[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فتــاوي رمضانية
المجيب محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله -
عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
وعضو هيئة كبار العلماء
والمصدر :
كتاب 48 سؤالاً في الصيام للشيخ محمد بن صالح العثيمين
السؤال
ما القول في قوم ينامون طول نهار رمضان وبعضهم يصلي مع الجماعة
وبعضهم لا يصلي.
فهل صيام هؤلاء صحيح؟
الجـــواب
صيام هؤلاء مجزئ تبرأ به الذمة ولكنه ناقص جدًّا،
ومخالف لمقصود الشارع في الصيام
لأن الله سبحانه وتعالى قال:
{يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
السؤال
الفطر أم متابعة المؤذن؟
هل هناك دعاء مأثور عن النبي – صلى الله عليه وسلم -
عند وقت الإفطار وما هو وقته؟
وهل يتابع الصائم المؤذن في الأذان أم يستمر في فطره؟
الجـــواب
نقول إن وقت الإفطار موطن إجابة للدعاء لأنه في آخر العبادة
ولأن الإنسان أشد ما يكون غالباً من ضعف النفس عند إفطاره.
وكلما كان الإنسان أضعف نفساً وأرق قلباً
كان أقرب إلى الإنابة والإخبات إلى الله عز وجل.
والدعاء المأثور: "اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت".
ومنه أيضاً قول النبي عليه الصلاة والسلام:
"ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله".
وهذان الحديثان، وإن كان فيهما ضعف لكن بعض أهل العلم حسنهما.
وعلى كل حال: فإذا دعوت بذلك، أو بغيره عند الإفطار فإنه موطن إجابة
وأما إجابة المؤذن وأنت تفطر فنعم مشروعة
لأن قوله عليه الصلاة والسلام: "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول"
يشمل كل حال من الأحوال إلا ما دل الدليل على استثنائه،
والذي دل على استثنائه إذا كان يصلي وسمع المؤذن؛
لأن في الصلاة شغلا، كما جاء به الحديث.
على أن شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمة الله عليه – يقول:
إن الإنسان يجيب المؤذن ولو كان في الصلاة لعموم الحديث،
ولأن إجابة المؤذن ذكر مشروع ولو أن الإنسان عطس وهو يصلي يقول:
الحمد لله، ولو بشر بولد أو بنجاح ولد وهو يصلي يقول: الحمد لله،
نعم يقول الحمد لله ولا بأس،
وإذا أصابك نزغ من الشيطان وفتح عليك باب الوساوس فتستعيذ بالله منه وأنت تصلي.
لذا نأخذ من هذا قاعدة:
وهو أن كل ذكر وجد سببه في الصلاة فإنه يقال؛
لأن هذه الحوادث يمكن أن نأخذ منها عند التتبع قاعدة.
لكن مسألة إجابة المؤذن – وشيخ الإسلام ابن تيمية يقول بها –
أنا في نفسي منها شيء، لماذا؟
لأن إجابة المؤذن طويلة توجب انشغال الإنسان في صلاته انشغالاً كثيراً
والصلاة لها ذكر خاص لا ينبغي الشغل عنه.
فنقول: إذا كنت تفطر وسمعت الأذان تجيب المؤذن.
بل قد نقول: إنه يتأكد عليك أكثر لأنك تتمتع الآن بنعمة الله
وجزاء هذه النعمة الشكر ومن الشكر إجابة المؤذن فتجيب المؤذن
ولو كنت تأكل ولا حرج عليك في هذا.
وإذا فرغت من إجابة المؤذن فصل على النبي – صلى الله عليه وسلم – وقل:
اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة
وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته.
