في احدى ليالي الشتاء القارسه كنت في منزلي أترقب قُدوم صديقتي لاكمال مذاكرتنا سويا استعداداً للامتحانات , وبعد
لحظات طرقت الباب وسعدت بقدومها وبدأنا بالمذاكره حتى انتهينا , ثم أخذنا نتجاذب أطراف الحديث فيما بيننا مابين
قصه وطرفه وموقف , حتى ازداد البرد علينا وجلسنا أمام المدفئه , نرتشف كوب الشاي الساخن حتى يدفأنا قليلا
ونكمل حديثنا مع بعضنا البعض , حتى ارتابنا الجوع .
دعوت صديقتي على غرفة الطعام المجهزه بسفرة بها أصناف عديده من الأكل الشهي الساخن , كانت صديقني تتحدث
عن موقف حصل لها وكانت مندمجه معه وتكمل حديثها ولم تأكل , فطلبت منها أن تبدأ بالاكل حتى لايبرد ويفقد لذته ,
فقالت لي عباره هزّت مشاعري ( تخافين ان يبرد الاكل والفقراء يتمنون لقمه تسد جوعهم ) هنا وقفت صامته بعد
ان قالت جملتها تلك ,
أيقنت اني بنعمه عظييمه لم أكن احس بقيمتها , فحاسبت نفسي مراراً وتكراراً وأخذت عهدا على نفسي بمشاركة من
يحتاجْ يد العون ومساعدته وأن لاأسرف ابداً حتى لايحرمني اللّه من هذه النعمه لقوله تعالى {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ}
فشكرت صديقتي على كلامها الذي ايقظني من غفلتي التي كادت ان تكون سببا في هلاكي ..
اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد اذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا -
فحاسِبوا انفسكُم قبل أن تُحاسبوا .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين