بسم الله الرحمن الرحيم
عصـــر المنقصـــات ؟؟..؟؟؟؟؟؟
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
وفرة في زبد الأهـواء .. وندرة في باحة الروحانيات والأخلاقيات .. عصر تطابق فيه دموع الأفراح بدموع الأتراح .. من يبكي فيه يساند بالبكاء .. ولا يساند بدعم ووفاء .. ومن يضحك فيه لا تتم الضحكة إلا بدعم من خبثاء .. يضحكون معه في ظاهر ولكن يضحكوا عليه في خفاء .. النفوس فيه ميالة للانفلات متى ما تمكنت من مقابض الخيار .. تريد الدنيا بأية وسيلة دون احتراز لحلال أو حرام .. واليد إذا تعودت أن تأخذ حقا لا يحـق نجـدها دائماً تشرئب للمزيد .. ولا يهما مصادر العطاء .. إذا كانت هـي ملك لأحدهم أم هي ملك لأمـة جمعـاء .. دون وازع لضمير يستحي من الله .. وقد يكون الوازع خوفاً من عقاب رادع في الدنيا يجلب له الشقاء .. وليس الوازع من ضمير خاشع يخشى حساب رب السماء .. وتلك محنة ضمائر زرعت في الأرض فساداً .. ابتعدت الناس في هذا العصر عن مسار الدين والأخلاق والمروءة والشهامة .. وكل ساحة في العصر يشتكي العيوب والعلات والمنقصات .. حتى هناك في ساحات العدالة ومواقف الميزان امتدت أيادي التلاعب .. إلا ما ندر من ضمائر تعاتب .. أو من وازع عقيدي تمنع وتردع .. فقضـاة مأمورين وشهود تبيع ضمائرها .. وذمم تشترى وتباع .. والمحصلة في النهاية مظلومين في السجون وظالمين طلقاء .. وكم من بـرئ يقتل بوزر الآخرين .. وكم من قاتل يجول ويصول تحت حماية الأوصياء .. يقتل البرئ بوزر غيره دون أن تشفع له كثرة المحاججة .. فهو مجرم ومتهم ما دام هناك من يحسبه من الأعداء .. وفي ساحة العقيدة والأخلاقيات والتقاليد والأعراف هناك من يجتهد ليكسر حواجز الشرع دون استحياء .. همه الأوحد أن يوجد في الأرض الفساد .. وينشر الرزيلة والموبقات .. يتزمجر من قيود الحدود في الدين والأخلاقيات .. ويراها قيوداً تمنع الانطلاق نحو مفاسد الأخلاق .. يريد أن يتحرر كلياً ليعربد ويسفك الأعراض والدماء .. وتلك قيود حتى بعض منابر الملحدين تراها لازمة لتستقر المجتمعات .. والإنفلات بحجة كفالة الحريات قاتل في كل الأحوال .. فالأديان ما كانت إلا لتحمي الحقوق والأعراض وتبسيط الصراط المستقيم .. والأخلاقيات الحميدة في المجتمعات الراقية هي نقاط حمراء تمنع التعدي وجرح مقام الآخرين .. وليست الحضارة الراقية في أمة تبيح كل رغبات الفرد من خيرها وشرها بحجة كفالة حرية الفرد .. فحرية الفرد تتوقف عند حدود الآخرين .. والآخرين لهم مثل ما عليهم .. وهناك ساحات وساحات في مجتمعات العصر ينحرها سوس الإحلال والانحلال .. ومعابر الفساد أكثر كثيراَ من معابر الفضيلة والأخلاق .. ووسائل العصر في التواصل بين المجتمعات أوجدت خللاً كبيراَ في مقدرات الرقابة العينية .. إلا رقابة حافزها الضمير أو الدين أو ولي الأمر .. وهي كلها تدخل تحت مسميات الاجتهاد بالمقدور .. ولكن غير المقدور في هذا العصر يمثل بحاراً ومحيطات .. والذي يجتهد فيه هو كمن يحاول أن يمنع بكفه نهراَ يجاهر بالطوفان . وإنا لله وإنا إليـه راجعـون .