انحنت لورا وأسندت رأسها براحتيها وغرست
أصابعها بين خصلات شعرها لأشقر الكثيف
شعرت شارلوت بشفقه عليها : لورا عزيزتي إهدائي
رفعت لورا رأسها بتوتر : كان مستعدا لتخلي عني بكل بساطه
شارلوت باستنكار : لم أتوقع أن يصل لأمر لفسخ الخطوبة
وقفت لورا تمش في بيتها المبني على احدث طراز
وهي تفرك كفيها : لا اعرف هل فعلت الصواب أم أناني تسرعت
"سكتت للحظه تستعيد فيها بعض عبارات أش لأخيره"
( لن تستطيعي العيش في مكان يبعد عن المدينة
وسهراتها وحفلاتها وكل وسائل الترفيه
وأنا لن أترك مزرعتي ولانتقال للمدينة مهما كانت
أهميته السبب بنسبة لي , أحتاج زوجة تشاركني الحياة
بكل صعوباتها وترفها وان تصبح أم حنونة لأبنائي
وتكرس وقتها لي ولهم وان تحب حياة المزرعة حتى
نتمكن من لاستمرار في حياتنا الزوجية فأنا لا أفكر بالانفصال
أبد وبهذا تكون الحياة بيننا مستحيلة (
لورا :كلا لم أتسرع فكما قال أش لن استطيع أن أعيش في
المزرعة كما انه بدا يخسر أمواله , وثروته باتت مهدده
شارلوت : لا اعرف لما وافقتِ عليه من البداية فحياته لا تناسبك أبدا
نظرة لورا إلى شارلوت صديقتها القديمة التي عاشت معها مرحلة
المراهق والشباب والشخص الوحيد الذي تأتمنه على أسرارها
لورا : ألا تعرفين السبب! المال ,,ولا تنسي انه من عائلة عريقة
وشاب وسيم وشخصية مرموقة ,, لم أجد من يحمل كل هذه المواصفات
اتكأت شارلوت بتململ : ولكنك لم تحسبي مساوئه كما حسبتي مميزاته
نظرت لورا لها نظره جانبيه :بلا حسبتها ولكن بشكل غير صحيح
لم أتوقع انه يعيش معظم وقته في المزرعة بل هنا في المدينة
أو أن أقنعه أن نبقى هنا في المستقبل لكن ,,,
شارلوت : لورا بربك مزرعة بهذا الحجم كيف يستطيع أن يديرها من المدينة
شعرت لورا بانزعاج : لا اعرف لقد تسرعت بالموافقة على الخطوبة
وأضعت العديد من الفرص المناسبة
شارلوت : هل تذكرين السيد جيمس باركر المليونير
أنعقد جبين لورا :آآآآه ,, لا تذكريني بحماقتي كان مستعد لفعل
أي شيء من اجلي واضعته من يدي من اجل أش كم كنت حمقاء
"أطبقت لورا على شفتيها بتوتر "
لقد انتهى لأمر لان ولا أريد أتفكير فيه فقد علمت انه تزوج منذ
عام من إحدى نجمات السينما
ابتسمت شارلوت : ولكن مالا تعرفيه أنهم انفصلوا منذ مده
نظرت لورا إليها بدهشة : متى حدث هذا؟
شارلوت : منذ أسابيع فقط
أخذت لورا تفكر قليلا : حقاً لم اسمع بهذا لأمر
نظرت لها شارلوت وعينها تلمع بدهاء : هل تودين أن نحظر
إحدى الحفلات فنراه صدفه؟ همم ما رأيك ؟
ابتسمت لورا بخبث : بكل سرور تعرفين أني أحب الصدف الجميلة
وضحكتا معاً وبدأتا التخطيط للحفلة المقبلة
نزلت ليزا لتناول لإفطار برفقة بيير ومن ثم التوجه للحديقة
