شلاش الضبعان
عند محبي الوطن، كل مرحلة من مراحل عمر الوطن هي مرحلة بناء جديدة، إذا صلحت النية ووضح الهدف، وترجم الحب إلى خطة عمل. وقد رحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أسكنه المولى فسيح جناته، بعد أن أحب فقدّم وأسس. وبدأت مرحلة بناء جديدة مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومعها نحتاج إلى حفاظ على المكتسبات التي تحققت، واستمرار في البناء، فهذا الوطن ما زال في طريق المكانة التي يستحقها وتليق له، ومن ذلك:
حفاظ على أعظم مكتسب، المتمثل في وحدة المملكة العربية السعودية، التي وفق الله المؤسس -رحمه الله- لجمعها بعد الفرقة والشتات، فواجبنا المحافظة على هذه الوحدة، وهذا يقتضي البعد عن كل ما يفرق بين أبناء البلد ويوغر صدورهم، حتى ولو كان بكلمة أو بطرفة أو ببيت شعر، فمما يميز هذا الوطن أن الفروق بين مكوناته قليلة ونادرة!
حفاظ على المكتسبات الوطنية وفخر بها، وعلى رأس هذه المكتسبات: عقيدتنا النقية، وأطهر البقاع التي تحتضنها بلادنا، وقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا العربية الأصيلة، التي لا تدعو إلا إلى مكارم الأخلاق، فهذه المكتسبات كنوز لهذه البلاد، خصها المولى بها، وميزها عن غيرها، ولذلك لا مساومة على مكتسباتنا.
الوعي، فالوعي بطرق البناء وما يحاك لهذا الوطن أساس للبناء، ولا تقوم الأوطان على الضعفاء والجهلة والسذج الذين يصدقون كل ما يقرأون ويسمعون.
السعي لأن تكون مصلحة البلاد هي المقدمة على المصالح الشخصية، لا أن نسعى لنحقق مصالحنا من خلال وطنيتنا، فهذا الوطن للجميع، ونجاحه نجاح للجميع، كما أن تأخره سيتضرر منه الجميع!
العمل الجاد والصادق ممن ولاه الله مسؤولية، فكلام البعض عن حبه لوطنه وبكاؤه عليه ورفعه لشعاراته يدل على الخير، ولكنه لا يعني شيئاً إن لم يواكب هذه المشاعر والشعارات عمل جاد، وسعي حقيقي لمصلحة الوطن والمواطن!
التفاؤل الدائم بمستقبل مشرق لهذا الوطن، فالتفاؤل سبب لإشراقة هذا الوطن ودافع للعمل والسعي للتقدم، فمن تفاءل بالخير وجده، وبالمقابل فإن نشر روح اليأس والتشاؤم تدمير للعقول والنفسيات!
هذا جزء مما تحتاجه المرحلة القادمة، وهي تحتاج إلى الكثير، وفق الله المملكة العربية السعودية، قيادة وشعبا لما يحب ويرضى.