مقالة للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك
حفظه الله ونصر به الدين
علم النجوم وأقسامه
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
فالنجوم من آيات الله السماوية، قال سبحانه وتعالى: (( وهو الذي جعل لكمالنجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون )) وقال سبحانه: (( وعلامات وبالنجم هم يهتدون )) [النحل: 16]،
فهو سبحانه وتعالى خلقالنجوم لثلاث:
ـ زينة للسماء .
ـ ورجوماً للشياطين .
ـ وعلامات يُهتدى بها .
وهي مع ذلك منأعظم آيات الله الدالة على قدرته وحكمته ورحمته، فالاستدلال بالنجوم على معرفةالجهات ومن ذلك الاستدلال بها على القبلة أمر مشروع، وهو ثابت لا يختلف، واللهتعالى- قد امتن في ذلك على عباده كما في الآيتين المتقدمتين، وعلم النجوم الذي يقالله التنجيم نوعان:
1 ـ علم تسيير 2 ـ وعلم تأثير.
فأما علم التسيير : فهو معرفة دلالاتالنجوم على الجهات والأوقات، وهذه الدلالات لا تختلف من شخص لآخر، فهي سنن كونيةقدرها الله سبحانه وتعالى كما قدر سير الشمس والقمر لمعرفة حساب الزمان، قال تعالى: "هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب" [يونس: 5] .
وأما علم التأثير : فهو التنجيم المنكر الذي هو ضرب من السحر، كما فيالحديث الصحيح: "من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد" أبوداود (3905)، ولكنه قال " علما " بدل " شعبة "، وكذلك رواه ابن ماجة (3726)، وكذلكالإمام أحمد (2000)، بلفظ "ما اقتبس رجل علماً من النجوم إلا اقتبس بها شعبة منالسحر، "ما زاد زاد"، وقال محققه إسناده صحيح، وقد حسنه الألباني، والمنجم الذييستدل بحركة النجوم وبمواقع النجوم على الحوادث الأرضية والسُعد والنُحس هو من جنسالعراف بل هو عراف، وفي الحديث الصحيح: "من أتى كاهناً أو عرافاً فسأله عن شيءفصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد" الترمذي (135)، وأبو داود (3904)، وابنماجة (639)، وقال الألباني صحيح، لأن الكاهن والعراف يدعي بما يدعيه علم الغيب، ثمإذا قال المنجم إن المولود إذا ولد في نجم كذا يحصل له سعد أو نحس، أو أن ذلك علامةعلى سعادته أو شقاوته، فذلك من الرجم بالغيب، ولا يمكن أن يعرف ذلك بالتجربة، فإنهيولد في الوقت الواحد ويحدث في الوقت الواحد أنواع من الأضداد، فيحدث في الوقتالخير والشر، ويولد في النجم الواحد من يكون سعيداً ومن يكون شقياً ومن يكون صالحاًومن يكون فاسداً .
فيجب الحذر من سؤال المنجمين وتصديقهم، فإن ذلك لا يكون من بصير بدينه،بل ولا من عاقل يدرك الحقائق، ولهذا فعملاء المنجمين وأهل بضاعتهم هم من الجهلة، منالذين لا يفكرون بعقولهم، وليس لهم معرفة بما يقتضيه شرع الله من تحريم سؤالالعرافين والكهان والمنجمين، نسأل الله أن يطهر مجتمعات المسلمين من جميع فئاتالمفسدين، والله أعلم.