التي شارفت على لانتهاء وأصبحت جميلة جدا ً
دخلت ليزا إلى غرفة الطعام مبتسمة لبيير
ليزا : صباح الخير تبدو نشيطا ً
ابتسم بيير : لقد نمت جيدا الليلة الماضية , لم انم هكذا منذ مده
جلست ليزا واقتربت تريزا تصب لها العصير
ليزا : شكرا تريزا
بيير : بعد لانتهاء من الإفطار نكمل العمل في الحديقة
ونخرج في نزهه ما رأيك
شعرت ليزا بسرور : آوه اجل كم أود هذا
بدأت ليزا تتناول لإفطار بينما كان بيير يشرح لها
لاماكن التي سوف يصطحبها إليها عندما دخلت عليهم
ماري حاملة إبريق القهوة
ماري : أنسه ليزا أتصل الطبيب جاك, وهو يطلب التحدث إليك
شعرت ليزا بالقلق : يريدني أنا ؟
ماري :أجل يمكن أن تكلميه في مكتب السيد أش
وقفت ليزا بتوتر : حسنا ً " ولتفتت إلى بيير الذي بدا مستغرباً "
لا تذهب بدوني إلى الحديقة سأعود حالا "وابتسمت له "
ابتسم بيير ورفع يده اليمنى يقسم على ذالك : أعدك أني لن أتحرك
من على هذا الكرسي حتى تعودي آنستي الجميلة
ضحكت ليزا لتصرفه وخرجت متوجهة إلى مكتب أش
شعرت برهبة وهي تدخل وكأن صاحبه لا يزال جالس خلف كرسيه
يملا المكان هيبتاً ,ملئت رائحة عطره المختلطة برائحة الكراسي الجلدية
أنفسها فسببت لها رعشه خفيفة ,أقترب من الهاتف ورفعة السماعة
ليزا : مرحبا ً
جاك : مرحبا ً آنستي كيف حالك
ليزا : بصحة ممتازة شكرا لك
جاك : جيد لقد عرفت من الخادمة أن السيد أش غائب عن القصر
ليزا : اجل لقد ذهب إلى المدينة لإنهاء بعض الأعمال
ما لأمر هل حدث شيء ما ؟
أطلق جاك تنهيده صغيرة : حسنا ً ,أجل لقد حدث شيء ما
,,لقد أفاق جيرمي البارحة
شعرت ليزا بقلبها يعتصر الدم ويدفعه بقوه وبدقات قلبها تتصاعد
حتى شعرت به ينبض في جوفها ورعش سرت في أطرافها
جلست ليزا على كرسي أش وحاولت أن تستجمع قوتها
أخرجت صوتها بصعوبة : هل قلت أن جيرمي أفاق ؟
جاك : اجل لقد أفاق ولكن يجب أن يعرف أش بالأمر أولا
شعرت ليزا بالاستغراب : لماذا ؟
جاك : لقد طلب أش أن يتحدث إليه أولا
شعرت ليزا بتوتر : لماذا ؟ هل هناك ما يخفيه عني ؟
جاك : لا اعرف لقد أجريت اتصال عبر هاتفه المحمول ولكنه
لم يجبني واعتقدت أني سأجده في مكتبه
ليزا : هل سأل جيرمي عني ؟ هل قال أي شيء ؟
لم يعرف جاك بما يجيب : كلا لم تسمح حالته بأن يسأل
أفاق لبعض الوقت فقط , ولكنه بخير لان
ليزا : هل استطيع زيارته دكتور جاك ؟
سكت جاك للحظه : أجل يمكنك هذا
وقفت ليزا يملئها لأمل :سآتي حالا إلى ألقاء
جاك : إلى إلقاء
أقفلت ليزا الهاتف وتوجهت إلى الباب مسرعة وعندما
وضعت يدها على مقبض الباب تذكرت "بيير"
(انه لا يعرف الحقيقة ماذا افعل هل اخبره؟
كلا لقد طلب أش أن نكتم لأمر ولكن بيير شقيقة
آوه أش لماذا لم تتصل بنا حتى لان !!!!)
