لقد استبان لى 19
سيد يوسف
1/لقد استبان لى أن الظلم،والفساد : دافعان قويان للبحث عن العدل لتمتلىء الأرض بإصلاح أهل الحق عدلا ونورا ، كما أن التخلف دافع قوى لبذل مزيد
من الجهد للتنقيب عن أدمغة صالحة تستوعب آليات الوعى ومتطلباته... فالوعى – وحده- دون تضحية تصحبه لا قيمة له.
2/لقد استبان لى أن الاستقامة الصادقة يصحبها دوما مستقبل مشرق وإن بدا حينا من الدهر غامضا لكنها سنة المدافعة التى قال عنها القرآن :
(وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ *الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ) الحج 40/41
ونريد من الذين يصبرون على تلك الاستقامة أن يصبروا على أذى الجاهلين فبالصبر يبلغ المستقيمون درجة الأئمة...ألا ترون لقوله تعالى:
(وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُون)
السجدة 24
3/ لقد استبان لى أن فى قيم الإسلام فوائد إنسانية رفيعة الذوق تتحقق بتطبيقها سعادة المجتمعات وصلاحها فلو لم تكن فضائل الأخلاق _والحق إنها فى كل دين- سياجا قويا وعصمة للضمير من الانحراف فماذا تكون؟
و لقد استبان لى أن هذه القيم الإنسانية تتجاوز حدود الأوطان لتربط الإنسان بالإنسان أيا كان موقعه أو موطنه لتتحقق بها وحدة النوع الإنساني...
من تلك القيم العدل والإحسان و احترام الضمير الإنساني... والتعاون على البر والتقوى وغيرها.
4/لقد استبان لى أننا نواجه كأمة عربية وإسلامية تحديات لن تمحى من التاريخ وانه لمن غريب الأمر أن الأمم يجمعها الخطر المحدق – فكرة قصة الثور الأبيض حين أكل- وكثيرا ما تولد تلك الأخطار همة عالية يتصدرها الفاقهون فى كل جيل فهل عدمت أمتنا أولئك الفاقهين أم عجزت همة القادرين الفاقهين عن الالتحام والتوحد؟ أم قد خجلوا من حمل الراية ذلك أنهم يستشعرون أن الوحدة اكبر من طموح الجماهير؟؟
وانه لتساؤل أرجو أن تبعثره زلزلة الرجال فى ساح الوغى.
عموما لقد استبان لى أن جدال الثرثرة والترف ، والخطر يحيط بنا سذاجة عقلية ينبغى ألا ننفق فيها عمرنا... فعلى العاملين أن يعملوا دون أن يلتفتوا للأدعياء المزيفين والحقدة المثبطين فالطريق طويلة وصياحهم لن يتوقف إلا قليلا ريثما يتبعون ناعقا جديدا.
5/ لقد استبان لى أن توصيل الأفكار وإثارة وعى الآخرين ليست نافلة يزهد فيها الحريصون على مصلحة هذه الأمة....ومن السذاجة تصور أن أداة توصيل تلك الأفكار اللسان فما أسهل القول وما أصعب العمل!!
إن كلمةً دفع صاحبها دمه فداء لها لهى أبلغ ألف مرة من حكمة تتناقلها الألسنة دون أن تبلغ القلوب وتحركها للعمل الايجابي الفعال والمستمر....وشتان ما بين الكلمتين فالأولى تحيا بها الأمة والثانية تلوكها ألسنة الصبية إن عاشت اليوم ستموت غدا ذلك أنها لم تتجسد فى شخوص أصحابها...وهل يستوى من يتحدث عن الجهاد والذى يموت شهيدا؟؟لا يستوون.
6/ لقد استبان لى أنه قَلّ من يرزق عقلا حرا ونفسا قوية ليواجه قضايا أمته وقومه بعقل حر،وقلب شجاع،وإقدام جريء حتى وإن تعرض لنقد موروثاته قبل أن يهدمها – لا أن يكتفى بنقدها- الآخرون.........كما استبان لى أنه ليس من الحكمة فى شيء أن تناقش الحاضر أو الماضى متغافلا عن المستقبل .
7/ لقد استبان لى أن سلب المتميزين ميزاتهم لعيب ما فيهم دليل على نقص السالبين فما من إنسان إلا وهو يخطىء ويصيب ولقد استبان لى أن ستر عيبٍ
ما فى الفاضلين من مكارم الأخلاق وقديما قالوا كفى بالمرء فخرا أن تعد معايبه.
فى النهاية:
أسأل الله أن يهيىء لأمتنا أمر رشد تنهض فيه من كبوتها.
سيد يوسف