إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون
كم لله من نعم على عباده
إلى كل من ابتلي بسحر وقنط من الشفاء ويئس من كثرة التداوي والأخذ بالأسباب إلى كل من يؤمن بمعية الله ونصره ولو بعد حين أقص هذه القصة سائلاً المولى أن يثبت كل مصاب ومبتلى ويرزقه الصبر وحسن الظن بخالقه
اقرأ قصتها العجيبة
في 30 رمضان من عام 1421هـ وبعد درس العصر في المسجد جاءني أحد جيران المسجد مسلِّماً ومخبراً بخبر عجيب قال ياشيخ خالد ذهبت البارحة أنا وعائلتي إلى البحر لنتناول إفطارنا على شاطئ البحر نودع آخر يوم في رمضان ظانين أنها ستكون آخر ليلة وقبل الغروب بقليل جاءني أبنائي يتسابقون ومعهم شيئاً يحملونه وتكلم أولهم وصولاً قائلاً ياأبي كنا نلعب بالرمل ونحفر في الرمل فوجدنا هذا الشئ الذي يشبه الدمية التي يلعب بها الأطفال قال فما أن رأيتها ودققت النظر فيها علمت أنه سحر مدفون فما كان مني إلا أن قمت معهم حيث وجدوا السحر وبدأنا في الحفر حول ذلك المكان بسرعة ولهفة ودعاء فإذا بأحد أبنائي الصغار يقول وجدت دمية اخرى فقلت لهم ابحثوا أيضاً وماهي إلا لحظات حتى وجدنا دمية ثالثة ولم نقف عند هذا الحدّ بل بحثنا وبحثنا حتى حفرنا حفرة كبيرة في نفس المنطقة وحتى أيقنا انه لايوجد شئ آخر فما كان مني إلا أن قاطعته وسألته وأين هي هذه الدمى؟ وماذا صنعت بها؟ فقال هي في البيت فقلت له متلهفاً إذهب واتني بها بسرعة فذهب وماهي إلا دقائق معدودة وإذا بهذه الأشكال التي ترونها أمامي وبيدي ....لحظة ذهول أصابت من حضر ......وعبرة خنقتني حبستها ....لأني أنظر إلى السحر بيدي .........سحر مدفون وهو من النوع الذي تحرسة الشياطين... سحر مكون من تماثيل مصنوعة من الشمع وداخلها قصدير وعلى كل تمثال صورة لإمرأة وقد غرزت إبر على عين المرأة في تمثال وغرزت على كل التماثيل إبر على الرأس اثنين وفي الأرجل والأيدي وعلى القبل والدبر ووضعت ورقةعلى كل تمثال وقد كتبوا عليه الطلاسم وربطوها بخيوط من الرأس إلى الرجل على كل الجسم.... ........تأثرت كثيراً وأنا أنظر مراراً إلى سعة رحمة الله بعباده ...وأنا أتفكر في ضعفي وعجزي فلا قدرة لمخلوق ولاحول ولاقوة لمخلوق إلا بالله ....أنظر وأخاطب نفسي قائلاً آخر يوم وليلة من شهر رمضان وقرب الغروب وغدا يوم عيد عيد سعيد عيد يفرح الناس فيه ويحل عليهم السرور ....ويريد الله جل جلاله أن يمنّ على هذه المسكينة بالشفاء في ليلة العيد ...يريد المولى سبحانه أن يعلمنا جميعاً أنه جعل طفلاً صغيراً هو الذي يخرج السحر المدفون المحروس .......سبحان مسبب الأسباب لعل المريضة دعت وأخلصت أو دعا لها من دعا بظهر الغيب فسخر الله الطفل ليخرج السحر من مكانه وأراد أن يأتي بالسحر إلينا ولم يقع في يد مشعوذ أوساحر ......يريد الله أن يعلمنا أن لا نعلق قلوبنا إلا به ...لانعلق قلوبنا براقي نظن أن الشفاء عنده أو أن النفع بيده لنتعلم أن الراقي إنما هو سبب من الأسباب الشرعية في العلاج وليتعلم كثير ممن ضعف توحيدهم وقلّ صبرهم وظهر جزعهم وأخذوا بالفتاوى المهلكة وذهبوا إلى السحرة لإبطال أسحارهم أن ألمر كله لله.
اللهم اهلك السحرة أجمعين وابطل أسحارهم أينما كانت وكيفما كانت إنك على كل شئ قدير .
سمو الاخلاق