جريدة البيان
قدمت موظفة تقاعدت تواً من الخدمة في وزارة الدفاع الأميركية صورة نادرة لأساليب عمل ما وصفته بالمنظمة التي تعمل داخل الإدارة والتي تتحكم في صياغة الاقتراحات السياسية التي تقدم لمسئوليها الأساسيين بشأن السعودية والعراق وإسرائيل.
ونشرت الموظفة وتدعى كارين كياوتكوفسكي مقالاً مختصراً في جريدة «هيوستن كرونيكل» التي تنشر في تكساس قالت فيه إن ما رأته «كان مروعاً ويدعو إلى التقزز فضلاً عن كونه مخالفاً للأنظمة الصحيحة ولقواعد الانضباط».
واعترفت كياوتكوفسكي بأنها كانت مؤيدة متحمسة للإدارة الجمهورية وأنها احتفلت حين فاز الرئيس جورج بوش بالرئاسة، إلا أنها أضافت أن الفترة التي قضتها في مكتب وكيل وزارة الدفاع للشئون السياسية وللشرق الأوسط وجنوب آسيا والخطط الخاصة (دوغلاس فيث) غيرت موقفها بصورة كاملة، وذلك حين رأت كيف تعمل تلك المنظمة غير المعلنة التي تمتد بين موظفي وزارة الدفاع ومجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية.
وأوضحت الموظفة أن فيث ونائب الوزير بول وولفيتز عزلا كل من لا ينتمون إلى ذلك التنظيم وأبقياه خارج دائرة الحوار والاطلاع بمن في ذلك مسئولون يحتم عليهم موقعهم معرفة ما يدور.
وقالت كياوتكوفسكي إن رئيس مكتب الشئون السعودية في وزارة الدفاع لم يعرف مثلاً بأن ريتشارد بيرل ـ وهو واحد من ذلك التنظيم وقد سبق أن شغل موقع رئيس مجلس الدفاع الاستشاري ـ وجه الدعوة لباحث يدعى لورانت مورافيك لعرض ورقة عن السعودية يتهمها فيها بأنها العدو التالي للولايات المتحدة ـ إلا من صحيفة «نيويورك تايمز».
وأضافت الموظفة أن رئيس المكتب المذهول حاول دون طائل الحصول على نص ورقة ذلك الباحث للرد على الأسئلة التي توجه إليه بعد نشر تقرير «نيويورك تايمز» دون طائل أيضاً، وذلك على نحو يوضح مدى العزلة التي فرضها بعض مسئولي الوزارة على موظفيها «المحترفين»، أي الذين ليسوا المعنيين بقرار سياسي.