" وقفت ليزا حائرة ماذا تفعل فلمعت في ذهنها فكره " ماري"
وخرجت مسرعة إلى المطبخ لتجد ماري تعد العجين لعمل الفطائر
ليزا : ماري أريد مساعدتك
لتفتت ماري إلى جهة الصوت مستغربة: ماذا هناك؟ وبماذا أساعدك؟
ليزا : أريد التحدث إلى السيد أش هل تعطيني رقم هاتفه المحمول
ماري : بطبع ولكن لماذا هل حدث شيء ؟
ليزا : اجل لقد حدثت بعض التطورات ويجب أن أستشيره في أمر ما
ماري : حسنا الرقم هو *******
طبعت ليزا قبلة على خد ماري : أشكرك عزيزتي
ضحكت ماري من تصرف ليزا العفوي وعادت لتكمل عملها
خرجت مسرعة إلى غرفة المكتب
حملة الهاتف وأجرت لاتصال ثم نظرت إلى ساعة البندول
عضت على شفتها السفلى وهي تفكر
"أنها 8 صباحا أتمنى أن لا يكون الوقت مبكراً بنسبتي له "
وبعد لحظه جاء صوت أش العميق هدئ ناعم عبر أثير لأسلاك
كان أش يتصفح الجريدة وقد أنها قهوة الصباح : مرحباً
شعرت ليزا بالخجل ولارتباك فخرج صوتها مرتعشا ً
ليزا : مرحباً كيف حالك سيد أش أنا ليزا آآ اقصد توم!,,ولكن ليزا
"شعرت ليزا بالإحراج والحماقة لارتباكها "
غطت عينيها بيدها لأخرى " يا إلاهي ما الذي قلته
ابتسم أش عندما عرف هوية المتصل : أممم ,, اعتقد أن ليزا اسم
جميل من اختاره لكي ؟
أنزلت ليزا يدها وهي تبتسم لأنه استطاع التعرف عليها
ليزا : أنا اخترته,, هل أعجبك حقا ؟
أش :بتأكدي, كان يجب أن أفكره في هذا لأمر من قبل
ونختار اسم يناسبك ,أحسنتي لاختيار
ابتسمت ليزا وشعرت بوجنتيها تشتعلان خجلاً
ليزا : أشكرك "سكتت لحظه :سيد أش لقد حصل أمر ما
شعر أش بالاهتمام : وما هو هذا لأمر ؟
ليزا :لأمر يتعلق بجيرمي لقد أفاق
تنبه أش وأعتدل في جلسته: حقا ومتى حدث هذا ؟
ليزا : في الليلة الماضية كما أخبرني الطبيب جاك
أطلق أش زفره قصيرة وهو يفكر, كان يأمل أن يكون حاضر عندما
يفيق جيرمي ويكون أول من يلتقي به ولكنه يحتاج ليومين على لأقل
حتى يتمكن من انجاز عمله والعودة إلى المزرعة
أش : وهل هو بخير ؟
ليزا : اجل انه بخير وأنا ذاهبة لزيارته بعد قليل
أخذ أش يفكر وشعر بتوتر من هذه المقابلة كان ينبغي
أن يكون متواجد في هذه اللحظة " وضع أش الجريدة
من يده فلم يعد راغب بالقراءة ومرر أصابعه خلال شعره
أش : حسنا ً ولكن هل تعيديني بشيء
شعرت ليزا بالفضول : أعدك بماذا ؟
أش : عديني انك سوفا تخبريني بأي شي يخبرك به جيرمي ,,
سكت لحظه ,, هل تعيديني بهذا يا ليزا ؟
شعرت ليزا بالمفاجأة من طلب أش ! لماذا يعتقد أنها
ستخفي عنه أمر ما! وهل يوجد ما يدعوها لذالك؟
"بدأ القلق يملا قلب ليزا "
ليزا : وهل ستمنعني من زيارته إذا لم أعدك بهذا ؟
شعر أش بضيق ولكن لم يبين هذا لها : كلا
ولكن أحب أن أكون على اطلاع بكل ما يجري من حولي
وفي مزرعتي هذا كل ما في لأمر
شعرت ليزا بالراحة : حسنا أعدك باني لن اخفي عنك أي شيء
شعر أش ببعض أراحة : أنا ممتن لك يمكنك بالطبع الذهاب
ليزا :أشكرك , ولكن هناك أمر أخر يجب أن تعرفه
أش : وما هو ؟
ليزا : انه بيير لقد عاد إلى القصر بعد مغادرتك
لقد أخبرته أناني ضيفتك
سكت أش لحظه : حقا ! وكيف وجدتي أخي العزيز بيير
ابتسمت ليزا :آوه انه لطيف جدا ومسلي ونحن متشابهان في
كثير من أمور لقد ستمتعنا سويا
لم يشعر أش براحه لهذا الحديث : لم يسألك عن سبب وجودك؟
وماذا تفعلين هناك ؟
ليزا : لا اعتقد انه يهتم لسبب وجودي بقدر اهتمامه بقضاء وقت مسلي
ولا تقلق لم اخبره بشي ولكن ..
