كنت فيسيارتي و معي أحد الشباب , مر من أمامنا شاب بسيارته و قد رفع مكبر الصوت بالأغانيفلما حاذيناه رفعت يدي أسلم عليه , قال صاحبي : تسلم عليه ؟! هذا لا يستحق السلام
قلت : سبحان الله و هل كفر هذا الشاب ؟!! نعم إنهيستمع إلى الأغاني التي حرمها ربنا و أيضاً آذى الناس برفع مكبر الصوت .. لكنه يبقىمسلم و قد اخطأ
قال : انا اريد أن يعلم أننا لا نسلم عليه لأنه اخطأ و فعل معصية و لاينبغي السلام عليه تقريعاً له
قلت : يا أخي و حبيبي ينبغي أن لا نعالجالخطأ بالخطأ .. فالدعوة حب و شفقة إن سلامي عليه له مقصد غير الذي ذهبتإليه أنت .. إنني اريد أن يعلم أننا إخوانٌ له لا أعداء مهما فعل ..
و ما يدريكلعله خجل من سلامي عليهو السلام لربما جعله يفكر و يتساءل في داخله لماذا يسلم علي هذاالملتحي و أنا افعل أمراً لا يرضاه ؟؟ فتقودهتلك الأسئلة إلى تفكيرهادئ و عاقل فيستحي من هذا الفعل و يترك ما يغضب الله
تدرون احبتيماذا حدث بعد ذلك .. أصبح هذا الشاب لا يمر علي إلا وهو يرفع يديه مسلماً قبل أنابدأه و لم اسمع مكبر الصوت في سيارته من حينها
بل وقفنا مرة في أحد المطاعم الشهيرة فيمدينتي الصغيرة و دفع الحساب <<< هذي استانست عليها ( اضحك لا تصدقون)
و أصبحت بينيو بينه علاقة طيبة .. و في إحدى المرات ذكرت له شيئاً من أمر الأغاني و لماذا هيمحرمة و لم اقل مباشرة إنها حرام .. بل بينت له لماذا حرمت ,, فقبل مني و شكرني(لأن النصيحة واجبة)
تأملوا أحبتي هذا الموقف و كيف قاد إلى ما أحبه و يحبه ذلك الشاب بل والكل محب لذلك تخيلوا لو أنني لم اسلم عليه و لم ابتسم له و تهجمت عليه بالكلام , ماذا سيحدث و ماهي النتيجة .. الجميع يعرف ...
المشكلة التي تحزنني دائماً : أن بعض الشباب الغيورين يقوم بالنصيحة في غير وقتها و بأسلوب جاف شديد .. فيرد صاحب المعصية برد غير مقبول و ربما تأخذه العزة بالإثم كما قال الله ( و إذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ) فالسبب في هذا الرد ليس من الشاب العاصي إنما من الشاب الناصح لأنه لم يحسن اللفظ و لا الوقت و لا الأسلوب ... تلطفوا مع الشباب و لينوا النصيحة معهم .. فالنفوس تعودت على اللطف و الأسلوب الراقي و هو ما يجعلها تذعن و تستجيب و إذا كان الله قد أمر موسى عليه السلام و اخوه هارون عندما ارسلهما إلى فرعون الطاغية و المتكبر قال لهما و أمرهما بنصحه و ارشاده و اللطف معه .. مع انه كافر و طاغية قال الله(اذهبا إلى فرعون إنه طغى - فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى) فهذا مع فرعون الطاغية الذي قال أنا ربكم الأعلى أمرهما أن يتعاملوا معه باللطف و اللين .. فكيف بإخواننا المسلمين و أهلنا.
تذكروا أن الدعوة إلى الله حب
و لا يغيب عنكم حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم((بشروا و لا تنفروا))