من هم الذين تحرم علي جلودهم النار
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله سيِّد الأولين والآخرين، وأترضى عن الصحابة والتابعين، ومن سار على نهجِهم واقتفى أثرَهم إلى يوم الدين.
أولاً: مَنْ يَحرَّم على النار؟
المؤمن بالله، والمحبّ لله، والكاره للرّجوع إلى الكفر بعدَ إيمانه:
عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ –رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: ( ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ حُرِّمَ عَلَى النَّارِ وَحُرِّمَتْ النَّارُ عَلَيْهِ إِيمَانٌ بِالله، وَحُبُّ الله، وَأَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ فَيُحْرَقَ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَرْجِعَ فِي الْكُفْرِ )[1] .
المحافظ على الصلوات الخمس، وعلى صفات خاصة فيها:
أ- عَنْ حَنْظَلَةَ الاسَيْدِي ِّ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ( مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ عَلَى وُضُوئِهَا وَمَوَاقِيتِهَا وَرُكُوعِهَا وَسُجُودِهَا يَرَاهَا حَقًّا لله عَلَيْهِ حُرِّمَ عَلَى النَّارِ)[2].
حرمت النار على عين دمعت من خشية الله ، حرمت النار على عين سهرت في سبيل الله
2478 - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، أنبأ ابن وهب ، حدثني عبد الرحمن بن شريح ، عن محمد بن شمير، عن أبي علي الجنبي ، عن أبي ريحانة قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة ، فأوفينا على [ ص: 404 ] شرف ، فأصابنا برد شديد ، حتى إن كان أحدنا يحفر الحفير ، ثم يدخل فيه ويغطي عليه بحجفته ، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذلك من الناس قال : " ألا رجل يحرسنا الليلة أدعو الله له بدعاء يصيب به فضلا " فقام رجل من الأنصار فقال : أنا يا رسول الله . فدعا له قال أبو ريحانة : فقلت : أنا ، فدعا لي بدعاء هو دون ما دعا به للأنصاري ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " حرمت النار على عين دمعت من خشية الله ، حرمت النار على عين سهرت في سبيل الله " قال : ونسيت الثالثة . قال أبو شريح : وسمعت بعد أنه قال : " حرمت النار على عين غضت عن محارم الله ، أو عين فقئت في سبيل الله " .
عَنْ أَبِي رَيْحَانَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "حُرِّمَتِ النَّارُ عَلَى عَيْنٍ دَمَعَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ، حُرِّمَتِ النَّارُ عَلَى عَيْنٍ سَهِرَتْ فِي سَبِيلِ اللهِ، حُرِّمَتِ النَّارُ عَلَى عَيْنٍ غَضَّتْ عَنْ مَحَارِمِ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) ) البخاري
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك ) )* البخاري
أن طاعة الله عز وجل وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ، بفعل ما أمر به ، وترك ما نهى عنه ، هي أصل الفوز بالجنة والنجاة من النار ، وأن معصية الله ورسوله هما سبب دخول النار ، كما قال الله عز وجل : (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ) النساء/13 ، 14 .
وكما أخبر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيث قَالَ : (كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَأْبَى ؟ قَالَ : مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى)
اللهم اجرنا من النار يا رب العالمين
في رعاية الله