[align=justify]
المتولدات :
قال الفتى المتولدات موضوعنا اليوم .
قال المعلم ما عندك فيها ؟
قال الفتى :قال فريق المتولدات من فعل الله وقال فريق من الأفعال ما لا يمكن إضافته لفاعل لأنها متولدات كالذى يموت وقد فعل السبب ووجد المتولد بعده فلا يجوز إضافته للميت وقد لا يجوز إضافته لله تعالى بسبب قبح المتولد مثلا وقال فريق المتولدات أفعال لا فاعل لها وقال فريق يصح من الإنسان أن يفعل الألوان والطعوم والروائح والرؤية والسمع وسائر الادراكات على سبيل التولد إذا فعل أسبابها وقال فريق إنها فعل الله بإيجاب الطبع على معنى أن الله طبع الحجر طبعا يذهب إذا وقع وطبع الحيوان طبعا يألم إذا ضرب وقال فريق المتولدات اختيار الله لا طبع الجسم وقال فريق إن الإنسان لا يفعل إلا فى نفسه وما حدث عند فعله كذهاب الحجر عند الدفع واحتراق الحطب عند مجامعة النار والألم عند الضربة فالله سبحانه الخالق له وكذلك هو المبتدىء له .
قال المعلم يمكننا أن حصر الخلاف فى النقاط التالية :
من هو خالق المتولدات ؟هل يفعل الإنسان المتولدات ؟
قال الفتى :السؤال الأول كانت له الإجابات التالية:
-الله هو الخالق -المخلوق هو خالقها – لا خالق لها.
قال المعلم المتولدات خالقها كلها هو الله لأنه خالق كل شىء مصداق لقوله بسورة الرعد "قل الله خالق كل شىء "ويقول القرآن أن المتولدات يفعلها الخلق فى نفس الوقت الذى يفعلها الله فيه بدليل قوله تعالى بسورة الإنسان "وما تشاءون إلا أن يشاء الله "أى وما تفعلون إلا أن يفعل الله .
قال الفتى إذا فالله خلق والإنسان فاعل .
قال المعلم نعم وفعل الإنسان خلقه .
قال الفتى وما الدليل على خلق الإنسان للشىء ؟
قال المعلم قوله بسورة العنكبوت "وتخلقون إفكا "فهنا نسب الله عمل الإفك للإنسان وسماه خلقا وقوله بسورة آل عمران "أنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير "ومما لا شك فيه أن الخلق الإلهى يختلف عن الخلق من المخلوق فالأول يكون بكلمة كن والأخر يكون عن طريق أعضاء الجسم .
قال الفتى :نعود للنقطة الثانية هل يخلق الإنسان المتولدات ؟
قال المعلم :اعلم يا فتى أن الإنسان يقدر على خلق متولدات ولا يقدر على فعل متولدات أخرى فالمتولدات مثل الألوان والطعوم والرؤية والسمع لا يقدر الإنسان على خلقها فى نفسه .
قال الفتى وما السبب ؟
قال المعلم السبب هو أن كل واحد من هذه الأمور يحدث بوجود أسبابه الخالقة له فمثلا اللون يوجد بسبب وجود الضوء ومثلا الطعم يوجد بسبب تلاقى المطعوم بحبيبات التذوق فى الفم والرائحة توجد بسبب تلامس الهواء الحامل لها بحبيبات الشم فى الأنف والإنسان لا يقدر على إيجاد هذه الأسباب من العدم فلا هو قادر على إيجاد الحبيبات ولا هو قادر على إيجاد الأعضاء التى فيها الحبيبات ولا هو قادر على خلق الأشياء المولدة لرائحة من نبات أو حيوان ،من أجل هذا بين الله لنا أن الإنسان عاجز عن خلق ذبابة وهذا بقوله بسورة الحج"إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له ".
قال الفتى وهل يقدر الإنسان على خلق متولدات ؟
قال المعلم أقدر الله الإنسان على خلق بعض المتولدات مثل صناعة التماثيل وفى هذا قال تعالى على لسان إبراهيم (ص)بسورة العنكبوت "إنما تعبدون من دون الله أوثانا "وقال بسورة الأنبياء "ما هذه التماثيل التى أنتم لها عاكفون "فالتماثيل متولدة من صياغة الإنسان للأحجار أو للأخشاب .
قال الفتى نعود للنقطة الأولى ونتساءل هل المتولدات طبع طبع الله به المخلوق أم أنها اختيار الله يجبر عليه المخلوق ؟
قال المعلم المخلوقات من حيث أفعالها بعضها يطيع حبا وبعضها يطيعه كرها .
قال الفتى فسر هذا .
قال المعلم إن إسلام المخلوقات يحدث من بعضها طوعا أى حبا فى الطاعة ويحدث من بعضها كرها أى جبرا .
تساءل الفتى وما الدليل ؟
قال المعلم :قوله تعالى بسورة آل عمران "وله أسلم من فى السموات والأرض طوعا وكرها "وعليه فالمتولدات يحدثها البعض طوعا والبعض الأخر يحدثها كرها .[/align]