جسمك قادر على حرق الدهون كما ينبغي؟
قبل الإقدام على اتّباع حميّة غذائيّة، ينبغي علينا أن نتأكّد من أنّ أجسامنا قادرة على حرق الدهون كما ينبغي، لأنّ ذلك يساعدنا على اختيار نوع الحميّة المناسب لأجسامنا.
فكثيراً ما نلاحظ أن أوزاننا آخذة في الزيادة دون أن نكون قد أسرفنا في تناول الطعام، ولا نجد تفسيراً واضحاً لذلك، لكن نقرر اتباع حمية غذائية كأمر معتاد! فمعرفة مدى قدرة أجسامنا على حرق الدهون هي مفتاحنا للتخلص من الوزن الزائد!
ما هو الأيض، وما علاقته بالوزن؟
عمليّة الأيض أو التمثيل الغذائي
هي عبارة عن مجموعة من التفاعلات الكيميائية التي تحدث في أجسام الكائنات الحية للحفاظ على حياتها، بحيث تمكّنها من النمو والتكاثر والاستجابة لبيئتها. كلمة الأيض مشتقّة من اليونانية (metabolismi) وتعني التغيير أو التحول.
وتنقسم عمليّات الأيض إلى قسمين الهدم والبناء. خلال عمليّة الهدم أو الحرق يحصل الجسم على كمية من الطاقة أو السعرات الحرارية اللازمة ليتمكّن من القيام بوظائفه الحيوية في كل وقت سواء خلال النوم أو السياقة أو غيرها من الأوقات، حيث يعتبر هو المنظم للجسم والوقود الذي يحتاجه الجسم لأداء وظائفه الحيوية كالأكل والشرب، والنوم، والتخلص من الفضلات.
أمّا خلال عمليّة البناء، فيتمّ بناء خلايا الجسم وتخزين الدهون مما يعني اكتساب المزيد من الوزن. ومن هنا ندرك دور عمليّة الأيض في زيادة أو نقصان الوزن.
الرشاقة والتحدي الصعب
قد تتساوى امرأتان في الطول والوزن والشكل الخارجي، وربما تتناولان نفس الكميّة من الطعام، وبنفس التوقيت، ولكن إحداهما تكتسب وزناً زائداً والأخرى لا تجد صعوبة في الحفاظ على رشاقتها! فما السر في ذلك؟
لا بدّ وأنّ تكوين أجسامهما يتفاوت من حيث كمية العضلات وكميّة الدهون. فالمرأة الرشيقة تتمتّع بكمية أكبر من العضلات ونسبة أقل! من الدهون (ربّما لأنها تمارس الرياضة أو لصغر سنّها)، وهذا يعني سرعة عمليّة الأيض لديها مقارنة بالمرأة الأخرى، والتي يكتسب جسمها الوزن بسرعة نتيجة بطء عمليّة الأيض لديها والناتج عن وجود نسبة كبيرة من الدهون في جسمها وكمية اقل من العضلات!
وهذا يعني أنّ معدّل حرق الدهون يعتمد على كميّة العضلات مقارنة بكميّة الدهون في الجسم، والسبب في ذلك هو أنّه كلّما زادت كميّة العضلات في الجسم، كلّما زادت الحاجة إلى حرق المزيد من السعرات الحرارية في عملية التمثيل الغذائي.
أعراض الأيض البطيء
يمكنك بسهولة ملاحظة علامات انخفاض عملية التمثيل الغذائي في الجسم، ومنها الشعور بالبرد والتعب، جفاف الجلد، الإمساك، والنبض البطيء وانخفاض ضغط الدم. فإذا ما شعرت بهذه الأعراض عليك باستشارة الطبيب المختص فورا للتأكد من أنّ هذه الأعراض ناجمة عن انخفاض معدل الأيض وليست انعكاسا لحالة مرضية.
لكن يا ترى، ما الأسباب التي تؤدّي إلى انخفاض معدل الأيض؟
يعود انخفاض عمليّة الأيض إلى عدّة أسباب منها
تناول الوجبات في غير مواعيدها، إلغاء إحدى الوجبات الرئيسية من البرنامج الغذائي اليومي، وتناول الوجبات منخفضة السعرات الحرارية.
فشعور الجسم بالحاجة إلى كميّة أكبر من السعرات الحراريّة أو أنّه سيتضوّر جوعاً، يساهم في إبطاء عملية التمثيل الغذائي مما يدفعه إلى تخزين الدهون.
