[align=justify]القدرة :
قال التلميذ القدرة اليوم موضوعنا
قال المعلم قل
قال التلميذ يقولون إن الله قادر على أن يظلم ويكذب ولو فعل مقدوره من الظلم والكذب لكان إلها ظالما كاذبا وقالوا إن الله لا يقدر أن يفعل بعباده خلاف ما فيه صلاحهم وقال بعض أخر إن القادر على العدل يجب أن يكون قادرا على الظلم والقادر على الصدق يجب أن يكون قادرا على الكذب وإن لم يفعل الظلم والكذب لقبحهما ولغناه عنهما ولعلمه بغناه عنهما لأن القدرة على الشىء يجب أن تكون قدرة على ضده ،وقالوا لا يوصف الله بالقدرة على فعل عباده ولا على شىء من جنس ما أقدرهم عليه وقال بعضهم أن البارى قادر على ما هو من جنس ما أقدر عليه عباده من الحركات والسكون وسائر ما أقدر عليه عباده .
قال المعلم دعنا نناقش النقطة الأولى وهى قدرة الله على الظلم والكذب والحق هو أن الله قادر على كل شىء ومن هذه الأشياء الظلم والعدل بدليل قوله بسورة البقرة "وأن الله على كل شىء قدير "فلم يستثن هنا شىء من الأفعال ولكن الله مع قدرته على الكذب والظلم فقد حرمهما على نفسه فقال بسورة آل عمران "وأن الله ليس بظلام للعبيد "و"إن الله لا يخلف الميعاد"ففى الأولى نفى الظلم عن نفسه وفى الثانية نفى الكذب وهو إخلاف الوعد
قال الفتى والنقطة الثانية ؟
قال المعلم أن الله لا يقدر أن يفعل بالعباد غير ما فيه صلاحهم والحق هو أن الله يفعل ما يريد مصداق لقوله بسورة هود "إن ربك فعال لما يريد"وأفعال الله بالعباد لا يصح وصفها بأنها فى صالح العباد أو فى غير صالحهم بسبب أنها ابتلاءات متنوعة ما بين الملذات والأضرار ولو فعل الله بالعباد الأصلح لن يكون هناك ابتلاءات ومن ثم لن يكون هناك حساب لكون الكل مسلمين له ويمكننا أن نقول أن كل أفعال الله يمكن أن يحولها الإنسان لصالحه أو يحولها لضرره ولذا قال تعالى بسورة الإسراء "إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها "
قال الفتى والنقطة الثالثة ؟
قال المعلم يصح وصف الله بالقدرة على فعل عباده بدليل قوله بسورة الصافات "والله خلقكم وما تعملون "فهنا وصف الله نفسه بأنه خالق عمل العباد وهذا يعنى قدرته على فعل العباد وقوله بسورة الأنفال "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى "فهنا نسب الرمى لنفسه وللعبد والمعنى والذى قذفت وقت قذفت أى إن الله قذف [/align]