نظرت إلى ذلك الوجه
وجه كأنه البدر المكتمل
وشفتان من لون البدر استقت
ووجنتان زانتهما حمرة الخجل
وعينان كأنهما من اللؤلؤ المكنون
يغرق ...
في بحورهما كل من يراهما
ليتها كانت ..
بحور من حب
وفرح
ومن قصائد العشق
وجنون الشوق
نطقت ..
لكنها ...
بحور من ألم و
عذاب وضياع
شعور يعجز النفس عن وصفه
مابك يافتاة ... سألتها
قالت : كيف لك أن تسألي بهكذا سؤال
سرحت بفكرها قليلا ... ثم نطقت والدمع يسبق حديثها
آآآآآآآآآه ... آه
فما سمعت هذه الآه حتى وأحسست بألم في صدري
وكأن من يطعنني بخنجر في قلبي
أكملت ...
ماذا أقول ... وماذا أحكي ... ؟!!!
ثم تبتسم ابتسامة حزن يملأها
أتذكر تلك اللحظات الجميلة
وتلك الأوقات السعيدة
وتلك الأيام التي طحنت
برحى واقعنا الأليم
التي تدور وتدور ...
وما أبقت لي من أحلامي
الوردية إلا الفتات !!!
والآن أفتح لك دفتر ذكرياتي ومن محبرتي كانت حروفي ...
كنت كالطائر الحر ...
الذي يحلق في سماء صافية ...
لم يبددها سحب الظلام الطاغية ...
كنت أنشر في هذه الدنيا أغاريد ...
الحب والفرح ...
ووالداي
من حولي بحنانهما وعطفهما يغمراني
صمتت قليلا وكنت أحس بأن صمتها له أعماق
من هزيمة وضعف وانكسار
قالت :
ولكن الآن ... أين أبي
أين أمي
أين الناس الذين
أحبــــــــــهم ؟؟
هل تريدين أن أقول لكي
بأنهم الآن جثث في
عرض الطرقات هنا وهناك !!!!
والدم مغسول في كل مكان
والخوف والرعب مرسوم في الأجفان
كم تمنيت أن أصف لك رائحة الورد الأحمر
وأسمعك ضحكة السعادة
وأحكي لك عن وطني ....
وطن الحب
وطن الأمان
وطن الوفاء
وطن العطاء
أرض السلام ومهبط الأنبياء
ومن العلم يفيض نهرا
ومنبع الحضارات الإسلامية
كم أحبك ياوطني ...
لكن ماذا فعلوا بك ؟!!!
كيف أصف لك شعوري بالكبرياء ...
والاحساس الرائع بالشموخ ...
وأنا أحكي عن وطني
ولكن ذلك الشعور زلزل وأنهار
ومات فوق قارعة الغياب ...
وتاه بين طرقات الانتظار ...
وفي كل ليلة يسافر كالغريب ...
إليهم يبحث لديهم عن وطني ويعود منهم
كالغريب !!!
لقد دمر العدو
موطني ... ودمر معها كل
أمالي وأحلامي ...
وكنت دائما أرى بصيصا من النور ...
وأقول ..
سوف أرى تلك الأيادي المتحدة
حاملة معها راية الكرامة العربية
وانتظرت كثيرا
حتى طال
انتظاري
ويبدو أنها
خطفت
هتكت
قتلت
دفنت تحت أنقاض العراق !
واحسرتاه ...
على تلك الأخلاق والمبادئ والقيم !
ترى هل اندثرت مع المدنية والتطور ؟!!
وذهبت أدراج الرياح بعد أن غزا الغرب عقولهم!
كيف ينامون قريرون العين............
والعــــــــــــــــــــــــــــراق تمــــــــــــــــــــــــوت
ولكن لن أبث همي وشكواي لهم..............ولن أتذلل أبدا
لتلك القلوب المتحجرة........وسأبث همي لمن له
الشكوى والمرتجى
لمن هو قادر على أن يحيي العظام وهي رميم
لمن ينصر المظلومين..........ويقهر الظالمين
للـــــــــــــــــــــــــــــــــه ربي وربك
رب العــــــــــــــــــــــــــــــالمين