[align=center]
لم يكن في الخاطر بعد مشاهدة منظر الشباب وهم في لهوهم ولعبهم في (طعوس) أم رقيبة وتناثرهم بشكل عشوائي وارتفاع أصوات (الشلات) ومناظر السيارات التي تلونت بالأصباغ بأن هؤلاء من الممكن أن يكونوا محافظين على صلاتهم ، ولكن ما إن اقترب وقت المغيب إلا ومدت المفارش وبدأ تجمع الشباب للاستعداد لصلاة المغرب في مشهد غير كل المفاهيم التي رُسمت في أذهان كل من شاهدهم قبيل المغيب .
فعادت بي الذاكرة لزائر جزائري الجنسية زارنا في منزلنا وتحدث بكل لهفة عن صفاء العقيدة لدى الشباب السعودي ، حيث قال :
" كنت مع أحد الشباب نسير وسط تجمعات شبابية ولاحظت في أحد هذه الجلسات اعتلاء أصوات المعازف فقلت لصاحبي ألا تذهب لنصحهم ؟!! فأنت سعوديّ وقد يقبلوا منك أكثر مني فأنا مغترب ، فقال : مستحيل ولا أود أن أتلقى الإهانات منهم "
يقول هذا الجزائري :" فذهبت على بركة الله فلما اقتربت منهم لاحظت بأنهم بدؤوا بإخفاء آلات العزف احتراما لهذا الشخص الملتزم الذي اقترب منهم ، فسلمت وجلست وحدّثت ونصحت فودّعت وغادرت ولم أجد منهم إلا كل روح طيبة واحترام وتقدير وعلمت بأن رغم لهوهم وأخطائهم إلا أن عقيدتهم سليمة ولا يحتاجون إلا إلى التذكير والنصح والإرشاد ".
فعن تميم بن أوس الداري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :" الدين النصيحة ( ثلاثا ) ، قلنا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " رواه مسلم
فهؤلاء الشباب والذين يتذمر منهم غالب المجتمع بالإمكان إصلاحهم بكلمة طيبة ، وبأسلوب جميل ، والاستفادة منهم ومن جهودهم في خدمة الدين وفي خدمة الوطن .
[/align]