بالأمس حين التقينا .. تعلق قلب كلا ًمنا بالآخر .. أمضينا أياماً طوال كنا فيها في حرب شرسة .. حرب حب .. كلانا يحاول أن يثبت للآخر انه الأجدر و انه هو منتزع اللقب .. يثبت كلا ًمنا أن حبه للآخر يفوق حبه لنفسه .. كنا نتفانى بإسعاد بعضنا ..
ومع الوقت اقتحم الفتور علاقتنا .. بات كل واحدٍ فينا يرى عيوباً في الآخر ..
يلاحظ تصرفات تسيء إلى الصورة الجميلة في المخيلة الرومانسية .. و تركنا حرب الحب .. و اتجهنا بوعينا أو بدونه إلى حرب من نوع آخر .. حرب من الأقوى .. من الذي يستطيع أن يغير و يؤثر في طباع و سلوك الآخر ...
كانت تقول ..{ سأروضك ..} .. و كنت أرد.. { لست بحيوان .. و تذكري دائماً إنني ندٌ لكي ..}.. كنت أقول لها { سأغلبك ..} .. وكانت ترد { لست بضعيفة و لم يغلبني شاب من قبل ..}..و بقينا هكذا .. حرب لغالب و مغلوب بالتبادل !!!.. وبعدها تعب كلانا .. و وصلنا إلى مفترق الطرق .. نقطة اللاتلاقي ..
وكان آخر حوار بيننا..{ لابد أن نفترق ..} .. وكان ردي { لنفترق .. واذهبي أنتِ و ابحثي عن أشقر أو أسمرٍ آخر يرضي طموحك و غرورك معاً .. ابحثي عن عينان زرقاوان أو خضراوان .. سوداوان أو حتى عن علبة الوان للعيون ... ابحثي عن عينان غير عيناي السوداوان .. تلك التي كنتِ تري منها الدنيا زاهية الألوان جميلة ومتفائلة ..عيون أخرى تتغزلين بها بعد عيناي الصادقتان .. اذهبي ولا تتذكريني ثانية ً.. لأنني سأنساكِ ولن أتذكركِ ما حييت .. }..
و قالت بعدها { سيعيش كلا ًمنا حياته حتى ولو لم يكن فيها الآخر .. لن نموت إذا افترقنا ..}.. وكان ردي ..{ بالتأكيد هذا ما سيحصل .. بدون أدنى شك ..}.. و هنا اتفقنا .. على أن لا نتفق ...
مضى كل واحد منا في طريق .. أخذت هي ذات اليمين و أخذت أنا ذات اليسار ..
و ربما العكس .. كانت تمشي متريثةً وكنت اركض.. اركض .. هارباً من حبٍ لم اجنِ منه سوى الألم و الحزن و الدموع .. و قلب كسير ...
و بعد أعوام طوال .. نسيت فيها أو تناسيت ما مضى .. تقابلنا .. ولنقل وجدتني - إذا جاز التعبير - .. رأيتها ثانية أمامي
.. { أريد العودة ...}.. قالتها .. بسهولة بلع الماء .. هكذا .. وبدون خجل أو تردد أو ارتباك ..
و استسلمت للحديث مع نفسي .. أخاطبها ..في عقلي الباطن و حسب ...{ ما الذي ذكركِ بي .. بعد هذه السنوات الطويلة .. ألم تكوني حية .. ألم تعشي بدوني .. أم انه الزمن الذي أوقعك مع من كسر قلبك المصفح ..} .. قطعت صمتي بكلمات شككت أنها خرجت من فمها .. تعبر عن ضيقها من صمتي .. كلمات تحمل لهجة متكبرٍة متعالية ..
{ اشتقت لك .. السنين الماضية من دونك كانت طويلة و مملة .. أراهن بأنك أيضاً اشتقت لي .. أم ماذا ؟؟؟!!!..}..عدت اكلم نفسي ..{ اشتقتِ .. أتعرفين أنت معنى الشوق أصلا ً.. أحقاً اشتقتِ لي .. أم اشتقتِ لجو المعارك الذي عشناه .. ساحة المعركة المحرقة للأعصاب المتلفة للمشاعر و المستهلكة للأحاسيس ...}.. قاطعتني ثانية ..{ مازلت احبك .. صدقني .. لننسى ما مضى ..}.. الغريب أنها تتكلم و في عيناها دموع .. صدقوني أنا لا اعرف مغزاها .. ولا اصدق أنها نسيت ذكائي لمجرد الابتعاد عني .. و بلهجةٍ صارمة .. صرخت في قلبي ..{ لا.. لا يا قلبي مُحال .. لا تستسلم لتلك
النظرة ثانية .. لا تصفح عنها .. لا تجعلها تنجح في كسب ودادك ثانية .. فأنت مازلت
مجروح .. مكسور .. لا تظن إن الدواء لظيم جرحك عند من جرحك .. أيعقل انها مازالت تحبك .. يا ذاك القلب الذي حينما قرر الانسحاب من حياة إنسانة غير مبالية بمشاعره و أحاسيسه .. انكسر وتهشم
.. ويحك يا قلبي ..أفق .. أو يعقل أن يتدفق الحب في قلب من أصابتك هكذا مرةً واحدة .. و ينسى إساءتها لك ..
انظر .. تمعن يا قلبي الشجاع في نظرة من تريد .. عيناها يغطيها الدموع و تصرخ منها نظرة وقحة يأباها كبريائك و تشجبها كرامتك ..قم ودعها يا قلبي .. أنت الرابح ..
و صدقني لن تندم ..}...
و بعدها تركتها .. تركت من جعل من قلبي عليلا ً دائم .. و من عقلي حذر متوجس و مترصد دائم .. تركتها تكمل حالة التأمل التي أصابتها من طول صمتي ولكن بمفردها...
يا لقسوة الحب الفاشل .. و التجربة الفاشلة .. مذاقها المرير يعلق في اللسان .. ولا يدع هناك فرصة لبراءة الطفولة واندفاع المشاعر أن يمارسان هيمنتهما .. و بالرغم من ذلك .. ففائدة التجربة الفاشلة اعظم من ضررها !!.. لأنها و ببساطة تجعل منا مقاتلين شرسيين لا يشق لهم غبار و لا يسقط من سواعدهم حسام .. في حرب ضروس .. حرب الحب !!!...
امل ان تحوز على رضاكم