أزداد شعور أش بضيق : ولكن ماذا ؟
احتارت ليزا كيف توضح له لأمر : سيد أش هل يمكنني أن اطلع بيير
عن سبب وجودي في المزرعة انه شقيقك ولن يفشي السر
بالإضافة إلى انه وهو من سيأخذني إلى المستشفى
فكر أش لبرهة: حسنا لا يوجد سبب يدعونا لإخفاء لأمر عنه يمكنك
أخباره على أن تنبهيه على أهمية كتم الموضوع حتى يحين الوقت المناسب
ليزا : بالطبع إلى ألقاء إذا
أش : إلى ألقاء قريبا
أقفل أش الهاتف وإحساسه بضيق يسيطر عليه
دون أن يعرف سبب هذا الشعور وبدأت ترتسم في ذهنه
صورة بيير وليزا وهم يقضون وقت ممتع بينما هو
يعاني من اجل توفير المال للمزرعة حمل حقيبة أوراقه
وخرج متوجها إلى البنك لينهي صفقة شراء الثور
بعد أن تمكن من توفير المال برهن أخر جعله في حالة قلق و توتر
خرجت ليزا من المكتب فوجد بيير يخرج من غرفة الطعام للبحث عنها
بيير : أين اختفيتِ وماذا كان يريد الطبيب منك ؟
ليزا : لا وقت للحديث لآن اذهب وغير ملابسك سوفا نذهب إلى القرية
سأخبرك عن السبب في الطريق هيا بنا
ارتسمت علامات لاستغراب على وجه بيير : يبدو لأمر جدي ؟
صعدت ليزا السلم وهي تجر بيير من يده : لا وقت لسؤال الآن هيا بنا
سوف أخبرك بالقصة كاملة فيما بعد هيا بسرعة
بيير : حسنا لا جريني سآتي معك
بعد عشر دقائق كان بيير يقود سيارته خارجاً من المزرعة بصحبة ليزا
لتفت بيير ينظر إلى ليزا الغارقة في التفكير منذ صعودها إلى السيارة
خرج صوت بيير جادا على غير عادته : ليزا ما لأمر؟ ما الذي يشغلك ؟
نظرت ليزا إليه بعين يملاها القلق والرجاء : بيير هل تعدني أن ما سوفا أخبرك به يبقى سر بيننا ؟
شعر بيير بالقلق : بطبع أعدك بهذا, هل لأمر خطير لهذه الدرجة؟
ليزا : لا نعرف ولكن قد يكون خطير ؟
عقد بيير جبينه : لا نعرف ؟ من تعنين بلا نعرف !
نظرة ليزا إليه : اقصد أش وماري وتريزا بالإضافة إلى الشخص
الذي سنقوم بزيارته ,جيرمي والشخص الوحيد الذي يعرف كل شيء
شعر بيير بالحيرة : ليزا, ما لأمر ومن يكون جيرمي ؟
وما هو هذا السر الذي يحتفظ به ولما هو في المستشفى ؟
نظرة ليزا إلى الطريق تعود بذاكرتها إلى ذالك اليوم عندما عادت بصحبة
أش من المستشفى إلى القصر وهي لا تعرف حتى اسمها
حكت القصة كما ذكرها لها أش ,,,: وعندما عدت إلى القصر بصحبة
أخيك اعتنى بي جيدا هو وماري وتريزا , كانوا يسهرون على راحتي
عندما كنت مريضه,,, وقد قضى أش أول ليلة ساهراً بالقرب مني عندما
سمعني اصرخ فزعة لتأثري بالحادثة ولم يكتفي بهذا, فكان يصطحبني
إلى الطبيب بنفسه لتغيير الضمادة واشترى إلى هذا الملابس لأن ملابس
لم تكن صالحة للاستعمال "سكتت لحظة تلتقط أنفاسها لتضيف "
لقد كان آخاك كريما معي برغم أني تسببت له بخسارة الثور الجديد
عندما قتله بسبب بتصرفي الطائش
كان بيير يستمع إليها وكأنه يسمع إحدى الحكايات التي تصلح قصه
لفلم من أفلام هوليود أطلق زفره قصيرة تملئها الحيرة : لم يكن
تصرف طائش بقد ما هو تصرف شجاع لفتاة في سنك
ولكن ما الذي دفعك إلى التنكر ولما اخترت هذا العمل الصعب
ليزا : لهذا يصر أش على إبقاء لأمر سرا
بيير : لا استغرب هذا من أش, فهو لا يحب المفاجأة "ولتفت إليها "
هل تعتقدين انه جيرمي هذا يعرف السر ؟
كان القلق بادياً على ملامح ليزا: لا اعرف ربما يعرف فقد قضينا فترة
معاً , يقول توني أننا كنا لا نفترق إلا في فترت العمل وكنا نتشارك
الغرفة لذالك يعتقد أش أن جيرمي قد يعرف بعض المعلومات عني
بيير : سوف نعرف بعد قليل
