رويترز - إندونيسيا
نفذت في إندونيسيا في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء أحكام إعدام ثمانية من مهربي المخدرات بينهم سبعة أجانب وأدانتها على الفور أستراليا والبرازيل اللتين قدمتا التماسات يائسة أخيرة لإنقاذ أرواح مواطنيين استراليين وبرازيلي.
ويعزز الإعدام الجماعي رميا بالرصاص النهج الصارم في تنفيذ العقوبة الذي تبناه الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو في إطار حربه على المخدرات وقوبل بانتقادات من الأمم المتحدة التي وصفته بأنه ينطوي على ازدواجية في المعايير.
وأعدم أربعة نيجيريين وأستراليان وبرازيلي وإندونيسي في منطقة قريبة من السجن فيما أضاء أقاربهم الشموع على مقربة من المكان.
وقال النائب العام في إندونيسيا الجنرال اتش.ام براستيو للصحفيين في تشيلاكاب قبالة جزيرة نوساكامبانجان في جاوة الوسطى حيث يوجد السجن "أعدم كل الثمانية في نفس اللحظة الساعة 0035."
ولم تعدم فلبينية كانت ضمن المجموعة المحكوم عليها بالإعدام في اللحظة الأخيرة في إطار اتفاق على ما يبدو بين جاكرتا ومانيلا للسعي للحصول منها على مزيد من المعلومات لملاحقة عصابات المخدرات التي تنشط في المنطقة.
وتعارض استراليا والبرازيل عقوبة الإعدام وبذلتا جهودا ضد مسعى ويدودو لتسريع وتيرة أحكام الإعدام منذ أن تولى السلطة في يوليو تموز بعد أن توقف تنفيذها خمس سنوات.
وأعلنت أستراليا استدعاء سفيرها في جاكرتا وهي خطوة اتخذتها البرازيل بالفعل بعد إعدام سجين برازيلي آخر في يناير كانون الثاني. وتدرس الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية الآن خطوات أخرى لاتخاذها.
وهونت إندونيسيا من شأن الرد الدبلوماسي الأسترالي. وقال يوسف كالا نائب الرئيس الإندونيسي للصحفيين "إنها فترة مؤقتة.. شهر أو شهران للتعبير عن الاحتجاج."
وتربط أستراليا علاقات تجارية وسياسية قوية مع جارتها إندونيسيا وقالت إن أحكام الإعدام لن تؤثر على العلاقات التجارية. وستكون البرازيل أيضا حذرة قبل أن تعرض عقود الدفاع الثمينة للخطر.
وقال تشارلي بوروز وهو مستشار ديني للمدان البرازيلي وكان مع السجناء قبل إعدامهم إن جميعهم رفضوا تعصيب أعينهم قبل إطلاق النار عليهم.
وانتقد روبرت كولفيل المتحدث باسم حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في جنيف تطبيق إندونيسيا لعقوبة الإعدام.
وقال "تطلب إندونيسيا العفو عندما يواجه مواطنوها الإعدام في دول أخرى لذا ليس مفهوما لماذا ترفض تماما منح العفو عن جرائم أقل على أراضيها."
ونادرا ما تقدم أستراليا على خطوة استدعاء السفير ولم تفعل ذلك قط من قبل بسبب إعدام سجين.
وقال توني أبوت رئيس الوزراء الأسترالي للصحفيين في كانبيرا "نحترم سيادة إندونيسيا لكننا نأسف لما حدث ولا يمكن أن يستمر العمل كالمعتاد.
"أريد أن أؤكد أن العلاقة بين أستراليا وإندونيسيا مهمة للغاية لكنها تضررت نتيجة ما حدث خلال الساعات القليلة الماضية."
لكنه حذر من أي تبعات على علاقات التجارة والسياحة.
وقالت الحكومة البرازيلية في بيان إنها شعرت بالصدمة لدى تلقيها النبأ فهذه هي ثاني مرة يعدم فيها برازيلي في إندونيسيا خلال ثلاثة شهور رغم مناشدات إنسانية شخصية تقدمت بها رئيسة البرازيل ديلما روسيف.
وذكرت الخارجية البرازيلية أنها تجري تقييما لعلاقاتها مع إندونيسيا قبل أن تتخذ قرارا بشأن الخطوة التي ستقدم عليها.