السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدُ لله وكفى , وسلامٌ على عباده الذين اصطفى , وبعدُ :
نحن - معشر الإخوة - غرباء , عابرو سبيلٍ في هذه الدنيا , وعمَّا قريبٍ لابدَّ من الرحيل إلى الحساب
بين يدي الله تعالى , فهل نقضي هذه الحياة فيما لا ينفعنا ويعود علينا بالخير ؟!
أخي : أنتَ ضيف في هذا المنتدى وغيره من المنتديات .. فإياكَ أنت تكون مفتاحاً للشر مغلاقاً للخير ..
فأنت على ثغرة .. فإيّاك إيّاك !
أنت تمثل الإسلام في عيون الآخرين الذين يطرقون المنتدى .. فَدَعْ عنك الكِبْرَ , والعصبيةَ , والهوى ,
والإعجابَ بالرأي ..
أخي : المنتدى للخيرِ ؛ وليس للشرِّ .. للهداية ؛ لا للغواية .. للترشيد ؛ لا للتضليل .. لرفع كلمة الله
تعالى ؛ وليس لرفع ما تشتهيه الأنفس وما تهواه .
أخي : الأصلُ فيمَن يطرق منتداكم الإسلامُ ؛ فحقُّه عليك : الرفقُ به ولينُ الجانب ؛ ففي الصحيح منْ حديث أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - : (( إن اللهَ رفيقٌ , يحبُّ الرفقَ في الأمرِ كلِّهِ )) , (( ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنفِ )) , (( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانَهُ , ولا ينـزع من شيء إلا شانَهُ )) .
أخي : عليكَ بالرفقِ .. إذا ما أردتَ أن تردَّ على أخٍ في أيِّ طرحٍ له , رأيتَه مخالفاً لِمَا تراه , فارفقْ
به , وإياكَ والتعنيفَ .. لا تعالِجِ الخطأَ بالخطأ , عالجْه بالتصويب مصاحباً الحكمة .
أخي : هل رأيتَ طبيباً يسيء الأدبَ إذا ما أساء المريضُ أدبَه معه ؟!
أخي : تبوأتَ مقامَ الترشيد , وبذلك تكون قد أثقلتَ كاهِلَك , فعليك أن تتحمل مسؤوليةَ الإرشاد .
أخي : لستَ الذي لا يخطئ ؛ فكلُّنا ذوو خطأ .. ومَن ذا الذي ما ساء قط ... ومَن له الحسنى فقط ؟
يؤلمني وكلُّ غيور , ما نراه من مشاجراتٍ كلامية , لا داعي لها .. حتى تصل إلى الملاعنة .. فهل هذا
من أدب الإسلام ؟
هذا وراء الشاشات والمفاتيح , فكيف إذا كان الأمر معاينة ؟!
أليس المنتدى للإرشاد .. فَعَلامَ الشدّةُ والقسوةُ والمفاصلةُ ؟!
كأنك أوتيتَ علمَ الأولين والآخرين , وأنتَ لَمَّا تبلغِ الحلمَ في العلم !
أخي : لماذا أنتَ المصيب دائماً ؟ .. لماذا لا تقبل النصحَ من الآخرين ؟ .. لماذا تظن سوءَ الفهم
وقصورَ العلم في الآخرين ؟
أمَا سمعتَ قولَ الله تعالى فيما يرويه النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ربِّه - جلّ وعلا - في الحديث
الإلهي : (( ورحمتي سبقت غضبي )) ؟
أخي : كُنْ رحيماً .. رفيقاً بإخوانِكَ .. وإلا .. دعِ الخلقَ للخالق !
أقول هذا تحذيراً لمن لَم يقع فيه .. وأقوله تنبيهاً لمن وقع فيه أو يوشك أن يقع فيه .. ولا أبرئ نفسي .. فأنا أسير الخطايا .. فكَّ اللهُ أسرَنَا .. فالمأسورُ مَن أَسرَه هواه , والمحبوسُ مَن حُبس عنِ الله ..
حتى تبقى في منتدانا
أخي : عليكَ بِحُسْنِ الخُلُق .. عليكَ بِحُسْنِ الخُلُق .. عليكَ بِحُسْنِ الخُلُق ..
فقد قال اللهُ تعالى : (( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )) سورةُ القَلَم 4
حتى لا يسقط منتدانا !
هل سمعت قولَ الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - : " وددتُ لو نُسبَ هذا العلمُ إلى غيري " !
وكان يقول - رحمه الله تعالى - لصاحبه : لا يفسد اختلافنا ما بيننا من المودة !
أخي : راعِ آدابَ الاختلاف , ولا تفجر في الخلاف , ولا تفرح بإفحام الخصم في الخلاف ..
أمَا سمعتَ الشافعي - رحمه الله تعالى - : " ما جادلتُ أحداً إلا وتمنيتُ أنْ يُظهرَ اللهُ الحقَّ على لسانِه !
أخي : هل ترتقي إلى مدارج الكمال في الخلاف , أم تؤثر الفجورَ في الخصام ؟!
أخي : هل سألتَ اللهَ تعالى أن يحفظ لنا منتدانا من كيد الكفار قاطبة ؟!
إنْ لَمْ تفعلْ , فادعُ .. حتى يبقى منتدانا .
أخي : مشاركتُك مِنْ جهادِ الكلمة , وهي أقربُ إلى الإخلاص حيث لا تُعرفُ , فقد كان بعضُ السلف
يجري دمعُه على خدَّيْهِ منْ خشيةِ الله - وبجانبه امرأتُه - لا تشعرُ به !
أخي : لا تثقلْ منتدانا بكلِّ غثٍ وسمينٍ .. اخترْ - إن كنتَ مِمَنْ يحسنُ الاختيارَ - ما يعودُ علينا جميعاً
بالخير .. ودعْ عنك سفاسفَ الأمورِ , وعليك بمعاليها ..
أخي : إيّاك أنْ تثيرَ معضلاتِ المسائل .. ولا تطرحْ ما يصعبُ فهمُه على العامة .. اهتمَّ بقضايا الأمة
العامة , وإياكَ وإشغالَ روّادِ المنتدى بقضايا الخاصة !
أخي : دعِ السياسةَ لأهلها , والفقهَ لأهله , وكلَّ أمرٍ إن كنتَ لا تحسنُه ..
أخي : أمرُ الأخبارِ كنْ على فقهٍ في بثِّها ..
أخي : قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : " العلمُ إمّا نَقْلٌ مصدَّق ، وإمّا استدلال محقَّق " ..
فلا تأتِ بما هبَّ ودبَّ !
منقوووووووووووووول للفائده