أثناء عطلة نهاية الأسبوع كنت أتنقل ما بين القنوات الفضائية لأتابع ما يدور في العالم ولا أخفيكم سراً أنني في ذلك اليوم تابعت حلقة من حلقات (توم وجيري) وبعد أن انتهت تلك الحلقة حركت «الريموت» لأجد نفسي أمام قناة «المستقلة» فظننت أنني سوف أجد شيئاً مميزاً خاصة بعد متابعتي (لتوم وجيري) ولكن وجدت على الشاشة معمر القذافي وهو يتحدث في حلقة مسجلة وكعادته دائماً يتحدث عن كل شي على الكرة الأرضية.
في بداية مشاهدتي للحديث كنت أعتقد أنه يتحدث عن المشاكل الداخلية في ليبيا وهي كثيرة أو يتحدث عن معاناة الأطفال الليبيين الذين حقنوا بفيروس (الإيدز) أو يتحدث عن إعادة محاكمة الممرضات البلغاريات رغم أنفه أو يعتذر عن طرده للضيوف من بلده أو يتحدث عن مشاركته في تمويل عدد من المحاولات الإرهابية كاغتيال الزعماء وإسقاط الطائرات ليثبت أو لينفي ذلك ، وكنت أظنه يتحدث عن ابنه ومحاكمته في قضايا إنسانية وانتهاكات حقوقية أو على أقل تقدير توقعت أنه يتحدث عن المرافقات له من الجنس الناعم وسر ذلك ، ولكن للأسف وجدته يتحدث عن أمور يتحدث بها بعض العامة ، فتحدث عن الكتاب الأخضر وعن الخرائط الموجودة خلفه ، وحشر نفسه هذه المرة في أمر لا دخل له فيه لا من قريب ولا من بعيد ولا يخص بلده الذي ما زال تحت وطئته.
فتحدث القذافي عن مشاركة المنتخب السعودي في كأس العالم مع العلم أن المنتخب الليبي لم ينافس ولا يقدر على ذلك لضعف الإمكانيات والتسلط الذي تعيشه ليبيا تحت حكمه ، ولكنه رجل عرف عنه حب الشهرة فتحدث عن منتخب المملكة العربية السعودية وعن وطنية أبناءه وقال في حديثه : إن اللاعبين السعوديين عبيد اشترتهم السعودية من سوق العبيد في الخليج وهم من أصول أفريقية وأغرتهم بالمادة ليلعبوا لمنتخب بلادهم ولكنهم بلا وطنية وأشار إلى أن المملكة - حفظها الله- تتاجر في البشر (إنتهى حديث القذافي).
عند إنتهاء حديثه شعرت بمعاناة الشعب الليبي، فكيف يحكمهم شخص بعقلية هذا المخرف؟ وكيف ينشدون التطور في شتى مجالات الحياة ومن ضمنها مجال كرة القدم؟! . ولكني لا أجد إلا أن أقول ساعدهم الله وجبرهم في مصيبتهم .
أما القذافي الليبي فأقول له مع فائق احترامي لشعبه إن أبناء المملكة العربية السعودية بإختلاف أعراقهم ونسبهم وبإختلاف أشكالهم وألوانهم وبإختلاف مذاهبهم لا يسمحون لأحد بالتشكيك بولائهم ووطنيتهم في شتى المجالات ومن ضمنها كرة القدم وكل لاعبي منتخب المملكة العربية السعودية سعوديون معروفون بوطنيتهم لدى شعبهم ولدى قيادتهم ، أما الشكل فهذه سنة الله في الخلق ، خلق الأبيض والأسود ، والطويل والقصير والذكي والغبي ، والعاقل والمخرف ، ولا يمكن لأحد من البشر أن يحكم على الوطنية بالشكل إلا أنت ، قد يكون من المزعج لك ما تعيشه المملكة من رفاهية وتقدم في شتى المجالات وإنها أصبحت بفضل الله ثم جهود قيادتها الرشيدة من مصاف الدول المتطورة التي يشار إليها بالبنان ، ونتذكر دائما أن كل صاحب نعمة محسود ، ولعل هذا الحسد المستأصل في شخصك هو الذي دفعك للحديث عن المملكة ولأنك تبحث دائما عن الأضواء فان المملكة وقيادتها الحكيمة وشعبها العظيم تجاوزتك ، لأنه من المعروف أن من يهاجم العظماء فهو غر باحث عن الشهرة وأنت كذلك ...
وكنت أتمنى عليك أيها القذافي توجيه النصيحة لمنتخب بلادك والقائمين عليه وإلى أشكال لاعبيهم فلربما كان أهم الأسباب في تأخر الكرة الليبية هو أفكارك المنحرفة ، كنت أتمنى توجيه نصائحك للمنتخب الفرنسي أو الهولندي أو الأمريكي ولكن أتحداك أن تفعل ذلك فربما يكون التعامل معك من نوع آخر تفهمه أنت جيدا.
كان لديك عدة خيارات ولكن للأسف إخترت يا قذافي ليبيا الشجرة المثمرة لترميها بأحجارك المسمومة ظناً منك أن ذلك سوف يثني أبناء المملكة العربية السعودية عن بلوغ المجد.
سوف تموت وأنت تحمل أحقادك وأفكارك المسمومة وكما عهدنا أن الحية تموت وسمها في رأسها.
والله من وراء القصد ...
منقول بتصرف ..
العرض العادي
