الحالة الهستيرية التي يعيشها البعض والتي يحب أن يسميها إعلام الترهات الباحث عن الإثارة
الرخيصة بـــ " الوعي " وهي تعرف بحالة من البحث عن الأخطاء والنقد على كل شيء حتى
لا نصل لمرحلة " التقديس " والتي هي مرحلة من الجمود الفكري الذريع الذي اتخذه بعض المثقفين
أو المتثقفين كما يظهر في كثير من الحالات شماعة لتعليق فشلهم للوصول إلى مراكز القيادة أو
حتى إلى قلوب العامة .
حالة من استنقاص كل شيء ونقض كل مابني بلا أساس ولا وجهة لتعليل ذلك سوى أنها حرية رأي
وحق من الحقوق والذي تجده يتلاشى مع أول موجة نقد يتلقاها على فكرة معينة يدعمها أم نهج
يتخذه أو حتى التهجم على كل من خالفه الرأي لنصل لمرحلة " التقديس الذاتي " وهي مرحلة
وصلها أشخاص كثر تحت شعار " الثقة بالنفس " .
الغريب أن حقوقهم هي واجبات على الآخرين تجاههم بينما حق الغير واجب على من توجه إليه الأصابع
فكثير ما نسمع عن شارب خمر ينادي ببناء البارات هنا وهناك بحجة أن له الحق في الإختيار بين شرب
الخمر من عدمه متناسيًا حق مجتمعه المسلم الذي ترعرع فيه عليه ومن يطالب بالحضارة الماسية
بينما يدخن سجائره في مكان عام ومن يتحدث عن مجتمعه بــ صيغة التعميم حتى يلفت الإنتباه ويصفهم
بالرجعية والتخلف بينما ينهي كوب قهوته ويلقيه في الشارع متجاهلًا حاويات النفايات على طول الطريق
وتطول القائمة .
أليس من الأولى أن يكون " الوعي " وعي بناء وعطاء قبل أن يكون وعي نقد وأخذ ,
وأن يكون الطريق لنيل الحقوق هو بأداء الواجبات فمن يطالب بحقوق المواطنة لابد أن
يقوم بواجباتها ولنا على ذلك القياس .