سكت بيير لبرهة وثم لتفت إلي ليزا وظهرت على وجهه علامات
لاستنكار بعد أن تذكر أنهم اخفوا الأمر عنه برغم انه فرد من العائلة
بيير : ولما أخفيتم عني هذا السر ؟
شعرت ليزا بالإحراج : لا اعرف قد يكون بسبب تأكيد أش على إخفاء
لأمر ولو كان أش حاضرا ربما كان أخبرك بالأمر بنفسه
ولا تنسى انك فاجأتنا بحضورك ولم تترك لي فرصه لتفكير
كما أني لم أكن اعلم إذا كان أش سيعجبه أن تعلم بسر
بيير : ولما لا يعجبه أن اعرف بالأمر أنا فرد من العائلة
ومن المفروض أن تخبروني بالقصة ,,ماري وتريزا تعرفان
نظرت ليزا إليه مستغربة من غضبة ثم ضربته بخفة على ذراعه
التي يمسك بها المقود تذكره : لو لم تكن مسرعا ً عند أجراء
المقابلة معي لتمكنت من أن تكون أول من يكتشف سري
انبسطت ملامح بيير وارتسمت ابتسامه صغير على فمه
بيير: حسناً يبدو أنها غلطتي على أي حال فلو لم أكن مستعجلا
لمغادرة القصر لتمكنت بتأكيد من كشف هويتك
عندها لم أكن لأغادر القصر تحت أي ظرف كان
ابتسمت ليزا : يلاكا من مراوغ
استطاع بيير أن يخفف توتر ليزا حتى وصل إلى القرية
أوقف بيير السيارة بالقرب عند مدخل المستشفى
نزل بيير وليزا ودخلا إلى المستشفى بخطوات مسرعة يبحثون
عن الطبيب جاك , الذي خرج من إحدى غرف المرضى
رفع جاك بصره فراء الفتاة تتجه نحوه بصحبة بيير
جاك : لقد وصلتما أخيرا مرحباً سيد ماكينون مرحبا ليزا
شعرت ليزا بالاستغراب : كيف عرفت أسمي
رفع جاك احد حاجبيه : من السيد أش لقد اخبرني بقدومك بصحبة
بيير وطلب مني السماح لكم بزيارة "وابتسم " أعجبني اسمك الجديد
شعر ليزا بالإطراء : أشكرك
بيير : متى نستطيع رؤية المريض
جاك : حالاً ولكن يجب أن لا تطيلوا البقاء فهو لا يزال تحت الملاحظة
هز بيير رأسه : لا تقلق
ليزا : هل يعلم بقدومنا ؟
جاك : اجل لقد أخبرته أنا أشخاص سيأتون من المزرعة
للاطمئنان على صحته حتى يكون على استعداد للمقابلة
ولقد فرح عندما علم بقدومكم
شعرت ليزا بتفاؤل لمعرفتها بهذا : بداية جيده تمنى لي التوفيق
ابتسم جاك ووضع يده على كتفها يشد عليه : حظا طيبا ً
توجهت ليزا إلى الغرفة التي يشغلها جيرمي بصحبة بيير
وعند ما وصلت إلى باب الغرفة سألها بيير : هل تريدين أن انتظرك
في الخارج حتى تنتهين من مقابلته
ليزا : كلا , أفضل أن تكون بصحبتي لو سمحت
ابتسم بيير يشجعها : بكل سرور هيا بنا
كان جيرمي يعد الدقائق متشوقاً رؤية توم وليطمئن عليها
سمع طرق على الباب ومن ثم دخلت توم فأشرق وجهه
بابتسامته الحلوة ولكن سرعان ما اختفت عندما رأى
الشخص لأخر الذي يرافقها
مشت ليزا ببطء نحو الشخص المستلقي على السرير
وقد أزيحت عنه بعض لأجهزة التي كانت تملا جسده
كما لاحظت اختفاء الابتسامة عن وجهه عندما رأى بيير
اقتربت ليزا منه ورسمت ابتسامة عذبه على شفتيها : مرحبا ً
كان جيرمي ينظر إليها مستغربا , فهذه ليست توم التي يعرفها
فتلك كانت تتـنكر في ملابس صبي بينما هذه ترتدي ملابس فتاة
ماذا حدث هل اكتشف أمرها ؟
خرج صوت جيرمي يملئه الحيرة : مرحبا ً
شعرت ليزا بارتباك جيرمي والحيرة ظهرت جليه في عينيه البنيتين
ليزا : كيف حالك
أخذ جيرمي ينقل بصره بينها وبين بيير : بخير
ليزا : هذا بيير ماكينون شقيق السيد أش
هز جيرمي رأسه : مرحبا
احتارت ليزا كيف تبدأ الحديث ثم خرج صوتها مرتبكا ً : هل تسمح لي
أن أسألك بعض لأسئلة سيد جيرمي
تملكت جيرمي الدهشة فهذه التي تخاطبه بالسيد بتأكيد ليست توم التي
عهدها بل فتاة أخرى تشبهها " يا إلاهي ماذا حدث !
