* ويؤذن مؤذّن ": أنّ الله يأمُركم قَصْد بيتـه "
مشكاة الرحمة
الأشْهُـرُ الحُرم تَهيْب بالرّكابِ أن أعِدّو العدّة
تَجَمّـعُوا , و شدّوا الأحزمـة , فـ الطريقة طويلة
,
ويؤذن مؤذّن ": أنّ الله يأمُركم قَصْد بيتـه "
فـ يسْرعون , وقوافلِهم يمْلأها إيْمان , وصِدق نيّـة
,
وتسييييْر القوافل , وتغيْبٌ شمْس آخرِ ذي القعدة
عشرةُ أيامِ , ما أخيَرُ منهنّ تجتَمِع أمهات العبادات , الصلاة , والصوْم , والحج !
وأي شيءِ أعظمْ ؟
,
البياض يكسوْ الأماكنْ
في الطرقات و على الأرصفـة و في كل كلّ مكان "
أي عظمـة يا الله , تلك التي يحملونها تجاهكْ ؟
تجعلهم خاضعين , ذليلين ,
وأيّ عدْلٍ ذاك الذي يجْعل الغنيّ و الفقيْر , العزيز و الذليل يقفون كـ عبدِ واحدْ !
" لبيك اللهم لبيك , لبيك لاشريك لك لبيك , إن الحمد والنعمة لك والملك , لا شريك لك "
و أهازيجُ الدعوات لا تنقطـع و الدموع لا تكاد تجفْ .
و القلوب تلك واجفة ترجو رحمتك يا الله !
هذه ملامِح عشر ذي الحجّـة , تلك التي نرقبِها , وكلّنا أمل بـ القبول والغفران
هذه العشْر التي أقسم بها الرب " وليال عشر "
,
هذه التي يتنافس عليها المتنافسون
وهذه التي يطْمَحُ ذاك المذنب بـ مغفرة تنتشله من سراديب ظلمة المعصية , إلى نور جنّة عرضها السماوات والأرض . .
اغتـنموها , فلا نعْلم , أنعوْد حينما تعوْد !