعنويات العالية التي تدفعها إلى الأطمئنان ، أي الرجل الذي يحبها تماماً كما هي ، بكل ما فيها من حسنات وسيئات ، فيحرر بذلك نفسه من الأنانية ، ويتجه صادقا نحو الأهتمام بمشاعر زوجته . فمن شأن هذا الإحترام أن يشجع الزوجة على مواجهة أخطائها ، إذ إن موقفه في تحمل مسؤولية لابد وأن يشكل قوة حقيقية للعلاقة بينهما .
وتحترم المرأة الرجل الذي يعتبر إستقامته إعتبارا عظيما ، وتكره الرجل الدنيئ الذي يستغل أسرار الحب إستغلالا خسيساً ، وهذه الحقيقة تسير جنبا إلى جنب مع حقيقة ثانية مزاها أنه لا شيئ يجذب المرأة كمعرفتها بأنها تجذب الرجل . فإن أعجبتك إمرأة فأعلم أن شيئاً ما في داخلها يجعلها تتجاوب معك .
من المهم أن تبدأ العلاقة بإخلاص ، فلا تمزح في الأمور الجدية ، ولا تضخم الأمور ، بل أخبرها بكل بساطه وإخلاص أنك تفتقدها حين تبتعد عنها ، وتشعر بشوق جارف للقائها من جديد ، شط أن تملك الإحساس الحقيقي بالحاجة إلى لقائها .
من المفروض أيضاً ، الا تفقد هذه الروح الخلصة التي كونت جزءاً كبيراً من جياتكما قبل الزواج ، وينبغي أن تبقى الحماسة في قمته ، أتصل بها مثلا ، من مركز عملك وأسمعها بعض الكلمات الرنانة ، أو ادعها لتناول العشاء في أحد المطاعم .
حين تعود مساء إلى البيت ، عليك أن تعطيها الأنطباع بأنك مشتاق لرؤيتها بعد غيابك طيلة النهار . فالمرأة تعشق الرجل عندما يعود إلى بيته بوجه مشرق ، إذ يترك وقعه الكبير عليها .
وبدلا من أن تلعن ظلام الشك ، أضئ شموع الحب والوفاء والأخلاص والسعادة ، فإذا دخل الشك من الباب ، خرجت السعادة من النافذه ، فالزوج المثالي هو الذي يجعل من محور حياة أسرته الوفاء والاخلاص .
هذا هو الجزء الأول من ربان السفينه من كتاب الزوج المثالي في أعين النساء .. د. نوره عبدالله ..
كتاب الدكتوره/نوره عبدالله/////ربان السفينه