لما تخاطبني وكأنها لا تعرفني هل تريد أن تخفي معرفتها بي ؟
أم أنها نسيتني ؟
كلا لا اضن أنها نسيتني,, : تفضلي
حاولت ليزا أن تبدو هادئة قدر المستطاع وان تسيطر على الرعشة
التي اعترتها: هل تعرفني,, أقصد ,,
لقد قضينا فترة نعمل سويه هل تذكر؟
لم يعرف جيرمي بما يجيب , كيف لا أعرفها ؟ : حقا ً
ازداد توتر ليزا فليس هذا الجواب الذي تنتظره منه ,,حاولت تغير
السؤال فقد يذكره اسم توم بشيء : أتذكر توم الصبي الذي كنت
تتشارك معه في العمل والسكن ؟
نظر جيرمي باتجاه بيير وهو محتار كيف يجيب على هذا السؤال
أمام بيير : ماذا عنه؟
شعر ليزا ببارقة أمل أمامها : هل من الممكن أن تحدثني عنه ؟
أزداد توتر جيرمي برغم محاولته السيطرة نفسه : وماذا تريد
أن تعرف عنه بضبط ؟
اقتربت ليزا لاشعوريا يدفعها الحماس من السرير وأمسكت
بطرفه : أي شيء ,,كل شيء ؟
عقد جيرمي جبينه :هل من الممكن أن اعرف من أنتي يا آنسة ؟
احتارت ليزا بما تجيب ,يبدو انه لم يتعرف إليها : أنا ,,,
"لا يمكن أن أخبره أني توم ,,يبدو انه لا يعرف من أكون
هذا يعني انه لم تكون بيننا صداقة قويه كما كان يضن الجميع
فشعرت بخيبة أمل
ليزا : أنا صديقة للعائلة
لاحظ جيرمي الخيبة لأمل والحزن ارتسم على ملامحها
"عقد جبينه "ولكن لما تتصرف وكأنها لا تعرفني ؟ ما الذي حدث لها ؟
وقفت ليزا بحزن :أتمنى لك الشفاء العاجل واعتذر على لإزعاج
وضع بيير يده على كتفها يشجعها واصطحبها إلى الخارج
شعر جيرمي بقبضة تعتصر قلبه وقبل أن يتدارك لأمر ناداها :يا آنسة
لتفتت ليزا وقد خالجها بعض لأمل : نعم,, هل تذكرت شيء ؟
لم يعرف جيرمي بما يجيب في هذه ألحظه تدخل الممرضة لتقطع الحديث
الممرضة : لقد انتهت الزيارة من فضلكما يجب أن يرتاح المريض
نظر بيير في عيني ليزا الحزين : سوف انتظرك في الخارج لا تتأخري
هزت ليزا رأسه : لن أتأخر
وبعد أن خرج بيير بصحبة الممرضة التي وعدتها ليزا أنها ستخرج بعد
لحضه لتترك المريض ليرتاح ,اقتربت من السرير وجلست على الكرسي
بجواره ,,,ليزا : هل تريد أن تخبرني بشيء ؟
تأملاها جيرمي قليلا وحاول أن يجد ما يقوله لها : آنستي هل من الممكن
أن تخبريني ماذا حدث لي بضبط فقد يساعد هذا على تذكر
أي شيء
ابتسمت ليزا : بكل سرور منذ أسبوع تعرضت لحادث في مزرعة السيد أش
عندما نطحك الثور الجديد وأصبت في خاصرتك فأغمي عليك عندها
حاول الثور أن يجهز عليك ولكن ,,( نظرت ليزا في عينيه حتى ترى وقع الكلام عليه ),,
ولكن الصبي توم ركب الحصان وحاول إبعاد الثور
عنك وعندما اقترب الثور من الحصان فزع منه فسقط عنه الصبي
كان جيرمي يتأمل وجهها وهو يتصور ما حدث : ففقدتي الذاكرة ليس كذالك؟
أجل لا يوجد تفسير أخر لما يحدث !
