بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
المتأمل لأوضاع العالم العربي والإسلامي اليوم وما تتميز من تبعية ومهانة وضعف وهوان وإبتعاد فاضح عن القرأن الكريم والسنة النبوية المطهرة,يدرك لامحالة معنى قول رسول الله عليه الصلاة والسلام,وهو يتنبأ لصحابته الكرام رضوان الله عليهم بما سيؤول إليه حال المسلمين,لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القدة بالقذة حتى لودخلوا جحر ضب,لدخلتموه قالو:يارسول الله,اليهود والنصارى؟ٌقال:فمن؟
إن الإقتداء بالغرب الصليبي الحاقد في سلوكاته وتصرفاته وعاداته وأعرافه وقوانينه,يبدو أوضح ما يكون في واقعنا المعاش حاليا,فقد تخلينا عن موارثناالدينية والحضارية الأصلية على مستوى التصور والممارسة
والمعتقد,وفضلنا الإرتماء في أحضان ثقافة غريبة عنا,تعلن في كل لحظة وساعة ويوم خصومتها لنا وعدائها لقيمنا وحقدها لإنتمائنا وولائنا,حتي وإن كان مهتزا مهترئا,فكانت النتيجة,أن عمت حياتنا شتى مظاهر المنكر والفحشاء والمعصية والإثم
نلمس ذلك في سلوكات شبابنا وشاباتنا,في لباسهم المفضوح,وزيهم المنبوذ,وعقلهم البليد,ونفوسهم العليلة,المريضة,وتمثلنا بأوضح صورة ممكنة ما حذرنا منه الرسول عليه الصلاة والسلام وحذر صحابته قائلا:لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقدة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالو:يارسول الله:اليهود والنصارى,قال فمن؟
لقد سلمنا أمورنا ومقاليدنا طواعية لليهود والنصارى ,وتأسينا بممارساتهم ومعاملاتهم وسلوكاتهم ,بالشكل الذي مسخ شخصيتنا,فتحول إعلامنا إلى ما يشبه إعلامهم,عري وفضح ومناكر تذاع على الملأ دون خوف من الله وإقتصاد ربوي ماحق ,أنزل على رؤوسنا البلايا والفتن والأزمات,وأنماط حكم وتسيير لاتكاد تفرق بينها وبين السائد في أمريكا وفرنسا وبريطانيا,ونظام حياتي غريب إختلط فيه الحلال بالحرام,والمعصية بالطاعة,فدفعنا ثمن ذلك غاليا,من عزتنا وقوتنا وتميزنا وخيريتنا التي كنا نتباهى بها بين الأمم ,فأي سخط وغضب من الله أكبر مما هو نازل علينا اليوم,وقد تحولنا إلى فريسة سهلة بيد الغرب الصليبي الحاقد والكيان الصهيوني المغتصب
أما أن, أن تعود أمة الإسلام لما يجب أن تعود إليه
والأيام ستثبت إما أن نعود وإما أن لانعود