فليس من شك في أن ملازمة الاستغفار سبب في بلوغ الغايات وتفريج الكرب، فقد قال النبي صلى الله عليه
وسلم: من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب.
رواه أبو داود وابن ماجه.
وقد شكا رجل على الحسن البصري الجدوبة فقال له: استغفر الله، وشكا آخر إليه الفقر، فقال له:
استغفر الله. فقيل له في ذلك. فقال: ما قلت من عندي شيئا! إن الله تعالى يقول في سورة نوح: (فقلت
استغفروا ربكم إنه كان غفارا (10) يرسل السماء عليكم مدرارا(11) ويمددكم بأموال وبنين ويجعل
لكم جنات ويجعل لكم أنهارا (12)).
ووفد الحسن بن علي رضي الله عنهما على معاوية رضي الله عنه، فلما خرج تبعه بعض حُجّابه، فقال: إني
رجل ذو مال، ولا يولد لي، فعلمني شيئاً لعل الله يرزقني ولدا. فقال: عليك بالاستغفار. فكان يُكثر
الاستغفار حتى ربما استغفر في يوم واحد سبعمائة مرة، فولد له عشرة بنين، فبلغ ذلك معاوية، فقال:
هلاّ سألته مم قال ذلك؟ فوفد وفدة أخرى فسأله الرجل، فقال: ألم تسمع قول هود عليه السلام: (ويزدكم
قوة إلى قوتكم)؟ وقول نوح عليه السلام: (ويمددكم بأموال وبنين).
قصه الأمام أحمد بن حنبل مع الخباز (قصه رآئعه)
سافر الإمام أحمد بن حنبل إلى بلد فقصد مسجداً وتهيأ للنوم فيه لكن حارس المسجد منعه من ذلك ،
فقال الإمام : لا بأس أنام بالقرب من باب المسجد. >> الله يرحمك ويرحم أيامك
فلما رآه الحارس نائماً بالقرب من الباب أخذ يجره جراً ليبعده من أمام المسجد.
وهنا شاهد المنظر خبازاً كان يمر أمام المسجد .....
فعرض على الإمام أن ينام عنده في البيت وهو لا يعرف إبن حنبل.
وفي البيت لاحظ الإمام أن الخباز يعجن العجين ويكثر من الإستغفار!!!!
فسأله الإمام : هل وجدت ثمرات الإستغفار ؟؟!
فقال الخباز : مادعوت دعوة إلا أجابها الله لي , إلا دعوة واحدة لم تُسْتَجب حتى الآن!!
فقال الإمام : وما هي هذه الدعوة ؟؟!!
فقال الخباز : أن أرى الإمام أحمد بن حنبل ..
فقال الإمام : ها أنا أحمد بن حنبل أتيت أُجَّرُ إليك جراً ..
فـ سبحان الله كيف حقق الله أمنيته بملازمته للأستغفار ..