أضاء وجه ليزا : أجل هذا ما حدث ,أنت تعرفني ليس كذالك ؟
جيرمي : وكيف لا اعرف أنتي توم , جوليانا , ولكن ماذا حدث لك اخبريني
ارتسمت ابتسامه مشرقه على وجه ليزا وأخذت الكلمات تتسابق في فمها
ليزا : لقد وقعت من على الحصان عندما حاولت أن أساعدك
وعندها أكتشف أش أني فتاة
هذا ما أخبروني به أش ولا أتذكر أي شيء
هل تعرف لما أنا هنا ؟ هل تخبرني لماذا أنا متنكرة في زى صبي ؟
لقد أخبرنا توني أنا كنا أصدقاء وكنا نتشارك نفس الغرفة
لابد أني أخبرتك بشيء عني هل تعرف أي شيء ؟
شعر جيرمي بالعاطفة لهذه الفتاة وما تتعرض له من مواقف في حياتها
ولكن هل يخبرها عن السبب : أجل اعرف كل شيء يتعلق بك
ملا الفرح قلب ليزا : أرجوك اخبرني كل شيء ,من أنا؟ ولما أنا متنكرة؟
وأين هم أهلي ؟ ولماذا أنا اعمل في مزرعة ؟
سكت جيرمي لفترة : قبل أن أجيبك على هذه الأسئلة يجب أن أقول لكي
شيء قد يكون مهماً "وسكت للحظة "
( أصبح وجه جيرمي جاداً قلقاً مما اشعر ليزا ببعض الخوف
مما سيخبرها عنه )
جيرمي : في أول يوم عملنا فيه في المزرعة كنت أضنك صبي
حتى اكتشفت أنكِ فتاة عندها جعلتني اقطع على نفسي عهدا
أن أكتم ما أخبرتني به حتى يأتي اليوم الذي تطلبي مني أن أبوح بسر ,,,,
وقد أخبرتني أنها مسألة تتعلق بمستقبلك كله , ولان وأنتي بهذه الحالة
لا اعرف إذا كان هذا هو الوقت المناسب لأفشي السر أم لا ؟
ارتسم الذهول والخوف على وجه ليزا ونعقده لسانها ! فضلت صامته لبرها
لا تعرف بما تجيب , يبدو لأمر جدي ويشكل تهديد على حياتها
جيرمي : أجيبـيني هل تريدين أن تعرفي السر لان ؟
ضلت صامته وتذكرت أنها وعدت أش أن تخبره بكل
ما سيخبرها به فازداد توترها: لقد وعدت السيد أش أن لا اخفي
عليه شيء مما ستخبرني به ,سكتت لحظة " نظرت في عينيه "
أنا أثق بقرارك جيرمي افعل ما تراه صواباً
ابتسم جيرمي : أشكرك عزيزتي على ثقتك ,إذا الوقت غير مناسب
ليزا : وماذا ستخبرهم عندما يسألونك عن توم ؟
جيرمي : سأقول كان صبي ولا يقوى على مثل هذا العمل وأشفقت عليه
وكنت أساعده أحياناً واخبره بما ينبغي عليه فعله هذا كل شيء
فكرت ليزا قليل: وماذا عن مشاركتكم الغرفة ؟
ابتسم جيرمي : هذا سهل كنت اقضي الليل في الخارج ولم أتشارك
معه الغرفة بشكل فعلي
ابتسمت ليزا: كلام مقنع ,,وأنا سأخبرهم بنفس القصة ,,
" وربتت بيدها على كتفه " تماثل إلى الشفاء بسرعة
ابتسم جيرمي لها :سأبذل جهدي
خرجت ليزا فوجدت بيير يتحدث إلى الطبيب جاك فاقتربت منهم
نظر بيير باتجاهها : مرحبا ,, هل أخبرك بشيء ؟
هزت ليزا رأسها : لم يقل شيء ذو أهميه ,,أريد أن ارحل من هنا
بيير : هيا بنا ,,إلى إلقاء دكتور
جاك : إلى ألقاء سيد بيير إلى ألقاء ليزا ولا تحزني ستتضح لأمور قريباً
كان القلق مرتسم على وجه ليزا : أشكرك إلى ألقاء
ظلت ليزا سارحة طوال الطريق تفكر في السر الذي يخفيه جيرمي
ولولا وعدها لأش لا أصرت على جيرمي أن يخبرها .
