ذات يوم اردت السفر لاحد الدول فحجزت في الخطوط القطريه وذلك بسبب تواجدي في قطر
حينها دخلت المطار وإذ به مطار روعه في الجمال وبينما انتظر رحلتي بدأت اتأمل في الناس
فكان المطار يعج بالبشر من جميع الاجناس والجنسيات واستمع لهمسات ضجيج المطار
وكأنه لحننا فرنسي الرنين
وكان بجانبي شاب سعودي فإذ بإمرأه اقبلت على الشاب وقالت له هل رحلتك إلى دكا
فعقد الشاب حاجبيه غيظا وقال لها ( فارقي ما دام النفس عليكي طيبه )
المرأه لم تفهم ما قال فقالت إن كنت حاجزا لدكا فأجلس على تلك المقاعد
فنهض الشاب وطال صوته وقال انتي ما تفهمين يالله اغربي عن وجهي لا يصير امر ما تحبينه
فتعجبت الفتاه مع انها جميله جدا ومن المفروض بأن تعامل حسب جمالها اي معامله جميله
غير انها انثى فقالت وهي خائفه اوكيه اوكيه كما تريد وذهبت وهي تحدث نفسها
فقال الشاب لنفسه ( الحمد لله والله ناس ما تستحي )
والتفت إلي منتظرا اي تعليق مني
فقلت له (ليه وش فيها تلك الكراسي )
فقال لي الكراسي تلك للذي يريد الذهاب لدكا
وقلت له طيب ليه ما تروح تجلس عليها
فقال ليه شايفني بنغالي
فقلت والله ما ادري وش جنسيتك بس اللي اعرفه انك قليل ادب
فقال لي احترم نفسك ولا تغلط
فقلت انت الذي غلطت على نفسك
انظر من حولك فكل الناس تنظر اليك
فألتفت وفعلا معظم الناس كانوا ينظرون إليه نظره استنقاد
فأمسكت حقيبتي وقمت وقلت له اريد ان اذهب واجلس على تلك الكراسي
افضل من ان اجلس بجانبك ويظن الناس بأنك صديقي واشاركهم بنظرة الاستنقاد عليك
وذهبت وجلست وبعد مرور حوالي ربع ساعه إذ برجل يغمز كتفي فإذا به هو
فقلت نعم
فقال ( ما عليش ادري اني اخطيت حقك علي )
فقلت ليه تتعذر مني فأنت لم تخطي علي
إذهب وتعذر للذي اخطأت بحقه
وفعلا ذهب واتى بالمرأه في نفس المكان الذي تم النقاش وفيه
وقال انا اسف واعتذر عما بدر مني امام من اخطأت عليك امامهم
فإذ بأمرأه اظنها عراقيه فقالت ( هيش الزلم مو عيب الواحد يخطي لكن وين الشهم اللي يعتذر عن خطاه)
فأبتسمت الفتاه وحنت رأسها له وقالت قبلت اعتذارك
واقتربت من ذاك الشاب وهمست له قائلا انظر من حولك
فنظر وكلما طاحت عينه بعين احد الذين حضروا الموقف تبسموا له
فنظر إلي منشرحا مبتسما وقال( مازحا كل يوم راح اخطي عشان اعتذر )
وقلت له ( اقولك شي وما تزعل قال هه قل وقلت اقسم بالله اني احسبك بنغالي وضحك وضرب بيده كتفي )
فعلا الاعتذار من شيم الكبار
فما اجمل الاعتذار