السؤال
هل لقيام رمضان عدد معين أم لا ؟
الجـــواب
ليس لقيام رمضان عدد معين على سبيل الوجوب,
فلو أن الإنسان قام الليل كله فلا حرج , ولو قام بعشرين ركعة أو خمسين ركعة فلا حرج
ولكن العدد الأفضل ما كان النبي ,صلى الله عليه وسلم يفعله وهو
إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة
فإن أم المؤمنين ، عائشة سُئلت :كيف كان النبي يصلي في رمضان ؟
فقالت : لا يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة ,
ولكن يجب أن تكون هذه الركعات على الوجه المشروع ,
وينبغي أن يطيل فيها القراءة والركوع والسجود والقيام بعد الركوع
والجلوس بين السجدتين , خلاف ما يفعله الناس اليوم
يصليها بسرعة تمنع المأمومين أن يفعلوا ما ينبغي أن يفعلوه ,
والإمامة ولاية , والوالي يجب عليه أن يفعل ما هو أنفع وأصلح .
وكون الأمام لا يهتم إلا أن يخرج مبكراً هذا خطأ ,
بل الذي ينبغي أن يفعل ما كان النبي , صلى الله عليه وسلم يفعله ,
من إطالة القيام والركوع و السجود و القعود حسب الوارد,
ونكثر من الدعاء والقراءة و التسبيح وغير ذلك .
السؤال
بعض الأشخاص يأكلون والأذان الثاني يؤذن في الفجر لشهر رمضان ,
فما هي صحة صومهم ؟
الجـــواب
إذا كان المؤذن يؤذن على طلوع الفجر يقيناً فإنه يجب الإمساك
من حين أن يسمع المؤذن فلا يأكل أو يشرب .
أما إذا كان يؤذن عند طلوع الفجر ظناً لا يقيناً كما هو الواقع في هذه الأزمان
فإن له أن يأكل و يشرب إلى أن ينتهي المؤذن من الأذان .
السؤال
ما هو السفر المبيح للفطر ؟
الجـــواب
السفر المبيح للفطر وقصر الصلاة هو (83 ) كيلو ونصف تقريبا
ومن العلماء من لم يحدد مسافة للسفر بل كل ما هو في عرف الناس سفر فهو سفر
ورسول الله كان إذا سافر ثلاثة فراسخ قصر الصلاة
والسفر المحرم ليس مبيحا للقصر والفطر لأن سفر المعصية لا تناسبه الرخصة
وبعض أهل العلم لا يفرق بين سفر المعصية وسفر الطاعة لعموم الأدلة والعلم عند الله .
السؤال
خروج الدم من الصائم هل يفطر ؟
الجـــواب
النزيف الذي يحصل على الأسنان لا يؤثر على الصوم
ما دام يحترز من ابتلاعه ما أمكن ,
لأن خروج الدم بغير إرادة الإنسان لا يعد مفطرا
ولا يلزم من أصابه ذلك أن يقضي ,
وكذلك لو رعف أنفه واحترز ما يمكنه عن ابتلاعه
فإنه ليس عليه في شيء ولا يلزمه قضاء .
السؤال
ما حكم استعمال الصائم الروائح العطرية في نهار رمضان ؟
الجـــواب
لا بأس أن يستعملها في نهار رمضان وأن يستنشقها
إلا البخور لا يستنشقه لأن له جرما يصل إلى المعدة وهو الدخان .
السؤال
هل يجوز للصائم أن يقبل زوجته ويداعبها في الفراش وهو في رمضان ؟
الجـــواب
نعم يجوز للصائم أن يقبل زوجته ويداعبها وهو صائم
سواء في رمضان أو في غير رمضان ولكنه إن أمنى من ذلك فإن صومه يفسد
فإن كان في نهار رمضان لزمه إمساك بقية اليوم ولزمه قضاء ذلك اليوم ,
وإن كان في غير رمضان فقد فسد صومه ولا يلزمه الإمساك
لكن إذا كان صومه واجبا وجب عليه قضاء ذلك اليوم
وإن كان صومه تطوعا فلا قضاء عليه .
السؤال
يقول الرسول عليه الصلاة والسلام :
(( تسحروا فإن في السحور بركة )).
فما المقصود ببركة السحور ؟
الجـــواب
بركة السحور المراد بها البركة الشرعية و البركة البدنية
أما البركة الشرعية منها امتثال أمر الرسول والاقتداء به
وأما البركة البدنية فمنها تغذية البدن وتقويته على الصوم .