وقد يكون انخفاض عمليّة الأيض نتيجة لكسل الغدة الدرقية، لذا ينبغي مراجعة الطبيب المختص لفحص الغدة الدرقية والتأكد من أنها تعمل بشكل طبيعي.
يلعب العمر دورا هامّا في معدّل نشاط عمليّة الأيض. قد لا تلاحظ التغيير الحاصل في عمليّة التمثيل الغذائي مع التقدم في العمر، لكن بعد سن الثلاثين يبدأ الجسم في فقدان العضلات تدريجيّا مما يبطئ عملية حرق الدهون.
وما الأسباب التي تؤدي إلى زيادة معدل الأيض؟
الرياضة من الحلول السحريّة والفعّالة التي تساعد على زيادة معدل الأيض في الجسم. لكن قبل القيام بممارسة أيّة تمارين رياضيّة، ينبغي عليك استشارة الطبيب حول نوعية التمارين التي تناسب حالتك الصحية، ولتتأكّد من قدرة جسمك على التعامل مع التمارين الرياضية على اختلافها، وبخاصّة إن كنت تعاني من مشكلة ما في أي جزء من جسمك، أو إن كنت تتناول أيّ نوع من العلاجات أو أنّك تتبع نظام غذائي بأمر الطبيب.
وبعد التأكّد من قدراتك الجسديّة، يمكنك البدء بممارسة التمارين الرياضيّة المناسبة لك لتحقيق الهدف المرجو بحرق الدهون الزائدة وزيادة الكتلة العضليّة في جسمك، وقد تشتمل هذه التمارين على رفع الأثقال، باستخدام الأوزان، والشريط المطاطي وغيرها (ممارسة التمارين التي تبني العضلات).
بالإضافة إلى ممارسة رياضة المشي والركض، والقفز، وركوب الدراجات والسباحة. ويفضّل الانتظام في ممارسة هذه التمارين بمعدّل 3 مرات في الأسبوع لأكثر من 20 دقيقة في كلّ مرّة.
الوصفة السحرية لتسريع الأيض
الحرص على تناول وجبة الإفطار في الصباح الباكر، فحصول الجسم على كميّة كافية من السعرات الحرارية في الصباح يدفعه إلى زيادة معدل الحرق.
عدم الإفراط في تناول كمية كبيرة من الطعام في الوجبة الواحدة (تناول القليل، ويمكنك المتابعة لاحقا).
تناول الطعام قبل الشعور بالجوع الشديد، فلا تجعل جسمك يتضور جوعاً.
تناول عدداً من الوجبات الصغيرة من حيث الكمية خلال اليوم، بحيث يفصل بين الوجبة والأخرى حوالي 3 ساعات (عملية الهضم تستهلك سعرات حرارية أكبر).
تناول كميّات أكبر من البروتينات لأنّها تساعد على تسريع عملية التمثيل الغذائي. ينبغي أن تشكل البروتينات 20-35? من نسبة النظام الغذائي الكلي.
تناول الشاي الأخضر الخالي من السكر بمعدل من 2-3 مرات يوميّا، فهو فعّال في عمليّة حرق الدهون.
الحد من استهلاك السكر. لا بدّ وأنّك تعرف السبب!!
شرب 8 أكواب من الماء يومياً مع مراعاة أن تشرب الماء قبل تناول وجبة الطعام بـ 10 إلى 30 دقيقة. الماء عنصر فعال ورئيسي في عملية الحرق والتخلص من الفضلات والسموم. ونقص كميّة الماء في الجسم يؤدّي إلى بطء عمليّة الأيض.
تناول الأطعمة الغنية بالحديد. نقص الحديد يؤدّي إلى انخفاض مستوى الهيموغلوبين في خلايا الدم فتفتقر إلى قسطها اللازم من الأكسجين، ما يؤدّي بالتالي إلى إبطاء عملية التمثيل الغذائي. اللحوم والكبد من أفضل المصادر الطبيعيّة الغنيّة بالحديد، ولذا يفضّل تناولها للحصول على الحديد بدل الاعتماد على الأقراص التي تحتوي على الحديد.
تناول منتجات الألبان قليلة أو خالية الدسم، فالكالسيوم ضروري لتحفيز الجسم على حرق الدهون الزائدة بشكل أسرع.
ممارسة الرياضة والتحلي باللياقة البدنيّة، ولو بممارسة التمارين البسيطة كالمشي وصعود الدرج.
استشارة الطبيب للتأكد من عدم وجود مشكلات صحية قد تحول دون تحقيق التغيير المطلوب.