كان بيير يراقب التوتر الظاهر على ملامح ليزا فضن أن السبب يرجع
إلى خيبت أملها لعدم تمكنها من معرفة أي شيء يتعلق بسرها فضل
صامت احتراما ً لمشاعرها.
بعد صولهم إلى القصر توجهت ليزا لغرفتها وارتدت ملابس العمل
وبدأت العمل بصمت , فعل بيير مثلها تارك لها اختيار الوقت المناسب
لتحدث عمى يشعرها بضيق .
مرت ساعات العمل بسرعة استطاعوا فيها انجاز العمل في الحديقة
التي أصبحت لوحة فنية رائعة ,بزهورها المنتشرة في كل مكان ولأغصان
المعلقة على الشرفة والجداول الصغيرة بصوت خرير الماء
الناعم ولأشجار المقلمة بعناية
خرج أش من البنك بصحبة المحامي جيف الذي كان في مزاج سيء
وركب سيارة أش متوجهين إلى المكتب
جيف : أش لقد وضعت نفسك في مأزق كبير
أش : يحتاج لأمر بعض الجراءة ولكن لا تقلق
نظر جيف إلى أش من طرف عينه : تدعوها جراءة وأنا اسميها تهوراً
"سكت لحظة " أش نحن أصدقاء منذ زمن بعيد ,ومن واجبي كصديق
ومحامي أن أحذرك مما أنت مقدم عليه ,قد تخسر الكثير
عقد أش جبينه : أعرف يا جيف ولكني مضطر أحتاج لسيوله
جيف : وكيف ستسدد القرض بالإضافة إلى الفوائد الكبيرة ؟
أش : خلال ستة أشهر سأتمكن من تسديد الجزء لأكبر من القرض
وخلال سنه سأنهي القرض لا تقلق
جيف : ولكن كيف ؟
أش : هناك شركة حديثة تريد شراء العجول لبيعها للمطاعم الفاخرة ,
وفي اقل من 5 أشهر تكون العجول جاهزة للبيع والثمن المعروض يغطي قيمة
القض وعندما تلد الأبقار عجل من نسل العجل الجديد
سيضيف ربح جديد وفي أسوء لأحوال سأحتفظ بالعجول وأبيع
الثور وهكذا أسدد القرض بالتأكيد
جيف : يقد يكون حلا ولكنها مغامرة خطرة
أش : أجل أنها خطرة وخطرة للغاية ولكني مضطر
وصل أش وجيف إلى المكتب وقام أش بالاتصال بالسيد جوليوس فالكونر
وتم لاتفاق أن يحظر أش والمحامي بعد الظهر لانتهاء من الصفقة
وسافر أش وجيف إلى المزرعة ووقع العقد وتم لاتفاق على نقل الثور
كانت ليزا ترتشف الشاي في فترة بعد الظهر برفقة بيير في الشرفة
مستمتعين بالانجاز الذي استطاعوا تحقيقه في وقت قصير جدا ً
بيير : كم هي جميلة , لان أشعر بالأسف لتركها مهملة طوال تلك الفترة
ابتسمت ليزا : وكنت أنا الفارسة التي أنقذت الحديقة من البؤس
ضحك بيير مقهقهاً : اجل أيتها الفارس لقد آتيتي في الوقت المناسب
لإنقاذ الحديقة البائسة "سكت لحظة : حسنا أيتها الفارسة هل تحبين
أن نقوم بجولتنا لان ما رأيك
ليزا : أجل , أحب هذا هيا بنا
بيير سوف نذهب ممتطين الجياد أرتدي شيء مناسب لذالك
ليزا : سأحاول ,أراك بعد قليل
وبعد ربع ساعة لحقت ليزا ببيير إلى الخارج و كان بيير ينتظرها
برفقة حصانين جميلين لأول أبيض والثاني بلون جذوع الشجر الغامقة