نتعرض في حياتنا لكثير من أذى القول و الفعل
و كثيرا ما يخطأ الكثيرون بحقنا فتتألم قلوبنا لكلام جارح أوفعل مسيء أو حتى لسوء ظن منهم اتجاهنا
فتتأصل في أنفسنا رواسب البغض و ربما الكره
اتجاههم , و نترقب لهم السوء لعل أوجاع قلوبنا تهدأ و تستكين
و هكذا نبقى في صراع بارد معهم و مع قلوبنا .
تحصل مهنا هذه الأمور لكن, لماذا لا نفكر بإيجابية و ننظر لما هو أبعد ؟
كل إنسان ليس بمنأى من تجاوزات الآخرين حتى و لو كان أشرف الأشرفين فهذا في النهاية هو امتحان للقلوب و الفطن هو يبتغي دوما أجر الله و عدله سبحانه .
لذلك أحبتي فلنتعلم عدم كره الآخرين حتى و لو كثرت إسائتهم و قست أفعالهم و اشتد أذاهم ابتغاء وجه الله تعالى .
لا أقصد التحاف الجبن و لا الصمت عن حق من حقوقنا و إنما عدم مقابلة الإساءة بالإساءة و عدم حمل الكره و الحقد و حب الإنتقام فكفى بالقلب ما يخدش صفاءه
يقول تعالى : "و لا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك و بينه عداوة كأنه ولي حميم"
و لنا في رسولنا الكريم معلم البشرية خير قدوة , فلقد أوذي كثيرا و خاصة في بداية دعوته بمكة من قريش و مع ذلك كان يدعوا لهم لا عليهم و كان دائم العفو بل و كان قلبه محبا .
أحبتي فلنقابل المسيء بابتسامة يرق بها قلبه و قلوبنا فما أجمل أن نعيش بقلب صاف نقي لا تكره عداوة و لا ذرة حقد و لندعو تعالى قائلين " اللهم لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا"
أتمنى أن تصل رسالتي لقلوبكم و إن أصبت فمن الله و إن أخطأت فمني و الشيطان.