السؤال
ما حكم المسلم الذي مضى عليه أشهر من رمضان يعني سنوات عديدة
بدون صيام مع إقامة بقية الفرائض وهو بدون عائق عن الصوم
أيلزمه القضاء إن تاب ؟
الجـــواب
الصحيح أن القضاء لا يلزمه إن تاب
لأن كل عبادة مؤقتة بوقت إذا تعمد الإنسان تأخيرها عن وقتها بدون عذر
فإن الله لا يقبلها منه ,وعلى هذا فلا فائدة من قضائه
ولكن عليه أن يتوب إلى الله عز وجل ويكثر من العمل الصالح
ومن تاب تاب الله عليه .
السؤال
المريض مرضا مستمرا ماذا يفعل ؟
الجـــواب
إذا كان المريض بمرض يرجى برؤه فإنه يقضي ما فاته أثناء مرضه ,
وأما إذا كان مريضا لا يرجى برؤه
فإنه يطعم عن كل يوم مسكينا ربع صاع من البر أو نصف صاع من غيره
أما إذا قال له الطبيب إن صومك يضرك في أيام الصيف
فنقول له يصوم ذلك في أيام الشتاء ,
وهذا تختلف حاله عن الذي يضره الصوم دائما والله أعلم .
السؤال
ما حكم من جامع امرأته في نهار رمضان ؟
الجـــواب
إن كان ممن يباح له الفطر ولها كما لو كان مسافرين فلا بأس في ذلك
حتى وإن كانا صائمين ,
أما إذا كان مما لا يحل له الفطر فإنه حرام عليه وهو آثم
وعليه مع القضاء عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين
فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا وزوجته مثله
إن كانت مطاوعة أما إن كانت مكرهة فلا شيء عليها .
السؤال
من عجز عن الصوم لكبر أو به مرض مزمن قد يصعب علاجه فماذا عليه ؟
الجـــواب
من عجز عن الصوم لكبر أو مرض لا يرجى زواله لم يجب عليه الصوم
ووجب عليه أن يطعم عن كل يوم مسكينا مما يطعم الناس من البُر أو غيره .
السؤال
إذا احتلم الصائم في نهار الصوم من رمضان فما حكم صومه ؟
الجـــواب
إذا احتلم الصائم في نهار الصوم لم يضره لأنه بغير اختياره
والنائم مرفوع عنه القلم .
السؤال
النظر إلى النساء والأولاد المُرد هل يؤثر على الصيام ؟
الجـــواب
نعم كل معصية فإنها تؤثر على الصيام
لأن الله تعالى إنما فرض علينا الصيام للتقوى :
(( يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون))
وقال النبي صلى الله عليه وسلم
( من لم يدع قول الزور والجهل والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه)
وهذا الرجل الذي ابتلى هذه البلية نسأل الله أن يعافيه منها هذا لاشك أنه يفعل المحرم
فإن النظر سهم من سهام إبليس والعياذ بالله ، كم من نظرة أوقعت صاحبها البلايا
فصار والعياذ بالله أسيراً لها كم من نظرة أثرت على قلب الإنسان
حتى أصبح أسيراً في عشق الصور ،
ولهذا يجب على الإنسان إذا ابتلى بهذا الأمر أن يرجع إلى الله عز وجل
بالدعاء بأن يعافيه منه ،
وأن يعرض عن هذا ولا يرفع بصره إلى أحد من النساء أو أحد من المرد
وهو مع الاستعانة بالله تعالى واللجوء إليه وسؤال العافية من هذا الداء
سوف يزول عنه إن شاء الله تعالى .
يتبـــــع
دعـــاء اليوم
اَللّهُمَّ ارْزُقْني فيهِ طاعةَ الخاشعينَ ،
وَ اشْرَحْ فيهِ صَدري بِانابَةِ المُخْبِتينَ ،
بِأمانِكَ ياأمانَ الخائفينَ .
تحياتي و تقديري[/align]